القانون الخمسون 21
مخالفة
المفھوم:
المشكلة في
لحظات المواجھة أننا غالبا نسعى لتجنبھا فھي تثير العديد من العواطف السلبية ، إذ
نشعر أننا مضطھدون شخصيا من قبل من يحاول جرحنا أو إيذاءنا . مما يجعلنا نتساءل
حول أنفسنا ونشعر بعدم الثقة . ھل نستحق ھذا بطريقة ما ؟ إذا جارينا القليل من ھذه
العواطف فإننا نصبح غير
مستقرين بشكل
متزايد . ولكن ھذه في الحقيقة مجرد مشكلة في المعرفة . ذلك أنه بسبب اضطرابنا
الداخلي نميل إلى تضخيم النوايا السلبية لخصومنا ، و نحمل عموما الخلافات بشكل
شخصي جدا . لدى الناس مشاكل وصدمات يحملونھا معھم منذ طفولتھم ، و غالبا عندما
يفعلون شيئا لايذاءنا أو منعنا ، فھو لا يكون موجھا لنا بصورة شخصية . بل ينبثق من
أمور لم تكتمل في الماضي أو مواضع عميقة لعدم الأمان ، ويصادف أننا نعترض طريقھم
في اللحظة الخاطئة.
اعمل ببساطة على
حماية نفسك وتقويتھا في ھذه اللعبة التنافسية ، ھذه الحلبة الدموية . ركز انتباھك
على مناوراتھم وكيف تشتتھا . و حينما يتوجب عليك الرجوع إلى شيء غير متعارف عليه
أخلاقيا ، فھو مجرد مناورة أخرى تنفذھا في اللعبة وليس ھناك ما تشعر بالذنب بشأنه
. فأنت تتقبل طبيعة الإنسان وفكرة أن الناس سيلجأون للعنف . ھذا الانطباع الھادئ
المستقل سيسھل تصميم الإستراتيجيات المثالية لصد عدوانھم . و انطلاقا من استقرارك
العاطفي في خضم ھذه المعارك ، ستصبح معتادا عليھا بل وحتى ستجد بعض المتعة في
قتالھم جيدا.
في الحلبة ، قد
يخدشنا خصومنا بأظافرھم أو يضربوننا برؤوسھم ويتركوا كدمات ، ولكننا لا نندد بھم
لھذا أو نشعر بالضيق منھم أو نعتبرھم منذ ذلك الحين شخصيات عنيفة . بل فقط نفتح
أعيننا عليھم ، ليس انطلاقا من كراھية أو شك ، بل فقط من أجل المحافظة على مسافة
ودودة بعيدا عنھم . علينا أن نفعل ھذا في جوانب أخرى أيضا ، يجب أن نلتمس العذر
لما يفعله شركاءنا في السجال ونحافظ على ابتعادنا دون شك أو كراھية.
ماركوس اورليوس
0 التعليقات:
إرسال تعليق