الحرب النفسية 11
الثورة
البولشفية و الثورة الصينية :
أهم تطورات الدعاية فى الحرب الأولى حدثت
فى روسيا .
وقد جاءت الثورة الروسية لموقف عسكرى حرج وقيادة ممقوتة و اقتصاد منهار
و اصلاحات لم تنفذ .
قاد الروس البولشفيك روسيا مهلهلة
الإنتاج فقيرة جائعة دون أسلحة و لكن أحتفظوا بمعنوية عالية , وكان لديهم ضد
جماهير الشعب سلاحان : الدعاية .. والإرهاب . وكانت الدعاية البولشفية أحسن دعاية
فى ذلك الوقت ولا زالت بين الأحسن حتى فى يومنا هذا .
فى كل أمة فى العالم كان هناك درجة من (
الخوف من الحمر) . وكانت الدعاية البولشفية ذات قابليات سحرية فى خداع الأنظمة
وتخريبها . ولم تملك دعاية أخرى ذلك السحر .
فالحرب النفسية عند الحلفاء ارتكبت الخطأ
المحزن فى وعدها دنيا جديدة أفضل لكل شخص على الأرض . وعند نهاية الحرب وعودة
الأوضاع الى عادتها لم يعتبر كثير من الناس (العادية فى الحياة) تبريرا بالوعد .
فحصدت الدعاية البولشفية حصاد الدعاية الحليفة و اتجه الأمل فى الحياة الأفضل نحو
البولشفية وذلك عندما تركت الدول الغربية عمليات الدعاية الداخلية و الأجنبية .
النتيجة لمثل هذه الحرب النفسية هى أن
الاستخدام الكثير للمصطلحات و الأسماء دون العمل بها يعنى أن الدعاية الشيوعية
تناقض نفسها . ويمكنها أن تنجح فى المواقف التى يسود فيها الحرج و الفوضى و الذعر
.
الحرب النفسية فى
الحرب العالمية الثانية :
أثبت الشيوعيون أن منظومة تسمى نفسها (
حزب ) هى فى الحقيقة شئ شبيه بالتنظيم الدينى مع ضبط داخلى و عضوية معينة و شعب
فعالة يمكن أن تسيطر على عدد يفوق عددها خمسين مرة .
وقد بين الشيوعيون أن مثل هذه الحركة
بحاجة الى منظمات شبيهة و منظمات نسائية و نقابات عمال و نوادى خاصة .
قد وضعت الحرب الدعاية فوق جميع
الاعتبارات . والذى يشبع من الدعاية يأخذ منها ما يعتقده و يخلط معها ما لا يعتقده
.. و بالنهاية يصل إلى حد لا يصدق فيه شئ , فالتقييدات الاعتيادية فى الحياة
المدنية مثل الصدق أو احترام القانون أو احترام الجار و طاعة الخلق الجيد أو حب
الله تقف عن العمل لأن الشخص المشبع بالدعاية ينظر لكل الأشياء كدعاية ولا شئ غير
الدعاية . فالفتاة الراقصة أو القس فى الكنيسة إما أن يكون ضده أو معه .
لا شئ فى
الدنيا برئ أو مفرح , كل شئ فى مفهومه يتعلق بالقوة , وقبل أن يحصل على القوة يكره
الأشخاص الذين لهم قوة .. فهو لا يثق بذكائهم أو يمدح شخصياتهم أو يصدق حسن نياتهم
أو يمدح دوافعهم . إنهم حتما دجالون لأنهم يملكون السلطة عندما يكون هو المريض فى
الدعاية أحد الجماعة التى يجب أن تملك السلطة .
وعندما يحصل مثل هذا الرجل على
القوة يمقت زملائه و أصدقاءه متنكرا البرودة و الاستهزاء فى طريقة حصوله على القوة
و لأنه يعرف أن إخوانه المتعصبين لديهم نفس المنطق .
فالداعية الحزبى لا يثق بأحد
فالقتل والمحاكمات الجماعية و الغدر وتصفية العوائل و اخفاء الجرائم تصبح أشياء
اعتيادية للدعاية عندما تتطور تطورا خطرا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق