الحرب النفسية 13
إذا كانت الحرب النفسية تكمل القتال فمن
المؤكد أن القتال يكمل الدعاية .
وقد شكلت الاستخبارات العسكرية الأمريكية
منظومة سرية جدا لمكتب الحرب النفسية فى نفس الوقت الذى كان يتشكل فيه مكتب تنسيق
المعلومات الأمريكى . . وكان لهذا المكتب خطوط عريضة فى مهام الاستخبارات والسياسة
ولكن لم يكن لهذا المكتب تسهيلات إدارية واسعة .
الحرب النفسية من مهمات القيادة .
الدعاية لغرض الاعتداء تأتى باعتداء مضاد
.
دعاية العقاب تلهب خيال القوات المقاتلة و
تجعلهم على أبواب الإرهاق العصبى .
وهذا يزيد من اعتداءات الطرفين نقمة لما أذيع
عن اعتداءات الطرف الأخر .
ودعاية التمثيل بالعدو تجعله يخاف من الاستسلام وتعطى
قيادة العدو الفرصة فى السيطرة الكاملة على قطعاتها حتى فى حرب الخنادق .
مؤهلات الحرب
النفسية :
1 ـ الإلمام بإدارة الحكومة وسياستها ليتمكن
من العرض الصحيح لأهداف و خطط الحكومة .
2 ـ إلمام بالقضايا العسكرية والبحرية
وقضايا الأركان مع معرفة فى فن الحرب العسكرى و البحرى لغرض انسجام الدعاية مع
المواقف العسكرية وعمليات الدعاية السوقية .
3 ـ إلمام مهنى بوسائط الأخبار أو على الأقل
إحدى هذه الوسائط مثل طباعة الكتب أو المجلات أو الجرائد أو الراديو أو الإعلان
بفروعه , أو حقل أخر قريب له علاقة مثل التثقيف السياسى أو التعليم البصرى أو
تعليم الأمية .
4 ـ معرفة اختصاصى فى منطقة معينة مثل
إيطاليا أو اليابان أو الجزائر معتمدة على معرفة اللغة و العادات و التاريخ و
العرف و السياسة الداخلية .
5 ـ يجب أن يكون لديه مفهوم اختصاصى بعلم
النفس أو علم الأجناس أو الاجتماع أو التاريخ أو العلوم السياسية أو حقل مقارب أخر
.
المحارب النفسى يتعامل مع الجنود الأعداء
على أساس صفتهم المدنية و يجب أن يخاطبهم ( أيها الرجال ) ويهدف طبائعهم غير
العسكرية فى دعواته فى أكثر الأحيان .
السياسة فى أمريكا تنشأ من السلطة المدنية
وهى فوق المجهود الحربى . فالعقيد فى المشاة لا يهمة ما يقولة وزير الخارجية عندما
يكون فى ساحة المعركة . ولكن الضابط الذى مهمته الحرب النفسية يجب أن يكون دائما
على ارتباط مع السلطة المدنية والحياة العامة حتى و إن لم ير أى شخص مرتديا
الملابس المدنية لأشهر .
الاستعمالات الصينية
:
لقد تمكن الشيوعيون الصينيون من كسر جميع
الأرقام القياسية فى وجوه خاصة من دعاية الميدان
. . فقد أعطى للأسرى اليابانيين الاستقبال الحار و الطعام الشهى حتى أنهم
أكلوا طعاما أفضل من طعام الجنود الصينيين . . وقدمت لهم الهدايا و النساء . . وتثقيف سياسى عن حرية اليابان . هؤلاء الجنود
يؤخذون بعد ذلك الى الخطوط الأمامية فى جبهات القتال ليتكلموا للجنود اليابانيين
ويدعوهم لترك قادتهم .
حتى أن الصينيين ( انتخبوا ) أحد الأسرى اليابانيين كعضو فى
المجلس البلدى فى مدينة ينان .
وقد كانت هناك معرفة عميقة لمشاكل الجندى اليابانى
العادى عند الشيوعيين الصينيين وعطف كبير عليه .
وقد شعر اليابانيون بذلك . وقد
تمادى الشيوعيون الصينيون فى دعايتهم حتى أنهم القوا صناديق الهدايا على الجنود
اليابانيين فى الخنادق .
أما الحرب النفسية التى قام بها كايشك
فقد كانت إنسانية ومحترمة , وقليل من الناس من يتذكر اليوم القصف الصينى لنجازاكى
و إن كان المؤرخون الأسيويين سوف يقارنون بين القصف الصينى الأول والقصف الأمريكى
الأخير على تلك المدينة مقارنة الاختلاف المطلق .
فبعد ابتداء الحرب عام 1937 بين
الصين واليابان أمر الزعيم الوطنى الصينى قاصفاته أن تقصف اليابان ولكن لالقاء
قنابل مناشير الدعاية ضد الاعتداء قائلين فيها : فى الوقت الذى تقصف اليابان فيه
المدن الأسيوية بهمجية يمنع تمدن الصينيين من القيام بالثأر بالمثل .
وقد كانت
للقوات الوطنية دعاية صداقة فى الميدان ولكن ليس للمدى الذى كانت مؤثرة فيه دعاية
للشيوعيين .
ولم يذكر الزعيم الصينى تهديدات بالثأر من اليابان .
وكان أول من قال
أن موضوع الإمبراطور اليابانى يخص اليابان وحدها تحله باختيارها بعد الحرب . وقد
استخدم يابانيين فى قيادته .
وشجعهم مع من معه من المعتمدين و استمرت الإذاعة
باليابانية طيلة الحرب من مدينة جنك كنج .
0 التعليقات:
إرسال تعليق