إمبراطورية الثروة ج2 -20
وبين العامين 1945 و 1952 انفقت
الحكومة الفدرالية 14 مليار دولار على الإعلانات التعليمية للمحاربين القدماء ,
لكنها حققت مكاسب أكبر من بناء رأس المال البشرى الذى سيمد اقتصاد ما بعد الحرب
بالطاقات المحفزة . لقد ثبت أن مشروع قانون المحاربين القدماء – الذى عد من جملة
قوانين الأشغال العامة – كان بمنزلة قنال إرى للاقتصاد ما بعد الصناعى الجديد الذى
إن كانت ملامحه لم تتضح انذاك , فقد اجتاز مرحلة النشوء والتشكل .
بطاقة الائتمان :
لقد أزال عن كاهل التجار عبء ونفقات إدارة
حساباتهم القيدية , وأتاح للناس العاديين دفع ثمن مشترياتهم فى متاجر ومحلات كثيرة
, ووفر للمصارف المصدرة أرباحا جيدة من خلال الفائدة التى تجنيها من الأرصدة غير
المسددة .
وكشأن الأفكار اللامعة دائما , انتشرت هذه
الفكرة سريعا وأصبحت بطاقات الائتمان فى الستينيات أمرا شائعا . وفى السبعينيات
أسبغت ماسترد كارد وفيزا على بطاقات الائتمان بعدا وطنيا , ومن ثم – وسريعا – بعدا
عالميا .
ميريل لينش :
لقد دخل تشارلز ميريل – وهو من الجنوب –
الى وول ستريت فى الثانية والعشرين من العمر , فى وقت قدر له أن يعيش أحداث هلع
عام 1907 . و أسس شركته الخاصة فى عام 1914 , ودمجها بعد عامين فى شركة يملكها
إدموند لينش ليؤسس شركة ميريل لينش وشركاهما , وأغفلت وثائق الشراكة الفراغ الفاصل
بين الاسمين عرضا . ومنذ ذلك الحين صار الفراغ الفاصل يغفل عمدا . وفى عشرينيات القرن
العشرين شهد الحوادث التى ألمت بوول ستريت , وحث زبائنه على الخروج من السوق ,
وكان هو نفسه قد خرج من السوق كلية عندما وقع الانهيار .
كانت أكثر شركات السمسرة فى وول ستريت
انذاك صغيرة وعائلية , ولا تكترث بالعملاء الصغار . وكانت أعمال البحوث – وهذه حالها
– تفتقر الى الطابع الرسمى النظامى فى أحسن صورها , ولم تكن سوى تجميع للشائعات من
هنا وهناك . وفى عام 1940 صار ميريل شريكا أول فى شركة إى إيى بيرس .
وبدأ فى عام 1948 بنشر الاعلانات – وكان هذا
عملا غير مسبوق فى وول ستريت – لتعريف رجل الشارع بوول ستريت والفرص التى يمكن
الوقوع عليها هناك . وقد عرضت الإعلانات كيفية شراء الأسهم وبيعها
والمخاطرالمترتبة على ذلك .
فى عقد الخمسينيات صارت صناديق التقاعد –
التى تسيطر عليها الشركات واتحادات العمال – طرفا رئيسا فى وول ستريت . وفى عام
1961 – عندما كانت الميزانية الفدرالية لا تتجاوز 100 مليار دولار – حازت صناديق
التقاعد غير الخاضعة للتأمين أسهما بقيمة 17.4 مليار دولار , وكانت توظف استثمارات
جديدة بمعدل مليار دولار فى العام . كما بدأت صناديق الاستثمار – التى ظهرت أول
مرة عام 1924 – تكتسب أهمية متزايدة فى وول ستريت , مع التفات الناس الى الاستثمار
فى الأسهم العادية من دون أن يضطروا الى اختيار الأسهم التى ينوون شراءها بأنفسهم
.
ولم تتعد قيمة الاستثمارات فى هذه الصناديق 500 مليون دولار فى عام 1940 , ومع
ذلك فقد تضاعفت قيمتها خمس مرات فى غضون عقد واحد , ووصلت فى عام 1960 الى 17
مليار دولار , أى خمسة أضعاف قيمتها أيضا .
قد ثبت أن كبرى المشكلات التى لازمت
الاقتصاد فى فترة ما بعد الحرب لم تكن البطالة بل التضخم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق