22‏/02‏/2015

العقد الإجتماعي 11

العقد الإجتماعي 11

       الديموقراطية : هى أن عدد المواطنين الحكام أكثر من عدد المواطنين الأفراد .

       الارستقراطية : هى ان عدد المواطنين الافراد اكثر من عدد المواطنين الحكام .

        الملكية : يركز كل الحكم فى يد حاكم واحد يستمد الاخرون كلهم قوتهم منه .

        اذا كان عدد الحكام فى الدول المختلفة يجب أن يتناسب تناسبا عكسيا مع عدد المواطنين , فإنه يتبع ذلك أن الحكم الديموقراطى هو بصفة عامة , أليق صورة للدول الصغيرة , والارستقراطية المتوسطة , والملكية الكبيرة .


                                  الديموقراطية

        إن من يضع القوانين هو خير من يعرف كيف تنفذ وتفسر .

        لا يوجد شئ أخطر على الشئون العامة من المصالح الخاصة.

        عندما تقسم وظائف الحكم بين مجالس متعددة , فإن أقلها عددا سيستحوذ , إن عاجلا أو اجلا , على أكبر قدر من السلطة , ولو لسهولة البت فى الأمور التى ستجد طريقا إليه بطبيعة الحال .


         يتطلب الأمر قدرا كبيرا من المساواة فى المراتب والشراء الذى لا تبقى المساواة طويلا فى الحقوق والسلطة من غيره ؛ و أخيرا ألا يوجد ترف كثير أو لا يوجد ترف بالمرة , لأن الترف إما أن يكون نتيجة للثراء أو أنه يجعل الثراء ضروريا , فهو يفسد الأغنياء والفقراء على السواء , يفسد الأولين بحيازتهم له والثانين برغبتهم فيه ؛ كما أن الترف يبيع الوطن للنعومة والخيلاء ؛ وينتزع من الدولة كل مواطنيها إذ يجعلهم عبيدا لبعضهم البعض , وكلهم عبيدا للأهواء .

                                الأرستقراطية

        على الرغم من ان الحكومة تستطيع أن تنظم وضعها الداخلى كما يتراءى لها , فإنها لا تستطيع أبدا أن تواجه الشعب إلا باسم معقد السيادة , أى باسم الشعب نفسه ؛ وهذا ما يجب ألا يغيب عن بالنا مطلقا .

         ولقد كانت المجتمعات الأولى تحكم أرستقراطيا . فكان رؤساء العائلات يتداولون سويا فى الشئون العامة , وكان الشبان يحنون رءوسهم لسلطة التجربة .

ومن هنا كانت أسماء مثل الكهنة و الشيوخ والكبار والزعماء . وما برح أهل أمريكا الشمالية الهمج يحكمون بهذه الطريقة حتى يومنا هذا , والحكم عندهم صالح تماما .

       ولكن كلما حل التفاوت الناجم عن النظم محل التفاوت الطبيعى , صار الثراء أو القوة مفضلين على السن. وأصبحت الارستقراطية انتخابية . واخيرا , بانتقال القوة من الاباء الى الابناء مع الممتلكات , بحيث صارت بعض الأسرات أرستقراطية , تحولت الحكومة فصارت وراثية , فكان يوجد أعضاء مجلس شيوخ لا يتجاوزون العشرين عاما .

         ومن ثم فهناك ثلاثة أنواع من الأرستقراطية : طبيعية و انتخابية ووراثية . والأولى لا تصلح إلا لشعوب بدائية , والأخيرة أسوأ الحكومات جميعا ؛ والثانية أفضلها , وهى الأرستقراطية بالمعنى الحقيقى .
              
                  جميع صور الحكم لا تلائم جميع البلدان

      لما كانت الحرية ثمرة لا تنبت فى جميع الأجواء , فإنها ليست فى متناول جميع الشعوب .

      وفى جميع حكومات العالم يستهلك الشخص العام ولا ينتج . فمن أين إذن يحصل على المادة التى يستهلكها ؟
 من عمل أعضائه . ففائض عمل الأفراد هو ما يوفر حاجة الشخص العام . ويتبع ذلك أن الحالة المدنية لا تقوم إلا عندما يفيض نتاج عمل الناس عن حاجتهم .

      كلما بعدت الضرائب العامة عن مصدرها كانت أكثر ارهاقا . فلا يجب قياس عبثها على أساس كميتها , ولكن على طول الطريق الذى تقطعه حتى تعود مرة أخرى إلى الأيدى التى خرجت منها . فعندما تكون هذه الدائرة سريعة وثابتة الأسس , لا يهم إذا دفع الناس كثيرا أو قليلا , فالشعب يظل دائما غنيا ويكون الموقف المالى جيدا باستمرار .

وعلى العكس من ذلك , مهما كان ما يدفعه الناس قليلا , فإنه عندما لا يعود اليهم ثانية سرعان ما يصبحون فقراء بسبب الدفع المستمر , وعندئذ لا تكون الدولة ويظل الشعب معوزا دائما .

      بدلا من أن يكون هدف الحكم سعادة الناس , يجعلهم الحكم الاستبدادى أشقياء ليحكمهم .

      يظهر فى ترف الملابس اختلافات مماثلة . ففى البلاد التى يكون طقسها متغيرا وعنيفا , يقتنى الناس ملابس أجود و أبسط ؛ وفى تلك التى لا يلبس فيها المرء إلا للتنزيل , يسعى الناس إلى المظاهر أكثر مما يسعون الى المنفعة , فالملابس نفسها ليست سوى ترف هناك . ففى نابلى ترى كل يوم الناس يتنزهون فى الميادين العامة وقد لبسوا الحلل المذهبة , ولا يلبسون جوارب .

وينطبق نفس الشئ على المبانى فالاهتمام ينصب فيها كله على الأبهة عندما لا يخشى الناس من أذى الجو . ففى باريس ولندن يفضل الناس أن يعيشوا فى دفء وراحة , أما فى مدريد فلديهم صالات فخمة , ولكن ليس لها نوافذ تغلق , وينام الناس فى غرفة أشبه بالجحور .

       وتتميز الأطعمة فى البلاد الحارة بأنها مغذية أكثر وذات نكهة , وهذا فرق ثالث لا يمكن ألا أن يؤثر فى الثانى . لماذا يأكل الناس ذلك القدر من الخضراوات فى ايطاليا ؟ لأن الخضراوات هناك جيدة ومغذية وطعمها طيب .

أما فى فرنسا حيث تتغذى الخضر على الماء وحده , فإنها لا تغذى مطلقا , ولا يكاد يعتد بها على المائدة , ومع ذلك فأنها تشغل نفس الحيز فى الزراعة وتتطلب نفس القدر من العمل على الأقل . 

كما أن التجربة دلت على أنه رغم كون القمح الذى تنتجه فرنسا , فإنه يدر دقيقا أكثر ؛ كما أن قمح فرنسا يدر دقيقا أكثر بدوره من قمح الشمال . ومن ذلك نستطيع أن نستخلص أن هناك تدرجا مماثلا بصفة عامة فى الاتجاه حتى القطب .

ألا يعد نقصا واضحا أن يدر نفس القدر من الإنتاج قدرا أقل من الغذاء ؟ .

0 التعليقات: