05‏/02‏/2015

الحرب النفسية 11

الحرب النفسية 11



الثورة البولشفية و الثورة الصينية :

       أهم تطورات الدعاية فى الحرب الأولى حدثت فى روسيا .

وقد جاءت الثورة الروسية لموقف عسكرى حرج وقيادة ممقوتة و اقتصاد منهار و اصلاحات لم تنفذ .

        قاد الروس البولشفيك روسيا مهلهلة الإنتاج فقيرة جائعة دون أسلحة و لكن أحتفظوا بمعنوية عالية , وكان لديهم ضد جماهير الشعب سلاحان : الدعاية .. والإرهاب . وكانت الدعاية البولشفية أحسن دعاية فى ذلك الوقت ولا زالت بين الأحسن حتى فى يومنا هذا .

        فى كل أمة فى العالم كان هناك درجة من ( الخوف من الحمر) . وكانت الدعاية البولشفية ذات قابليات سحرية فى خداع الأنظمة وتخريبها . ولم تملك دعاية أخرى ذلك السحر .

       فالحرب النفسية عند الحلفاء ارتكبت الخطأ المحزن فى وعدها دنيا جديدة أفضل لكل شخص على الأرض . وعند نهاية الحرب وعودة الأوضاع الى عادتها لم يعتبر كثير من الناس (العادية فى الحياة) تبريرا بالوعد . فحصدت الدعاية البولشفية حصاد الدعاية الحليفة و اتجه الأمل فى الحياة الأفضل نحو البولشفية وذلك عندما تركت الدول الغربية عمليات الدعاية الداخلية و الأجنبية .

      النتيجة لمثل هذه الحرب النفسية هى أن الاستخدام الكثير للمصطلحات و الأسماء دون العمل بها يعنى أن الدعاية الشيوعية تناقض نفسها . ويمكنها أن تنجح فى المواقف التى يسود فيها الحرج و الفوضى و الذعر .

الحرب النفسية فى الحرب العالمية الثانية :

        أثبت الشيوعيون أن منظومة تسمى نفسها ( حزب ) هى فى الحقيقة شئ شبيه بالتنظيم الدينى مع ضبط داخلى و عضوية معينة و شعب فعالة يمكن أن تسيطر على عدد يفوق عددها خمسين مرة .

        وقد بين الشيوعيون أن مثل هذه الحركة بحاجة الى منظمات شبيهة و منظمات نسائية و نقابات عمال و نوادى خاصة .

        قد وضعت الحرب الدعاية فوق جميع الاعتبارات . والذى يشبع من الدعاية يأخذ منها ما يعتقده و يخلط معها ما لا يعتقده .. و بالنهاية يصل إلى حد لا يصدق فيه شئ , فالتقييدات الاعتيادية فى الحياة المدنية مثل الصدق أو احترام القانون أو احترام الجار و طاعة الخلق الجيد أو حب الله تقف عن العمل لأن الشخص المشبع بالدعاية ينظر لكل الأشياء كدعاية ولا شئ غير الدعاية . فالفتاة الراقصة أو القس فى الكنيسة إما أن يكون ضده أو معه .

 لا شئ فى الدنيا برئ أو مفرح , كل شئ فى مفهومه يتعلق بالقوة , وقبل أن يحصل على القوة يكره الأشخاص الذين لهم قوة .. فهو لا يثق بذكائهم أو يمدح شخصياتهم أو يصدق حسن نياتهم أو يمدح دوافعهم . إنهم حتما دجالون لأنهم يملكون السلطة عندما يكون هو المريض فى الدعاية أحد الجماعة التى يجب أن تملك السلطة .

وعندما يحصل مثل هذا الرجل على القوة يمقت زملائه و أصدقاءه متنكرا البرودة و الاستهزاء فى طريقة حصوله على القوة و لأنه يعرف أن إخوانه المتعصبين لديهم نفس المنطق .

فالداعية الحزبى لا يثق بأحد فالقتل والمحاكمات الجماعية و الغدر وتصفية العوائل و اخفاء الجرائم تصبح أشياء اعتيادية للدعاية عندما تتطور تطورا خطرا . 

0 التعليقات: