القانون الخمسون 3
المقاربة الجريئة:
الواقعية ھي
مخدري ، كلما حصلت عليھا أكثر ، ازدادت القوة التي أتمتع بھا وارتفع احساسي بالسمو.
( 50سنت)
قد تعتقد أن
الشوارع التي كونت ( 50 سنت ) والقانون الذي وضعه لنفسه لا علاقة له بظروفك ، إلا
أن ذلك يدل على توھمك ومدى عمق الخيالات التي تأثرت بھا و شدة خوفك من مواجھة
الواقع . أصبح العالم قذرا وخطيرا كشوارع ساوث سايد كوينز ، بيئة تنافسية عالمية
كل فرد فيھا ھو محتال قاس يعمل لصالحه أو لصالحھا.
تنطبق الكلمات
الواقعية عليك كما على فيفتي سينت : أعظم خطر يواجھك ھو نزوع العقل للوھن والعينان
للخمول .
عندما تواجھك
المصاعب وتغدو متعبا من وطأتھا يبدأ عقلك في التحول إلى الخيالات : تتمنى أن تسير
الأمور بطريقة معينة ثم ببطء وھدوء تصبح مستغرقا في أفكارك و رغباتك .
إذا مضت الأشياء على نحو جيد فإنك تكون راضيا
وتتخيل أن ما لديك سيستمر للأبد . تتوقف عن الانتباه ، وقبل أن تستوعب ذلك ، ينتھي
بك الامر مصدوما بالتغييرات الجارية وتجد المحيطين بك من الأشخاص الأصغر سنا
يصعدون ، مھددين مكانتك.
أفھم ھذا : أنت
بحاجة لھذا القانون أكثر من فيفتي سنت نفسه
كان عالمه ھو
قاسيا وخطيرا جدا بحيث أجبره على فتح عينيه للواقع وعدم فقدان ھذا الارتباط .
عالمك يبدو أكثر
حميمية ، أقل عنفا وأقل احتواءا على أخطار مباشرة ، أنه
يجعلك تجول
وعيناك غافيتان في الأحلا م.
(الديناميكية
التنافسية ) كما في الشوارع ، عالم التجارة
ھي في الواقع ذاتھا ، إلا أن بيئتك التي تبدو مريحة جعلت رؤية ذلك صعبا
بالنسبة لك . الواقع يمتلك قوته الخاصة ، تستطيع أن تدير ظھرك له ولكنه سيجدك في
النھاية و ستدمرك عدم قدرتك على مسايرته . انه وقت التوقف عن الانجراف والاستيقاظ
من أجل تقييم نفسك و المحيطين بك و الاتجاه الذي تسير فيه مھما كان باردا وموحشا
قليلا ، قدر المستطاع وبلا خوف.
فكر في الواقع
كما يلي : الناس المحيطون بك غامضون بشكل عام ولست متأكدا من نواياھم إلى حد كبير
، فھم يبرزون مظھرا مخادعا وسلوكھم
المتلاعب لا يتسق مع كلماتھم الراقية أو وعودھم . كل ھذا دليل على وجود اضطراب ،
رؤية الناس كما ھم بدلا مما تعتقد أنه يفترض أن يكونوا عليه
يعني التمتع
بإحساس أكبر بدوافعھم . إنه يؤدي إلى اختراق المظھرالزائف الذي يبدونه للعالم و
رؤية شخصياتھم الحقيقية .
بواسطة ھذه
المعرفة سيصبح سلوكك في الحياة أشد فاعلية ، حيث سيكون خط عملك اما واقع أو كذب .
لحد اللحظة تبدو الأشياء ھادئة على السطح ولكن
ھناك تغيرات تتموج خلال ھذا العالم : الأخطار تلوح في الأفق وقريبا ستكون
افتراضاتك
بأن الأمور قد
تمت ، قديمة و لن تكون ھذه التغيرات والمشكلات واضحة بشكل مباشر . أن تكون قادرا
على اكتشافھا قبل أن تتضخم كثيرا سيمدك بقوة ھائلة.
القدرة على رؤية
الجوھر وراء المظھر ھي مھارة غير متعلقة بالتعليم أو الذكاء . قد يكون الناس
مكتظون بكتب المعرفة و مزدحمون بالمعلومات ولكنھم لا يملكون حسا واقعيا بما يقع
حولھم .
إنھا في الحقيقة
مھارة ذات صلة بالشخصية والجرأة .
ببساطة لا يخشى الواقعيون النظر إلى الظروف القاسية في
الحياة ، إنھم يشحذون أعينھم بواسطة الانتباه المكثف للتفاصيل و على نوايا الآخرين
و على الحقائق المظلمة المتوارية خلف الأسطح البراقة . و كأي عضلة يتم تمرينھا ،
يقومون بتطوير مھارتھم ھذه لتصبح أشد.
إنه ببساطة خيار
عليك أن تتخذه . تستطيع في أي لحظة في الحياة أن تتحول إلى الواقعية وھذا ليس نظاما
اعتقاديا وإنما طريقة للنظر إلى العالم . ھذا يعني أن كل ظرف و كل فرد ھو مختلف
ومھمتك ھي قياس ھذا الإختلاف ثم اتخاذ التصرف الملائم .
عينيك
مركزتين على العالم وليس على نفسك او غرورك ، ما تراه ھو ما يحدد ما تعتقده وما
تفعله .
في الوقت الذي تتشبث فيه بفكرة ما بصرف النظر
عما تكشفه لك عينيك
أو أذنيك
فإنك لا تعود واقعيا.
لترى ھذه القوة
بالفعل ، انظر الى رجل كابراھام لينكولن الذي قد يعد أعظم رئيس لنا ، تلقى مقدارا
بسيطا من التعليم النظامي وترعرع في بيئة قاسية محدودة . كشاب كان يحب تفكيك
الآلات ثم إعادة تركيبھا ، كان عمليا حتى النخاع . كرئيس وجد نفسه مضطرا لمواجھة أكبر أزمة في تاريخنا ،
كان
محاطا برجال
الخزانة والمستشارين الساعين إلى إبراز أنفسھم والمعتقدات المتحجرة التي يؤمنون بھا.
كانوا عاطفيبن
وانفعاليين : اعتبروا لينكولن ضعيفا حيث كان يستغرق وقتا طويلا ليتخذ قرارا وغالبا
ما يتعارض مع ما نصحوه به ، وكان يثق بجنرالات مثل أليس غرانت وھو سكير وغير كفؤ ،
كما عمل مع أشخاص اعتبرھم مستشاريه أعداء سياسيين على الجانب الآخر.
ما لم يدركوه
وقتئذ أن لينكولن كان يواجه كل ظرف دون أفكار مسبقة ، قرر أن يقيم كل شيء كما ھو بالضبط
. قراراته مستمدة من البراغماتية البحتة ، كان مراقبا دقيقا للطبيعة الإنسانية و
قد تمسك بغرانت لأنه رآه الجنرال الوحيد القادر على اتخاذ قرارات فعالة ، كان يقيم
الناس بناءا على النتائج لا على الصداقة أو القيم السياسية . حذره في تقييم الناس
والأحداث لم يكن ضعفا بل غاية القوة ، إنھا صفة جريئة.
وبالعمل بھذه
الطريقة قاد البلاد بحذر متجاوزا مخاطرا لا تحصى . إنه ليس تاريخا اعتدنا القراءة
عنه عندما نرغب في أن نكون ملھمين بالأفكار العظيمة والأحاسيس الدرامية ، ولكن
عبقرية لينكولن تمثلت في التركيز بشدة على الواقع والنظر للأشياء كما ھي ، كان
مثالا حيا على قوة الواقعية
قد يبدو أن
معايشة الواقع كثيرا تجعل المرء مكتئبا ولكن الأمر على خلاف ذلك .
التمتع برؤية
واضحة عن طريقك وما يريد الناس الوصول إليه وما يحدث في العالم حولك ستترجم إلى
ثقة وقوة وإحساس بالاستنارة . ستشعر بمزيد من الارتباط ببيئتك ، كالعنكبوت في شبكته
. عندما تسوء الأمور في الحياة
ستكون قادرا على
إصلاح ذاتك أسرع من الآخرين لأنك ستدرك عاجلا ما يجري بالفعل و تستطيع الاستفادة
حتى من أسوأ لحظة . عندما تستشعر ھذه القوة ستجد المزيد من الراحة في الاستيعاب
المركز للواقع أكثر من الانغماس في أي نوع من الخيا ل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق