05‏/02‏/2015

الحرب النفسية 13

الحرب النفسية 13

     إذا كانت الحرب النفسية تكمل القتال فمن المؤكد أن القتال يكمل الدعاية .

      وقد شكلت الاستخبارات العسكرية الأمريكية منظومة سرية جدا لمكتب الحرب النفسية فى نفس الوقت الذى كان يتشكل فيه مكتب تنسيق المعلومات الأمريكى . . وكان لهذا المكتب خطوط عريضة فى مهام الاستخبارات والسياسة ولكن لم يكن لهذا المكتب تسهيلات إدارية واسعة .
       الحرب النفسية من مهمات القيادة .

       الدعاية لغرض الاعتداء تأتى باعتداء مضاد .

       دعاية العقاب تلهب خيال القوات المقاتلة و تجعلهم على أبواب الإرهاق العصبى .

وهذا يزيد من اعتداءات الطرفين نقمة لما أذيع عن اعتداءات الطرف الأخر .

 ودعاية التمثيل بالعدو تجعله يخاف من الاستسلام وتعطى قيادة العدو الفرصة فى السيطرة الكاملة على قطعاتها حتى فى حرب الخنادق .

مؤهلات الحرب النفسية :

     1 ـ الإلمام بإدارة الحكومة وسياستها ليتمكن من العرض الصحيح لأهداف و خطط الحكومة .

     2 ـ إلمام بالقضايا العسكرية والبحرية وقضايا الأركان مع معرفة فى فن الحرب العسكرى و البحرى لغرض انسجام الدعاية مع المواقف العسكرية وعمليات الدعاية السوقية .

     3 ـ إلمام مهنى بوسائط الأخبار أو على الأقل إحدى هذه الوسائط مثل طباعة الكتب أو المجلات أو الجرائد أو الراديو أو الإعلان بفروعه , أو حقل أخر قريب له علاقة مثل التثقيف السياسى أو التعليم البصرى أو تعليم الأمية .

      4 ـ معرفة اختصاصى فى منطقة معينة مثل إيطاليا أو اليابان أو الجزائر معتمدة على معرفة اللغة و العادات و التاريخ و العرف و السياسة الداخلية .

      5 ـ يجب أن يكون لديه مفهوم اختصاصى بعلم النفس أو علم الأجناس أو الاجتماع أو التاريخ أو العلوم السياسية أو حقل مقارب أخر .

       المحارب النفسى يتعامل مع الجنود الأعداء على أساس صفتهم المدنية و يجب أن يخاطبهم ( أيها الرجال ) ويهدف طبائعهم غير العسكرية فى دعواته فى أكثر الأحيان .

       السياسة فى أمريكا تنشأ من السلطة المدنية وهى فوق المجهود الحربى . فالعقيد فى المشاة لا يهمة ما يقولة وزير الخارجية عندما يكون فى ساحة المعركة . ولكن الضابط الذى مهمته الحرب النفسية يجب أن يكون دائما على ارتباط مع السلطة المدنية والحياة العامة حتى و إن لم ير أى شخص مرتديا الملابس المدنية لأشهر .

الاستعمالات الصينية :

      لقد تمكن الشيوعيون الصينيون من كسر جميع الأرقام القياسية فى وجوه خاصة من دعاية الميدان  . . فقد أعطى للأسرى اليابانيين الاستقبال الحار و الطعام الشهى حتى أنهم أكلوا طعاما أفضل من طعام الجنود الصينيين . . وقدمت لهم الهدايا و النساء .  . وتثقيف سياسى عن حرية اليابان . هؤلاء الجنود يؤخذون بعد ذلك الى الخطوط الأمامية فى جبهات القتال ليتكلموا للجنود اليابانيين ويدعوهم لترك قادتهم .

حتى أن الصينيين ( انتخبوا ) أحد الأسرى اليابانيين كعضو فى المجلس البلدى فى مدينة ينان .

وقد كانت هناك معرفة عميقة لمشاكل الجندى اليابانى العادى عند الشيوعيين الصينيين وعطف كبير عليه .
وقد شعر اليابانيون بذلك . وقد تمادى الشيوعيون الصينيون فى دعايتهم حتى أنهم القوا صناديق الهدايا على الجنود اليابانيين فى الخنادق .

         أما الحرب النفسية التى قام بها كايشك فقد كانت إنسانية ومحترمة , وقليل من الناس من يتذكر اليوم القصف الصينى لنجازاكى و إن كان المؤرخون الأسيويين سوف يقارنون بين القصف الصينى الأول والقصف الأمريكى الأخير على تلك المدينة مقارنة الاختلاف المطلق .

فبعد ابتداء الحرب عام 1937 بين الصين واليابان أمر الزعيم الوطنى الصينى قاصفاته أن تقصف اليابان ولكن لالقاء قنابل مناشير الدعاية ضد الاعتداء قائلين فيها : فى الوقت الذى تقصف اليابان فيه المدن الأسيوية بهمجية يمنع تمدن الصينيين من القيام بالثأر بالمثل .

وقد كانت للقوات الوطنية دعاية صداقة فى الميدان ولكن ليس للمدى الذى كانت مؤثرة فيه دعاية للشيوعيين .
 ولم يذكر الزعيم الصينى تهديدات بالثأر من اليابان .
وكان أول من قال أن موضوع الإمبراطور اليابانى يخص اليابان وحدها تحله باختيارها بعد الحرب . وقد استخدم يابانيين فى قيادته .

وشجعهم مع من معه من المعتمدين و استمرت الإذاعة باليابانية طيلة الحرب من مدينة جنك كنج .


0 التعليقات: