11‏/02‏/2015

العقد الإجتماعي 2

العقد الإجتماعي 2


      إن أقدم المجتمعات جميعا – والمجتمع الطبيعى الواحد – هو مجتمع الأسرة .

 فالأبناء يظلون مرتبطين بأبيهم طالما أحسوا بحاجتهم إليه لبقائهم فقط .

وبمجرد أن تنتهى هذه الحاجة تنحل هذه الرابطة الطبيعية .

ومنذ هذه اللحظة يعود الأبناء , وقد تحرروا من الطاعة التى كانت واجبة له عليهم من قبل ؛ و الأب , وقد تخلص من مسئوليته نحوهم , إلى حالة من الاستقلال المتساوى , وإذا ظلت الرابطة قائمة فإنها لا تعود أمرا تفرضه الطبيعة , ولكنها تصبح اختيارا مقصودا .

ولا تبقى الأسرة إلا على أساس من الاتفاق   وحده .

إيهاب: هذا في الفكر الغربي أما في الإسلام فلأمر مختلف فلقد عني الإسلام بالأسرة وروابطها كأول مكون للمجتمع فشرع الزواج الذي هو المدخل الطبيعي لتكوين تلك الأسرة وحفه بسياج من الأحكام التي تجعل منه حصنا للأسرة بل جعل أبغض الحلال الطلاق الذي يفصم عري تلك الرابطة 
ثم عرج علي كل العلاقات المنبثقة من هذا الزواج فحفها بواجبات وسنن وآداب مما يؤسس لمجتمع متماسك وقوي

       تعتبر الأسرة النموذج الأول لكل الجماعات السياسية .

       الخضوع للقوى عمل من أعمال الضرورة , وليس من أعمال الإرادة .

     ما من إنسان ملزم بالطاعة إلا للسلطات الشرعية .

       لما لم يكن لإنسان سلطة طبيعية على أقرانه , ولما كانت ((القوة)) لا تنتج ((حقا)) , فان الاساس الوحيد الباقى للسلطة الشرعية فى المجتمعات البشرية هو الاتفاق .

       إن الاتفاق الذى يمنح طرفا سلطة مطلقة ويرتب على الطرف الأخر التزاما بالطاعة العمياء , اتفاق غير مجد وبلا معنى .

       قد وجد جروتيوس , ومن سلكوا مسلكه فى التفكير , فى الحرب تبريرا أخر لما يسمى حق العبودية . فهم يذهبون إلى أنه لما كان للمنتصر حق قتل عدوه المهزوم فللأخير أن يفتدى حياته على حساب حريته , إذا شاء , وإن هذا التعاقد يكتسب قدرا أكبر من الشرعية بكونه يفيد الطرفين .

        إن العلاقة بين الأشياء وليست بين الأشخاص هى التى تتكون منها الحرب , ولما كانت حالة الحرب لا يمكن أن تنشأ أصلا من العلاقات الشخصية البسيطة , بل من العلاقة بين أشياء فقط , فإن العداء الشخصى بين الرجل والرجل لا يمكن أن يوجد فى حالة الطبيعة حيث لا يقوم نظام عام معترف به للملكية الخاصة , ولا فى حالة المجتمع , حيث القانون هو السلطة العليا .


        الحرب شئ لا يقع بين رجل و رجل , ولكن بين دول . و الأفراد الذين يتورطون فيها أعداء بمجرد الصدفة . فهم لا يتقاتلون بوصفهم رجالا , ولا حتى بوصفهم مواطنين , ولكن بأعتبارهم جنودا .

0 التعليقات: