الحرب النفسية 6
وهناك دعاية الاشاعات و دعاية الكلام
الغرض منها تغيير الشعور و الولاء الفعلى للأفراد من مجموعة الى أخرى .
وهناك نوع
أخر وهى دعاية التفرقة والغرض منها تجزئة الوحدة العدوة والحد من قابلية مقاومة
العدو .
وبهذه المناسبة نذكر محاولة الحلفاء فى دعايتهم أن يجعلوا الألمان
الكاثوليك يفكرون أنهم كاثوليك قبل كونهم ألمانا .
وهناك الدعاية المضادة والغرض منها محو
فكرة العدو أو أسلوبه فى الدعاية .
وهنا نذكر أن اليابانيين كانوا يتهمون
الأمريكان بالهمجية عندما يتهم الأمريكان اليابانيين بالهمجية .
الحرب السياسية فى التعريف الإدارى مستوى
أعلى من فعالية الدعاية .
الحرب السياسية تشمل تخطيط السياسة
القومية بشكل يساعد الدعاية والعمليات الحربية سواء بالنسبة الى العلاقات المباشرة
مع الحكومات أو بالنسبة لعلاقات المجموعات التى تملك الطبيعة السياسية .
المنطق يكون العنصر الثانى بعد التجربة
كمرشد لوسائل المنافسة الحديثة .
القيود السياسية
للحرب النفسية :
السياسة لها تأثير على الحرب النفسية .
فالعلاقة بين دولتين متحاربتين بمقطوعة نهائية و إنما تصبح فى الحرب غير اعتيادية
وحادة وحاسمة .
وكل
دولة محاربة تحاول أن تجد فى مواضيع اعجاب العدو بها مواضيع كسب لها . وكل داعية
يحاول أن يعطى العدو الأخبار التى يريد أن يسمعها العدو . وفى الوقت ذاته يرتب
الأخبار بحيث تهدم المعنوية العدوة .. وتبنى عدم الثقة فى السياسة العدوة .. وتحرض
الدوائر العدوة بعضها على البعض .
ويمكن أن يستفيد الأمريكان فى الداخل من
اطلاق كلمة قرد أو خنزير أو مجنون على الامبراطور اليابانى ولكن هذا يرفع درجة
الحقد عند اليابانيين ضد الأمريكان بصورة أكثر من رفع درجة الحقد فى داخل الولايات
المتحدة ضد اليابانيين .. وبالتالى تصبح النتيجة خسارة أمريكا فى مثل هذه الهجمات
.
وقد استخدم الروس دعاية ناجحة ضد الألمان
بوعدهم بالملابس الدافئة و الأكل الشهى للجند الذين يستسلمون فى جبهات الألمان
الباردة .
وقد وعد الألمان المدنيين الروس الذين فقدوا ثقتهم فى ستالين الذى كان
يعد الألمان بالمأكل الجيد والملبس الجيد بينما يعيش الشعب السوفييتى على حافة
الجوع .
و اخيرا يجب أن تهدف الحرب النفسية الى وضع
حد مرض للحرب .
ولغرض أن تكون النهاية ناجحة يجب أن تحل النهاية .. فالقتال يجب أن
يتوقف و الدول يجب أن تدخل فى علاقات جديدة سليمة .
والدعاية التى تعد العدو
الوعود الكثيرة تزعج الصديق و الرأى العام المحلى .
ولكن الدعاية التى تعد العدو
بالثأر الدامى تقضى على الحركات السلمية داخل صفوف العدو .
ولم يكن لدى أى قوة
كبيرة الجرأة فى إعلان حدود سياسية واضحة لما بعد الحرب وقد عمل الجميع على أن
تكون وعودهم مطاطة لعلمهم أن وعدا معينا قد يرضى البعض ويبعد الكثيرين .
والأفضل
هو عدم التقيد فى وعد فإن ذلك يجعل أمال الجميع حسنة
0 التعليقات:
إرسال تعليق