22‏/07‏/2019

القانون الخمسون 9

القانون الخمسون 9
مخالفة المفھوم:
قد نعتقد أن الأشخاص المستقلين والمعتادين على البقاء بمفردھم متوحدين ومعقدين ومن الصعب التواجد حولھم ، حيث نميل وفقا لثقافتنا إلى تقدير أولئك الذين يكونون متحدثين جيدين ويبدون أكثر انقيادا للجماعة ويتطابقون أكثر مع معايير معينة . كما أنھم يبتسمون ويبدون أسعد.
ھذا تقييم سطحي للشخصية : اذا عكسنا المفھوم ونظرنا إلى ذلك من زاوية الجرأة فسنصل إلى نتيجة مناقضة . الأشخاص المكتفين ذاتيا ھم عموما من النوعيات المرتاحة مع ذاتھا ، لا يبحثون عن الاشياء التي يحتاجونھا عند الآخرين . و على خلاف المتعارف عليه فإن ھذا ما يجعلھم أكثر جاذبية واغراءا
نتمنى لو كنا أكثر كھؤلاء ونرغب في البقاء حولھم ، متمنين أن البعض من استقلاليتھم قد يحفزنا.
الفئات المتشبثة والمحتاجة حتى الانواع الأكثر اجتماعية منھا ، غالبا ما تدفعنا بعيدا عنھا بشكل لا واع . نحن نستشعر حاجتھم للراحة والتقدير ونرغب سرا أن نقول لھم ( خذھا بنفسك ) ، توقف عن كونك ضعيفا جدا وتابعا.
يبدي ھؤلاء العصاميون للناس " من واقع قوتھم " رغبة في شراكات ممتعة أو تبادل أفكار . إذا لم يفعل الآخرون لھم ما طلبوه أو توقعوه لا يجرحون ولا يشعرون بالخذلان . تأتي سعادتھم من الداخل وھذا ھو السبب الأكثر عمقا لكل ما سبق.
وفي الختام ، لا تنخدع بثقافة السھولة ، كتب مساعدة الذات والخبراء الذين يحاولون إقناعك بأنك تستطيع الحصول على ما تريده باتباع عدة خطوات بسيطة . الأشياء التي تأتي بسھولة وسرعة سوف تتركك بنفس السرعة . الطريق الوحيد لاكتساب العصامية أو أية قوة أخرى ھو من خلال الجھد الكبير والتمرين . ويجب أن لا ينظر إلى ھذا الجھد كشيء قبيح أو ممل : انھا عملية الحصول لنفسك على القوة الأكثر اشباعا على الإطلاق ، ومعرفة إنه من خلال خطوة بخطوة سترفع ذاتك تدريجيا فوق الجماھير التبعية.
ھناك وقت في مرحلة تعليم كل شخص يتوصل فيھا إلى قناعة بأن التلقين ھو انتحار . على الرغم من أن الكون مليء بالنعم ، لا توجد بذرة واحدة لذرة مغذية تأتي إليه ، وإنما عن طريق النعم البديلة على قطعة الأرض المعطاة له حتى الآن . القوة الموجودة بداخله جديدة في طبيعتھا ولا أحد غيره يعرف مالذي يستطيع أن يفعله ، لن يعرف شيئا حتى يجربه أو لا.
رالف والدو ايمرسون

0 التعليقات: