القانون الخمسون 9
مخالفة
المفھوم:
قد نعتقد أن
الأشخاص المستقلين والمعتادين على البقاء بمفردھم متوحدين ومعقدين ومن الصعب
التواجد حولھم ، حيث نميل وفقا لثقافتنا إلى تقدير أولئك الذين يكونون متحدثين
جيدين ويبدون أكثر انقيادا للجماعة ويتطابقون أكثر مع معايير معينة . كما أنھم
يبتسمون ويبدون أسعد.
ھذا تقييم سطحي
للشخصية : اذا عكسنا المفھوم ونظرنا إلى ذلك من زاوية الجرأة فسنصل إلى نتيجة
مناقضة . الأشخاص المكتفين ذاتيا ھم عموما من النوعيات المرتاحة مع ذاتھا ، لا
يبحثون عن الاشياء التي يحتاجونھا عند الآخرين . و على خلاف المتعارف عليه فإن ھذا
ما يجعلھم أكثر جاذبية واغراءا
نتمنى لو كنا
أكثر كھؤلاء ونرغب في البقاء حولھم ، متمنين أن البعض من استقلاليتھم قد يحفزنا.
الفئات المتشبثة
والمحتاجة حتى الانواع الأكثر اجتماعية منھا ، غالبا ما تدفعنا بعيدا عنھا بشكل لا
واع . نحن نستشعر حاجتھم للراحة والتقدير ونرغب سرا أن نقول لھم ( خذھا بنفسك ) ،
توقف عن كونك ضعيفا جدا وتابعا.
يبدي ھؤلاء
العصاميون للناس " من واقع قوتھم " رغبة في شراكات ممتعة أو تبادل أفكار
. إذا لم يفعل الآخرون لھم ما طلبوه أو توقعوه لا يجرحون ولا يشعرون بالخذلان .
تأتي سعادتھم من الداخل وھذا ھو السبب الأكثر عمقا لكل ما سبق.
وفي الختام ، لا
تنخدع بثقافة السھولة ، كتب مساعدة الذات والخبراء الذين يحاولون إقناعك بأنك
تستطيع الحصول على ما تريده باتباع عدة خطوات بسيطة . الأشياء التي تأتي بسھولة
وسرعة سوف تتركك بنفس السرعة . الطريق الوحيد لاكتساب العصامية أو أية قوة أخرى ھو
من خلال الجھد الكبير والتمرين . ويجب أن لا ينظر إلى ھذا الجھد كشيء قبيح أو ممل
: انھا عملية الحصول لنفسك على القوة الأكثر اشباعا على الإطلاق ، ومعرفة إنه من
خلال خطوة بخطوة سترفع ذاتك تدريجيا فوق الجماھير التبعية.
ھناك وقت في
مرحلة تعليم كل شخص يتوصل فيھا إلى قناعة بأن التلقين ھو انتحار . على الرغم من أن
الكون مليء بالنعم ، لا توجد بذرة واحدة لذرة مغذية تأتي إليه ، وإنما عن طريق
النعم البديلة على قطعة الأرض المعطاة له حتى الآن . القوة الموجودة بداخله جديدة
في طبيعتھا ولا أحد غيره يعرف مالذي يستطيع أن يفعله ، لن يعرف شيئا حتى يجربه أو
لا.
رالف والدو ايمرسون
0 التعليقات:
إرسال تعليق