22‏/07‏/2019

القانون الخمسون 14

القانون الخمسون 14
الفصل الرابع:
قوة الدفع المحسوبة – استمر بالتحرك


في الوقت الحاضر ھناك تغير دائم ، وكثيرا ما نعجز عن التحكم به . إذا حاولت دائما الوقوف في وجھه ، ستخسر سيطرة أعظم على المدى الطويل
الحل ھو أن تدع الأمر وشأنه و تجري مع الفوضى التي تظھر نفسھا لك ، ومن داخلھا ستجد فرصا غير محدودة تفلت من أيدي معظم الناس.
لا تمنح الآخرين فرصة السيطرة عليك : استمر بالتحرك وغير مظاھرك بما يلائم محيطك . إذا واجھت جدرانا أو قيودا انزلق من حولھا . لا تدع أي شيء يفسد جريانك.

مرونة المحتال:

يبقى الموسيقيين القدماء في المكان الذي ھم فيه ويصبحون كالقطع الأثرية المحفوظة تحت الزجاج ، آمنة وسھلة الفھم ، عازفين ذات القذارات القديمة المستھلكة مرة بعد أخر ى.....
البيبوب ھو التغير والتطور وليس الوقوف ثابتا لتحقيق الأمان .إذا أراد أي شخص أن يستمر في إبداعهھ فعليه أن يقبل التغير
مايلز دايفز


عندما بدأ كرتس جاكسون الاحتيال في أواخر الثمانينيات ، كان ذلك عالما فوضويا قد دخله . سحق الكوكايين كان قد غزا الشوارع وقلب كل شيء رأسا على عقب ، كما أطلق العنان الآن لمحتال الزاوية . انطلاقا من مبدأ التحرك إلى أي مكان يمكن كسب المال فيه ، كان على ھذه النوعية الوليدة من تجار المخدرات التنافس مع عشرات المنافسين الماكرين ، مدمني المخدرات الھاربين ، زعماء العصابات القدماء الذين يحاولون تمھيد طريق عودتھم للتجارة ، بالإضافة إلى الشرطة التي غزت المنطقة . كان الأمر شبيھا بالغرب المتوحش : كل رجل يعمل لصالحه ، واضعا قوانينه الخاصة أينما ذھب.
 لا يفھم البعض ھذا ، فھم يريدون التنظيم وشخصا ما ليخبرھم متى ينھضون ويتحركون للعمل . لا يبقى ھؤلاء طويلا في ظل النظام الجديد ، بينما يزدھر آخرون وسط كل ھذه الفوضى والحرية . كرتس كان من النوع الأخير.
ثم تغير كل شيء في يوم واحد ، إذ قام زعيم عصابة قديم واسمه الحركي (الأب الروحي ) بلعب دور في السيطرة على تجارة المخدرات في ساوث سايد كوينز ونجح في ذلك . حيث قام بتثبيت ابنه جيرمن في جوار كرتس وسرعان ما قام الابن ببسط القانون ، وكانت عائلته أيضا موجودة لإحلال النظام في ھذه التجارة . سيبيع جيرمن ھذه الكبسولات ذات القمة الارجوانية بسعر رخيص وستكون كلھا بحجم واحد لا غير.
لن يستطيع أحد منافسة أسعاره ، وأي محتال سيحاول تحديه سيتم ترھيبه عن طريق التھديد بتسليمه للسلطات . اصبح الجميع الآن يعملون لصالح جيرمن.
وجد كرتس الأمر صعب القبول له فھو لا يحب أي نوع من السلطة . استمر في محاولة الالتفاف على قبضة جيرمن القوية في المنطقة عن طريق بيع بضاعته الخاصة بطرق احتيالية ، إلا أن جيرمن وفريق معاونيه استمروا في كشفهھ . وأخيرا وجھوا له ضربة قاسية وقرر انه من الحكمة الاستسلام إلى أن يحين الوقت المناسب.
أعجب جيرمن بروح كرتس المستقلة وقرر أن يضم شبابه تحت جناحيه ملقنا اياه ما تعلمه . كان قد قضى بعض الوقت في السجن و درس التجارة والإقتصاد ھناك . و كان سيقوم بتسيير صناعة سحق الكوكايين وفقا لنماذج ملھمة لبعض أكثر التنظيمات نجاحا في أمريكا . لقد رغب في السيطرة على تجارة المخدرات المحلية من خلال الأسعار المنخفضة والاحتكار الكامل للتجارة . ھذا ھو التطور الذي تبلغه المشروعات الناجحة حتى الجديدة منھا مثل ميكروسوفت ، حيث كان شخصيا يكره كل الفوضى الموجودة في الشوارع ، فھي ضارة بالتجارة جاعلة إياھا صعبة.
في أحد الايام كان يقود سيارته الفيراري الحمراء ودعا كرتس للركوب معه في جولة . ذھب إلى مشاريع بيسلي الموجودة في الجوار والتي تمت استعادة السيطرة عليھا من قبل( الفراعنة ) في تجارة سحق المخدرات ومشھورة بسمعتھا السيئة بسبب وسائلھا العنيفة.
راقب كرتس ذلك بضيق متنامي ، وقد بين جيرمن لرؤسائه مخططه لمنطقة الجوار . ھو لا يستطيع الحصول على اشخاص يعملون لصالحه و عصابات تعمل على حماية حدود إمبراطوريته ، كما سيدخل الفراعنة على الخط أيضا ولكنه سيجد طريقة لجعل الأمر مربحا لھم.
أخذ غرور الرجل يزداد يوما بعد يوم . ربما سيتبع زيارته ببعض أعمال العنف ليثبت للفراعنة انه يعني ما قاله ، إلا أن كرتس في الحقيقة كان لديه شعور سيء منذ تلك الظھيرة .خلال بضعة أيام لاحقة فعل كل ما باستطاعته لتفادي الالتقاء بجيرمن . بعد أسبوع قتل جيرمن بطلقة في الرأس في أحد الأزقة الخلفية في المنطقة . الجميع يعلم من فعل ذلك ولماذا.
في الأشھر اللاحقة فكر كرتس طويلا وعميقا بما حدث . جزء منه كان قد ارتبط بجيرمن ، ھو الآخر لديه طموح عظيم وأراد تشكيل نوع من الإمبراطورية في المنطقة . ولكن مع كل تلك المنافسة في الشوارع لن تكون ھذه مھمة سھلة ابدا.
كان من الطبيعي إذن لشخص مثل جيرمن أن يقرر بأن الطريق الوحيد لبناء ھذه الإمبراطورية ھو من خلال القوة وتأسيس الإحتكار . إلا أن مثل ھذا الجھد كان عقيما حتى لو استمر فترة أطول . فھناك الكثير جدا ممن يعملون على الھوامش رافضين ھذه السيطرة وسيفعلون كل ما بوسعھم
لتدميره . المتعاطين تعبوا من النھج الواحد الثابت وارادوا التنويع حتى لو كان في مجرد لون الكبسولات ، كما لاحظت الشرطة نشاطه الواسع وحاولوا تخريبه . كان جيرمن يعيش في الماضي ضمن أفكار طبخت في السجن في السبعينيات ، العصر الأساسي لزعماء عصابات الاتجار بالمخدرات . لقد مر عليه الزمن ، ونظرا للديناميكية القاسية في المنطقة دفع حياته ثمنا لذلك.
وھي عصابة مستثمرة بقوة ، المطلوب ھو مجموعة مھارات جديدة وعقلية مختلفة لإدارة الفوضى ، وسيكون كرتس ھو المحتال الذي سيطور ھذه
المھارات إلى الحد الأقصى . لھذا الغرض تخلى عن أية رغبة في السيطرة على المنطقة من خلال عملية ضخمة واحدة ، بدلا من ذلك بدأ بالتجربة مع أربعة أو خمسة محتالين في الوقت نفسه واحدى الزوايا لا محالة ستعمل وتدفع للبقية.
عمل على التأكد من وجود خيارات لديه دائما ، ملجأ للتحرك إليه عندما تأتي الشرطة وتقطع أحد منافذ وصوله . كما أنه تفاعل مع المتعاطين بغرض استشعار أية تغيرات في اذواقھم و الطرق التي يمكن جذبھم بھا بواسطة بعض أنماط التسويق الحديثة . وقد سمح لھؤلاء الذين يعملون لصالحه بأن يقوموا بأعمال لحسابھم في وقتھم الخاص طالما انھم ينتجون ، حيث رغب في تقليل الاحتكاك إلى أقل ما يمكن . لم يبق مقيدا ابدا بمشروع واحدة أو شريك واحد أو طريقة واحدة لعمل الأشياء لفترة طويلة ، بل استمر بالتحر ك.
شكلت فوضى الشوارع جزءا من مرونته و شيئا فشيئا تعلم استغلاله
من خلال العمل ضمنه . من خلال العمل بھذه الصورة استطاع تدريجيا مراكمة نوع من إمبراطورية الاحتيال التي فاقت حتى ما حاول جيرمن فعله.
في عام 2003 وجد كرتس ( أصبح يعرف الآن ب 50 سنت )
نفسه متجھا إلى الشركات الأمريكية ، عاملا ضمن اسطوانات انترسكوب ومتعاملا مع العدد المتزايد من الشركات التي أرادت ضمه لھا . ولكونه قادما من الشوارع دون خلفية تجارية رسمية ، كان من الطبيعي أن يشعر بالرھبة في ھذه البيئة الجديدة . ولكنه خلال بضعة أشھر رأى الأمور
بشكل مختلف ، المھارات الجديدة التي طورھا عندما كان في الشوارع ھي أكثر من كافية. ما لاحظه بشأن منفذي الأعمال الذين تعامل معھم كان صادما :انھم محكومين بتلك الاتفاقيات التي بدت قليلة الحيلة إزاء التغيرات الھائلة التي تجري في البيئة التجارية . صناعة الاسطوانات على سبيل المثال كانت مدمرة بسبب القرصنة الرقمية ، إلا أن كل ما استطاعوا التفكير فيه ھو كيفية المحافظة على احتكارھم للملكية والتوزيع ، كانوا غير قادرين على التكيف مع التحولات . لقد تعاملوا مع أنفسھم فقط وليس مع قاعدة عملائھم ، لذا لم تتطور أفكارھم أبدا . أنھم يعيشون في الماضي ، عندما كانت كل نماذج الأعمال بسيطة وإدارتھا متأتية بسھولة . لقد كانوا يتمتعون بعقلية جيرمن عن ظھر قلب ، وفي اعتقاد فيفتي انھم سيعانون يوما من مصير مماثل.
سيبقى فيفتي متمسكا بصحة استراتيجيات الشوارع الخاصة به ، حيث سيختار الأوضاع المرنة و المجال للتحرك . ھذا يعني التفرع في مشروعات غير تقليدية على الإطلاق بالنسبة لمغني راب : كالمياه المدعمة بالفيتامين ، خط معين للكتب ، و التعاقد مع جنرال موتورز و بونتياك . تبدو ھذه العلاقات مضطربة وعشوائية ولكنھا جميعا مرتبطة بصورته الجاذبة والأخذة في التشكل . كان يعمل في خمس زوايا في الوقت ذاته
اذا فشل أحد المشاريع تعلم منه ثم مضى . عالم الأعمال ھو كالمختبر الذي سيستخدمه للتجريب الدائم والاكتشاف ، حيث سيمزج ويخلط الأشياء مع معاونيه ، فوق وأسفل الخط ، وكذلك مع جمھوره سامحا لھم بتغيير أفكاره  سيكون محور ھذه الاستراتيجية المرنة ھو الانترنت باعتباره مساحة
فوضوية تمنح فرصا غير محدودة لمحتال مثله.
ومن دون أن يعرف بالضبط إلى أين يؤدي ذلك ، بدأ ايضا بإنشاء موقعه الالكتروني الخاص . كان الموقع في البداية مساحة لعرض الفيديوھات الجديدة والحصول على مراجعات من العامة . وسرعان ما تحول إلى شبكة اجتماعية جامعة لمعجبيه من شتى أنحاء العالم . ھذا ما منحه مساحة لا نھائية لتسويق علامته الموسيقية وتتبع التغيرات في أذواق جمھوره
سيستمر موقعه الالكتروني في التطور ككائن حي ، ولم يضع قيودا على ما قد يأتي.
بعد سنوات ، انتقل الى ما وراء الموسيقى من عوالم كثيرة و متنوعة قدر الإمكان . ألقى فيفتي نظرة وراءه إلى جميع الناس الذين مضى عنھم بعيدا : الموزعين الموسيقيين ، أقرانه من مغني الراب ، و أصحاب الأعمال الذين ضاعوا وسط التقلبات السريعة في الوقت المبكر من القرن ، كان معرضا كاملا لنوعيات جيرمن الغير مرنة . لا بأس بالتغييرات التي قد تحدث ، حيث سيستمر بالازدھار في بيئة الغرب المتوحش الجديدة كما كان في الشوار ع. 

0 التعليقات: