22‏/07‏/2019

القانون الخمسون 21

القانون الخمسون 21

مخالفة المفھوم:
المشكلة في لحظات المواجھة أننا غالبا نسعى لتجنبھا فھي تثير العديد من العواطف السلبية ، إذ نشعر أننا مضطھدون شخصيا من قبل من يحاول جرحنا أو إيذاءنا . مما يجعلنا نتساءل حول أنفسنا ونشعر بعدم الثقة . ھل نستحق ھذا بطريقة ما ؟ إذا جارينا القليل من ھذه العواطف فإننا نصبح غير
مستقرين بشكل متزايد . ولكن ھذه في الحقيقة مجرد مشكلة في المعرفة . ذلك أنه بسبب اضطرابنا الداخلي نميل إلى تضخيم النوايا السلبية لخصومنا ، و نحمل عموما الخلافات بشكل شخصي جدا . لدى الناس مشاكل وصدمات يحملونھا معھم منذ طفولتھم ، و غالبا عندما يفعلون شيئا لايذاءنا أو منعنا ، فھو لا يكون موجھا لنا بصورة شخصية . بل ينبثق من أمور لم تكتمل في الماضي أو مواضع عميقة لعدم الأمان ، ويصادف أننا نعترض طريقھم في اللحظة الخاطئة.
اعمل ببساطة على حماية نفسك وتقويتھا في ھذه اللعبة التنافسية ، ھذه الحلبة الدموية . ركز انتباھك على مناوراتھم وكيف تشتتھا . و حينما يتوجب عليك الرجوع إلى شيء غير متعارف عليه أخلاقيا ، فھو مجرد مناورة أخرى تنفذھا في اللعبة وليس ھناك ما تشعر بالذنب بشأنه . فأنت تتقبل طبيعة الإنسان وفكرة أن الناس سيلجأون للعنف . ھذا الانطباع الھادئ المستقل سيسھل تصميم الإستراتيجيات المثالية لصد عدوانھم . و انطلاقا من استقرارك العاطفي في خضم ھذه المعارك ، ستصبح معتادا عليھا بل وحتى ستجد بعض المتعة في قتالھم جيدا.
في الحلبة ، قد يخدشنا خصومنا بأظافرھم أو يضربوننا برؤوسھم ويتركوا كدمات ، ولكننا لا نندد بھم لھذا أو نشعر بالضيق منھم أو نعتبرھم منذ ذلك الحين شخصيات عنيفة . بل فقط نفتح أعيننا عليھم ، ليس انطلاقا من كراھية أو شك ، بل فقط من أجل المحافظة على مسافة ودودة بعيدا عنھم . علينا أن نفعل ھذا في جوانب أخرى أيضا ، يجب أن نلتمس العذر لما يفعله شركاءنا في السجال ونحافظ على ابتعادنا دون شك أو كراھية.
ماركوس اورليوس

0 التعليقات: