القانون الخمسون 18
الفصل الخامس:
اعرف متى تكون سيئا (العدوانية)
ستجد نفسك دائما
بين اشخاص عدوانيين أو عدوانيين سلبيين ممن يسعون إلى ايذاءك بطريقة ما . عليك أن
تتخطى اية مخاوف عامة لديك من مواجھة الناس ، والا فستجد انه من الصعب جدا إثبات
نفسك في مواجھة ھؤلاء الأشد مكرا وقسوة.
قبل أن يفوت
الأوان ، يجب أن تتقن فن معرفة متى وكيف تكون سيئا - باستخدام التضليل ، والتلاعب
، والتدخل في الوقت المناسب.
يتصرف الجميع
بمرونة أخلاقية عندما يتعلق الأمر بمصلحتھم الشخصية ، انت ببساطة ستفعل ذلك بشكل
واع وفعال أكثر.
تھيئة المحتال:
لقد استغل كل
ساعة يقظة عاشھا بكلا من المعرفة العملية و اللاواعية . إذا استرخى أو تباطىء ،
فإن الثعالب ، النموس ، الذئاب والنسور الأخرى الجائعة والنشطة معه ھناك لن تتردد
في جعلھ فريستھا.
مالكوم اكس
في صيف عام 1994
، عاد كرتس جاكسون إلى ساوث سايد كوينز بعد أن قضى بعض الوقت في برنامج إعادة
تأھيل لمجرمي المخدرات . ولصدمته أنھه في السنة التي ابتعد فيھا تغيرت لعبة
الاحتيال بشكل كبير ، فقد أصبحت الشوارع الآن تغص بالمتعاملين الذين يحاولون كسب
بعض المال من صناعة سحق الكوكايين . و نظرا لإصابتھم بالإرھاق بسبب المنافسات
الحادة والعنف خلال السنوات الثمان السابقة ، أقر المحتالون نظاما يمكن بموجبه لكل
واحد منھم من امتلاك زاوية أو اثنتين في الشوارع : بحيث يأتي متعاطو المخدرات
إليھم لعمل صفقات سريعة . كان نظاما سھلا وقابلا للتوقع لكل شخص ، لا حاجة للعراك
أو دفع الآخرين بعيدا عن الطريق
أو حتى التنقل.
عندما أعلن كرتس
عن رغبته في استعادة فريقه القديم وأن يبدأ مجددا من حيث ترك الأمور قبل إعادة
التأھيل قوبل بالشك والعداء الصريح ، فھو سيدمر النظام الجميل الموجود لديھم
بمخططاته الاحتيالية الطموحة . شعر بأنھم سيقتلونه قبل أن يتمكن من فعل أي شيء ،
فقط ليحافظوا على ھذا النظام الجديد.
بدا المستقبل
فجأة كئيبا متجھما . كان قد قرر قبل أشھر أن يجد طريقة للخروج من حلقة تجارة
المخدرات ، إلا أن خطته تتوقف على مدى قدرته على كسب مقدار جيد من المال وادخاره
ليتمكن من دخول عالم الموسيقى . لذلك فإن الإلتزام بنظام الزاوية الواحدة يعني أنه
لن يتمكن ابدا من الحصول على ما يكفي من المال ، ستمر سنوات قليلة سيجد بعدھا أن
خروجه بات أصعب
فاصعب . ولكن إذا قام بلعبة ما لاختطاف القوة وكسب بعض المال السريع سيجد القليل
من الأصدقاء والكثير من الأعداء ضمن زملاءه المحتالين ، فليس في صالحھم السماح له
بتوسيع أعماله.
كلما تأمل كرتس
ھذا الوضع أكثر ازداد غضبه . لقد بدا له أن الناس في كل مكان يذھب إليه يحاولون
اعتراض طريقه وكبح طموحه أو أخباره بما عليه أن يفعل . إنھم يتظاھرون بمحاولتھم
المحافظة على النظام بينما ھم في الحقيقة يحصلون على السلطة لأنفسھم ويتمسكوا بھا
. وفقا لتجربته ، فإنه وقتما يرغب في شيء ما في الحياة ، يصعب عليه أن يكون لطيفا
ومطيعا بل يجب أن يصبح نشيطا وقويا . من الطبيعي بالنسبة له أن يشعر بقليل من
الاضطراب كونه قد خرج حديثا من السجن ويحاول استعادة حياته السابقة ، ولكن ما يجب
أن يخشاه حقا ھو أن يبقى عالقا في حياة محتال الزاوية . الآن ھو الوقت المناسب
تماما ليصبح عدوانيا ، و ليكون سيئا و يدمر
ھذا النظام الذي
صمم فقط لإبقاء الناس في القاع. تذكر كبارالمحتالين الذين كان قد عرفھم في الجوار
. إحدى أكثر استراتيجياتھم نجاحا ھي ( التھيئة ) ، التي تعتبر واحدة من تنويعات
لعبة الخداع القديمة ل الالھاء والتبديل . حيث تقوم بتشتيت الناس بشيء درامي
وعاطفي وفي غمرة عدم انتباھھم لك تنتزع ما تريد . لقد رأى ذلك عشرات المرات ، كما
أنه يدرك امتلاكه مادة للإلھاء المثالي وفقا لما كان يعتقد.
كان قد صادق في
فترة التأھيل رجل من عصابة ( فناني بروكلين المخلصين ) الذين اشتھروا بسوء السمعة
بسبب تأثيرھم وحضورھم المخيف . من أجل التھيئة ، سيبقى كرتس خاضعا لعدة أسابيع
ويعمل في زاوية كالجميع وسيظھر انه متماش مع النظام الجديد . ثم سيكلف ھؤلاء الفنانين المخلصين بنھب جميع محتالي الجوار بما فيھم ھو نفسه من
مجوھراتھم
وأموالھم والمخدرات ، حيث سيقومون بالعديد من المداھمات في المنطقة على مدار بضعة
أسابيع . كجزء من الصفقة سيحتفظون بالنقود والجواھر المتحصلة من السرقات ، أما كرتس فسيستولي على المخدرات ولن يشك في
تورطه أحد.
في الأسبوع
اللاحق شاھد بفرح الظھور المفاجئ للفنانين المخلصين في الجوار وما أثاره من فزع
بين المحتالين ، وكان البعض منھم اصدقاءه . تظاھر بأنه يشاركھم محنتھم ، فرجال
عصابة بروكلين ليسوا ممن يمكن العبث معه . دمر أسلوب حياة المتعاملين بأكمله بين
ليلة وضحاھا ، حيث اصبحوا مرغمين الآن على حمل المسدسات للحماية ، إلا أن ذلك خلق
مجموعة جديدة من
المشاكل : الشرطة في كل مكان ويقومون بحملات عشوائية ، كما أن القبض على شخص يتسكع
بمسدس يعني قضاء فترة محكومية قاسية في السجن . لم يعد المحتالين قادرين على
الوقوف ببساطة في زاوية الشارع وانتظار متعاطوا المخدرات ليأتوا إليھم ، بل عليھم
أن يبقوا في حركة دائمة ليتجنبوا الشرطة . كانت الوسيلة الوحيدة لعقد صفقة
بالنسبة للبعض
منھم ھو استدعاءھم من خلال اجھزة النداء الألي . اصبح كل شيء أكثر تعقيدا و ركدت
التجارة.
لقد انھار النمط
القديم الذي كان ضيقا ثابتا وتحرك كرتس الآن إلى الثغرة مع كبسولات جديدة ملونة
قام بتعبئتھا وبيعھا للمتعاطين . كان يضيف إلى المبيعات في بعض الأحيان عددا من
الكبسولات المجانية المكونة من المخدرات التي جمعھا من السرقة . بدا الزبائن
يتقاطرون عليه بينما كان المحتالون الآخرون مضطربين جدا ليلاحظوا الخدعة التي تم
لعبھا.
بمرور الوقت
اكتشفوا ذلك ، إلا أن الاوان كان قد فات جدا ، إذ وسع كرتس تجارتھه وأصبح في طريقه
لشراء حريته.
بعد عدة سنوات
لاحقة ، شق كرتس طريقه المھني كمغني راب .
حيث تعاقد مع تسجيلات كولومبيا وبدا المستقبل مشرقا بشكل معقول . إلا أن
فيفتي لم يكن
شخصا يخدع بالأحلام العادية ، إذ رأى سريعا بأنه توجد ھناك فرص كبيرة فقط لأفضل
المؤدين الذين يقفون على أساس مھني قوي في ھذا المجال . كان يقاتل جنبا إلى جنب مع
الجميع من أجل الحصول على فتات من الانتبا ه: يمكن للفنانون أن يحققوا نجاحا مؤقتا
بضربة ھنا أو ھناك ولكنه لا يستمر و ليست لديھم القدرة على تغيير الديناميكية.
الأسوأ من ذلك
ھو أنه قد صنع له أعداءا في المھنة ، فھو محتال موھوب و ذو طموح وھناك أشخاص يخشونه
ولا يثقون به . لقد عملوا خلف المشھد ليتأكدوا من أنه لن يمضي أكثر في ھذه
الصناعة.
وفقا لما تعلمه
فيفتي : الموھبة والنوايا الجيدة ليست كافية إطلاقا في ھذا العالم ، انت بحاجة
لأن تكون جريئا واستراتيجيا
عندما تواجه
اختلافات الناس أو عداءا صريحا منھم ، عليك أن تكون عدوانيا وتدفعھم بعيدا عن
طريقك بأية وسيلة ضرورية . ولا تقلق بشأن عدم حب بعض الأشخاص لك ، ففي ھذه الحالة
سيبحث ھو عن أي فرصة للقيام بخطوة جريئة كھذه ، ويوما ما ستظھر تلك الفرصة التي
تتيح له الأمر.
في ناد بمنھاتن
، كان فيفتي يتحدث مع صديق له في الجوار عندما رأى مغني الراب ( جا رول ) يحدق
باتجاھه. صديق فيفتي ھذا كان قد سلب
جا رول من بعض
المجوھرات في وضح النھار قبل عدة أسابيع . توقع فيفتي أن يأتي جا ويسبب بعض
المشاكل ، إلا أنه بدلا من ذلك اشاح بنظره بعيدا و الأمر الذي يعد صادما نوعا ما .
جا رول ھو واحد من أفضل مغني
الراب في المجال
وقد بنى سمعته استنادا لكونه رجل عصابات من ساوث سايد كوينز ، و كلماته تعكس صورته
كرجل قوي .
تحالف ھو وعلامته
الموسيقية ( شركة القتل ) مع - الرئيس كينيث - أم جي غريف ، الرئيس السابق ل (الفريق
الأعلي) وھي عصابة تحكمت في تجارة المخدرات في نيويورك في فترة الثمانينيات
بأساليبھا القاسية .
منحھم ( الفريق
الأعلى) مصداقية الشارع ، أما( شركة القتل ) فقد فتحت للفريق بوابة في عالم
الموسيقى ، كشيء مشروع لإبعاد ذاته عن ماضيه
المظلم.
لا يوجد محتال
أو رجل عصابة حقيقي يتجاھل الرجل الذي سرقه بوقاحة ابدا . ما يعنيه ذلك لفيفتي ھو
أن جا كان مزيفا ، كل كلماته وصورته ليست
الا استعراضا لكسب المال ، فھو مغرور وغير واثق . على أثر ذلك تشكلت في ذھنه فكرة
للتھيئة المتقنة ، تلك التي تجذب له الانتباه و تساعده على أبعاد جميع ھؤلاء الذين
يقفون في طريقه.
اصبح جا مرغما الآن على مطاردة فيفتي ، و حاول كل ما
يستطيع فعله لإخراسه : نشر شائعات مقززة حول ماضي فيفتي وحاول منع أي صفقة موسيقية
قد يحاول ابرامھا . في مرحلة معينة كان مجرد وجود فيفتي في ذات استوديو التسجيل
الذي يكون فيھه جا ، يدفع الأخير و طاقمه إلى
المشاجرة . أراد
أن يخيف فيفتي بما لديھه من قوة عضلية وسمعة ، ولكن ھذا لم يؤد إلا لجعل الأخير
يرفع وتيرة الأغاني المسيئة التي أطلقھا . لقد رغب في أن يضغط على جميع أزرار جا
لجعله غاضبا وفاقدا للثقة ومتحرقا للانتقام . سيبقى ھادئا واستراتيجيا بينما يفقد
خصمه السيطرة على نفسه . لھذا الغرض أطلق على جا لقب ( وانتاسكا ) ويقصد بھه زعيم
العصابة
المتظاھر أو المستعرض ، وسخر من طريقة غناءه وكلماته وكل ما يتعلق بصورته المفترضة
كرجل قوي . كانت الأغنية ملھمة ، موجعة وساخر ة.
اصبح جا تدريجيا
ولكن بالتأكيد أشد فاشد غضبا مما فعلته ھذه الأغاني في الراديو والصحافيين الذين
ازعجوه بأسئلة عن فيفتي . عليه أن يثبت خشونته وأنه ليس ( وانتاسكا) ، لذا أطلق
أغانيه المسيئة ھو الآخر . لم تكن أغانيه متقنة على أي حال ، فھي تدور فقط حول
العنف والوحشية . ومن دون أن يعي ذلك صار دفاعيا و غير ممتع كثيرا.
تم اطلاق البوم
فيفتي الأول في ذات الوقت الذي صدر فيه البوم جا ، و تخطت مبيعات الأول جميع
منافسيه بفارق كبير .
ھو النجم الآن
بينما بدأ جا يتلاشى من المشھد . من أجل التوافق مع دوره الجديد ، اوقف فيفتي
الاعتداءات ، غالبا بسبب الشفقة على خصمه السابق . لقد أدى جا الغرض المطلوب ومن
الأفضل أن يتركه للنسيا ن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق