العقد الإجتماعي 10
                          النظم المختلفة للتشريع
         إذا بحثنا عما يتكون منه بالضبط أكبر
قدر من الخير للجميع , سنجد أنه يتلخص قى شيئين رئيسيين الحرية والمساواة .
        ولكن ما يتعلق بالقوة , أنها تسمو على
العنف و أنها لا تمارس إلا على أساس المركز والقانون ؛ أما فيما يتعلق بالثروة
فإنها تعنى ألا يبلغ أى مواطن من الثراء ما يجعله قادرا على شراء مواطن أخر و ألا
يبلغ مواطن من الفقر ما يدفعه الى بيع نفسه .
         قد يقول البعض إن هذه المساواة وهم نظرى
لا يمكن أن يتحقق عمليا . بيد أنه إذا كان العيب ممل لا مفر منه , أفلا ينبغى
تنظيمه على الأقل ؟ فكون الأشياء تعمل بقوتها على تحطيم المساواة , وهو بذاته
السبب فى أنه يجب على المشرع أن يعمل على المحافظة عليها .
          بيد أن هذه الاهداف العامة لكل نظام
صالح يجب أن تعدل فى كل بلد بما يلائم الأوضاع المحلية وطبائع السكان .
                                 تقسم القوانين 
         يتطلب حسن تنظيم الشئون العامة مراعاة
عدة علاقات :
          أولا : علاقة الجسد كله بنفسه وتأثيره فى ذاته ,
أى العلاقة بين الكل و الكل , أو بين معقد السيادة والدولة , وتتكون هذه العلاقة
من صلة الحدود الوسطى بعضها ببعض . 
                                                                       ( القوانين السياسية ))
          ثانيا : هى تلك التى بين الاعضاء
وبعضهم البعض أو بينهم وبين المجموع . 
                                                                       (( القانون المدنى ))
          ثالثا : هى تلك التى تتعلق بالعقوبة
لعدم الطاعة . (( القانون الجنائى )) .
         ويضاف الى هذه الأنواع الثلاثة من
القوانين نوع رابع , وهو أهمها جميعا ؛ وهو قانون لا ينقش على ألواح ارخام أو
البرونز , ولكن فى قلوب المواطنين , وهو الذى يحدد النظام الحقيقى للدولة ؛ قانون
يزداد قوة يوما بعد يوم ؛ فإذا هرمت القوانين الأخرى أو انطفأت أعادها إلى الحياة
يوما بعد يوم ؛ فإذا هرمت القوانين الأخرى أو انطفأت أعادها إلى الحياة أو سد
ثغراتها , ويصون للشعب روح نظامه , ويجعل قوة العادة تحل بالتدريج محل السلطة .
وأعنى بع العرف والعادة , وفوق كل شئ الرأى العام ؛ وهو قانون لا يعرف عنه ساستنا
شيئا , ولكن يتوقف عليه نجاح كل القوانين الأخرى .
         لكل فعل حر سببان يجتمعان لإنتاجه :
احدهما معنوى , وهو الإرادة التى تحدد الفعل ؛ والأخرى مادى , وهو القدرة على
التنفيذ.
        الجسد السياسى تحركه نفس البواعث :
فيستطيع المرء أن يميز فيها القوة و الإرادة : واحدة تحت اسم السلطة التشريعية و
الأخرى تحت اسم السلطة التنفيذية .
        رأينا أن السلطة التشريعية تخص الشعب ,
ولا يمكن أن تخص سواه .
        ما هى الحكومة ؟ 
هى هيئة متوسطة تنشأ
لتكون وسيلة للاتصال المتبادل بين الرعايا ومقعد السيادة ويعهد إليها بتنفيذ
القوانين وصيانة الحرية المدنية والسياسية .
            فى المبدأ التى تقوم عليه الصور
المختلفة للحكم
      نستطيع أن نميز فى شخص الحاكم ثلاث إرادات
مختلفة اختلافا جوهريا : 
أولا : إرادته الخاصة به كفرد التى لا توجه إلا إلى مصلحته
الخاصة ؛
 وثانيا : الإرادة المشتركة بينه وبين بقية الحكام , التى توجه لمصلحة
الأمير فقط , والتى يمكن أن نطلق عليها إرادة الهيئة , وهى إرادة عامة بالنسبة
للحكومة ولكنها خاصة بالنسبة للدولة التى تعتبر الحكومة جزءا منها , وثالثا :
إرادة الشعب أو الإرادة السيادية , وهى إرادة عامة بالنسبة للدولة بوصفها كلا ,
وبالنسبة للحكومة بوصفها جزءا من الكل .
         أنشط الحكومات هى حكومة الشخص الواحد .
         إرادة شئون الدولة تكون أكثر بطئا بقدر
زيادة عدد القائمين عليها . 
         الحكومة تضعف بقدر زيادة عدد الموظفين .
  كلما زاد حجم الدولة وجب أن تتقلص
الحكومة , بحيث يتناقص عدد الرؤساء بنسبة زيادة الشعب .
         تكمن مهارة المشرع فى معرفة تحديد
النقطة التى تكون فيها قوة إرادة الحكومة فى أفضل وضع بالنسبة لمصلحة الدولة .


0 التعليقات:
إرسال تعليق