22‏/07‏/2019

القانون الخمسون 3

القانون الخمسون 3


المقاربة الجريئة:

الواقعية ھي مخدري ، كلما حصلت عليھا أكثر ، ازدادت القوة التي أتمتع بھا وارتفع احساسي بالسمو. ( 50سنت)

قد تعتقد أن الشوارع التي كونت ( 50 سنت ) والقانون الذي وضعه لنفسه لا علاقة له بظروفك ، إلا أن ذلك يدل على توھمك ومدى عمق الخيالات التي تأثرت بھا و شدة خوفك من مواجھة الواقع . أصبح العالم قذرا وخطيرا كشوارع ساوث سايد كوينز ، بيئة تنافسية عالمية كل فرد فيھا ھو محتال قاس يعمل لصالحه أو لصالحھا.
تنطبق الكلمات الواقعية عليك كما على فيفتي سينت : أعظم خطر يواجھك ھو نزوع العقل للوھن والعينان للخمول .
عندما تواجھك المصاعب وتغدو متعبا من وطأتھا يبدأ عقلك في التحول إلى الخيالات : تتمنى أن تسير الأمور بطريقة معينة ثم ببطء وھدوء تصبح مستغرقا في أفكارك و رغباتك .
 إذا مضت الأشياء على نحو جيد فإنك تكون راضيا وتتخيل أن ما لديك سيستمر للأبد . تتوقف عن الانتباه ، وقبل أن تستوعب ذلك ، ينتھي بك الامر مصدوما بالتغييرات الجارية وتجد المحيطين بك من الأشخاص الأصغر سنا يصعدون ، مھددين مكانتك.
أفھم ھذا : أنت بحاجة لھذا القانون أكثر من فيفتي سنت نفسه

كان عالمه ھو قاسيا وخطيرا جدا بحيث أجبره على فتح عينيه للواقع وعدم فقدان ھذا الارتباط .
عالمك يبدو أكثر حميمية ، أقل عنفا وأقل احتواءا على أخطار مباشرة ، أنه
يجعلك تجول وعيناك غافيتان في الأحلا م.

(الديناميكية التنافسية ) كما في الشوارع ، عالم التجارة  ھي في الواقع ذاتھا ، إلا أن بيئتك التي تبدو مريحة جعلت رؤية ذلك صعبا بالنسبة لك . الواقع يمتلك قوته الخاصة ، تستطيع أن تدير ظھرك له ولكنه سيجدك في النھاية و ستدمرك عدم قدرتك على مسايرته . انه وقت التوقف عن الانجراف والاستيقاظ من أجل تقييم نفسك و المحيطين بك و الاتجاه الذي تسير فيه مھما كان باردا وموحشا قليلا ، قدر المستطاع وبلا خوف.
فكر في الواقع كما يلي : الناس المحيطون بك غامضون بشكل عام ولست متأكدا من نواياھم إلى حد كبير ، فھم يبرزون مظھرا مخادعا  وسلوكھم المتلاعب لا يتسق مع كلماتھم الراقية أو وعودھم . كل ھذا دليل على وجود اضطراب ، رؤية الناس كما ھم بدلا مما تعتقد أنه يفترض أن يكونوا عليه
يعني التمتع بإحساس أكبر بدوافعھم . إنه يؤدي إلى اختراق المظھرالزائف الذي يبدونه للعالم و رؤية شخصياتھم الحقيقية .
بواسطة ھذه المعرفة سيصبح سلوكك في الحياة أشد فاعلية ، حيث سيكون خط عملك اما واقع أو كذب .
 لحد اللحظة تبدو الأشياء ھادئة على السطح ولكن ھناك تغيرات تتموج خلال ھذا العالم : الأخطار تلوح في الأفق وقريبا ستكون افتراضاتك
بأن الأمور قد تمت ، قديمة و لن تكون ھذه التغيرات والمشكلات واضحة بشكل مباشر . أن تكون قادرا على اكتشافھا قبل أن تتضخم كثيرا سيمدك بقوة ھائلة.
القدرة على رؤية الجوھر وراء المظھر ھي مھارة غير متعلقة بالتعليم أو الذكاء . قد يكون الناس مكتظون بكتب المعرفة و مزدحمون بالمعلومات ولكنھم لا يملكون حسا واقعيا بما يقع حولھم .
إنھا في الحقيقة مھارة ذات صلة بالشخصية والجرأة .
ببساطة  لا يخشى الواقعيون النظر إلى الظروف القاسية في الحياة ، إنھم يشحذون أعينھم بواسطة الانتباه المكثف للتفاصيل و على نوايا الآخرين و على الحقائق المظلمة المتوارية خلف الأسطح البراقة . و كأي عضلة يتم تمرينھا ، يقومون بتطوير مھارتھم ھذه لتصبح أشد.
إنه ببساطة خيار عليك أن تتخذه . تستطيع في أي لحظة في الحياة أن تتحول إلى الواقعية وھذا ليس نظاما اعتقاديا وإنما طريقة للنظر إلى العالم . ھذا يعني أن كل ظرف و كل فرد ھو مختلف ومھمتك ھي قياس ھذا الإختلاف ثم اتخاذ التصرف الملائم .
عينيك مركزتين على العالم وليس على نفسك او غرورك ، ما تراه ھو ما يحدد ما تعتقده وما تفعله .
 في الوقت الذي تتشبث فيه بفكرة ما بصرف النظر عما تكشفه لك عينيك
أو أذنيك فإنك لا تعود واقعيا.
لترى ھذه القوة بالفعل ، انظر الى رجل كابراھام لينكولن الذي قد يعد أعظم رئيس لنا ، تلقى مقدارا بسيطا من التعليم النظامي وترعرع في بيئة قاسية محدودة . كشاب كان يحب تفكيك الآلات ثم إعادة تركيبھا ، كان عمليا حتى النخاع . كرئيس  وجد نفسه مضطرا لمواجھة أكبر أزمة في تاريخنا ، كان
محاطا برجال الخزانة والمستشارين الساعين إلى إبراز أنفسھم والمعتقدات المتحجرة التي يؤمنون بھا.
كانوا عاطفيبن وانفعاليين : اعتبروا لينكولن ضعيفا حيث كان يستغرق وقتا طويلا ليتخذ قرارا وغالبا ما يتعارض مع ما نصحوه به ، وكان يثق بجنرالات مثل أليس غرانت وھو سكير وغير كفؤ ، كما عمل مع أشخاص اعتبرھم مستشاريه أعداء سياسيين على الجانب الآخر.
ما لم يدركوه وقتئذ أن لينكولن كان يواجه كل ظرف دون أفكار مسبقة ، قرر أن يقيم كل شيء كما ھو بالضبط . قراراته مستمدة من البراغماتية البحتة ، كان مراقبا دقيقا للطبيعة الإنسانية و قد تمسك بغرانت لأنه رآه الجنرال الوحيد القادر على اتخاذ قرارات فعالة ، كان يقيم الناس بناءا على النتائج لا على الصداقة أو القيم السياسية . حذره في تقييم الناس والأحداث لم يكن ضعفا بل غاية القوة ، إنھا صفة جريئة.
وبالعمل بھذه الطريقة قاد البلاد بحذر متجاوزا مخاطرا لا تحصى . إنه ليس تاريخا اعتدنا القراءة عنه عندما نرغب في أن نكون ملھمين بالأفكار العظيمة والأحاسيس الدرامية ، ولكن عبقرية لينكولن تمثلت في التركيز بشدة على الواقع والنظر للأشياء كما ھي ، كان مثالا حيا على قوة الواقعية
قد يبدو أن معايشة الواقع كثيرا تجعل المرء مكتئبا ولكن الأمر على خلاف ذلك .
التمتع برؤية واضحة عن طريقك وما يريد الناس الوصول إليه وما يحدث في العالم حولك ستترجم إلى ثقة وقوة وإحساس بالاستنارة . ستشعر بمزيد من الارتباط ببيئتك ، كالعنكبوت في شبكته . عندما تسوء الأمور في الحياة
ستكون قادرا على إصلاح ذاتك أسرع من الآخرين لأنك ستدرك عاجلا ما يجري بالفعل و تستطيع الاستفادة حتى من أسوأ لحظة . عندما تستشعر ھذه القوة ستجد المزيد من الراحة في الاستيعاب المركز للواقع أكثر من الانغماس في أي نوع من الخيا ل.

0 التعليقات: