القانون الخمسون 10
الفصل الثالث:
الانتهازية – حول القذارة إلي سكر
كل وضع سلبي
ينطوي على احتمال وجود شيء إيجابي ، كفرصة مثلا ، حيث يتعلق الأمر بكيفية رؤيتك له.
قد يعد نقص
مواردك ميزة إذ أنه يجبرك على أن تكون أكثر ابتكارا في القليل الموجود لديك . إن
خسارة معركة ما سوف تجبرك على تكييف ذاتك كخاسر ودود.
لا تدع المخاوف
تجعلك منتظرا اللحظة المناسبة أو أن تصبح متحفظا . إذا كانت ھناك ظروف لا تستطيع
السيطرة عليھا فحاول أن تخرج بأفضل ما فيھا ، إنھا الخيمياء المطلقة لتحويل كل ھذه
السلبيات إلى مميزات و قوى.
الغلاف
الخيميائي:
اذا كان الشخص
ينجو دائما من أسوأ ما تجيء به الحياة ، فإنه غالبا ما يرفض أن يكون محكوما بالخوف
مما قد تأتي به الحياة.
جيمس بالدوين
كان ( 50 سنت)
يعمل لأكثر من عام فيما يفترض أن يكون ألبومه الأول قوة الدولار الذي أصبح أخيرا جاھزا للإطلاق في
ربيع عام 2000 بواسطة تسجيلات كولومبيا ، وقد مثل له كل المصاعب التي عاشھا في
الشوارع والتي تمنى بأنھا ستغير حياته للأفضل.
في مايو من ذلك
العام وقبل أسابيع قليلة من تاريخ الإطلاق ، قام قاتل مأجور بإطلاق تسع رصاصات عليه
أثناء جلوسه في المقعد الخلفي لسيارة ، اخترقت إحداھن فكه وكانت على وشك قتله .
خلال برھة تغير مسار الأمور التي بناھا سابقا عاكسا ذاته ،ألغت كولومبيا إطلاق
الألبوم وأنھت التعاقد مع فيفتي . حيث اقترن عنف شديد باسمه وكان ذلك شيئا سيئا في
الأمور التجارية.
بضع استفسارات
جعلت الأمر واضحا بالنسبة إليه أن بقية العلامات الغنائية تشعر بالشيء نفسه ، لقد
تم ركنه جانبا من ھذه الصناعة . أخبره أحد الموزعين الموسيقيين بشكل قاطع انه يجب
عليه الانتظار لمدة عامين على الأقل قبل أن يفكر في أحياء مھنته . كانت محاولة
الاغتيال من بقايا أيامه السابقة كتاجر مخدرات : لم يتحمل القتلة أن يتركوه ينجو
وسيحاولون إنھاء مھمتھم.
كان على فيفتي
أن يحتفظ بتقدير منخفض لاسمه الفني ، وفي الوقت ذاته ليس لديه مال ولا يمكنه
العودة إلى احتيال الشوارع .حتى اصدقاءه العديدون الذين كانوا يرغبون بأن يصبحوا
جزءا من نجاحه كمغني راب بدأوا يتجنبونه.
خلال عدة أسابيع
قصيرة كان أمره قد انتھى من أجواء الشھرة والفرصة للوصول إلى القمة ، ويبدو أنه لا
طريق للخروج من الزاوية التي وجد نفسه فيھا . ھل ستكون ھذه ھي النھاية لجميع جھوده
؟ الموت أفضل له من الإحساس بھذا الضعف.
أثناء استلقاؤه
على السرير في منزل جديه في فترة نقاھته من الإصابة ، كان يستمع بكثرة للراديو وما
سمعه أعطاه دفقة لا تصدق من التفاؤل ، أخذت فكرة تتشكل في ذھنه بأن حادث إطلاق
النار ليس إلا نعمة مبطنة ، وقد نجا منه بصعوبة لسبب .
كانت كل
الموسيقى في الراديو مكررة جدا وسبق إنتاجھا حتى الأمور الصعبة منھا ، و راب
العصابات كان مزيفا كذلك.
الكلمات لم تعكس
أي شيء من الشوارع التي عرفھا . إن محاولة تمريرھا كموسيقى واقعية وحضارية جعلته
يتحمس إلى نقطة لم يستطع تحملھا.
ليس ھذا ھو
الوقت المناسب ليكون خائفا أو يائسا أو ليجلس عدة سنوات إلى أن ينتھي كل العنف من
حوله . لم يكن قط مغني راب مزيف ولديه الآن تسعة جروح لرصاصات ليثبت ذلك . ھذه ھي
لحظة تحويل كافة غضبه وعواطفه السلبية إلى حملة قوية ستھز أعمق قواعد الھيب ھوب.
تعلم فيفتي درسا
أساسيا كونه كان محتال شوارع : الطريق إلى المال والموارد محدود جدا في الواقع .
على المحتال أن يحول كل حدث صغير و كل موضوع ھائم إلى حيلة ما لكسب النقود ، و حتى
أسوأ قذارة تحدث لك يمكنك تحويلھا إلى ذھب اذا كنت ذكيا بما فيه الكفاية . جميع
العوامل السلبية التي تواجھه الآن : قلة المال ، انعدام العلاقات وثمن رأسه يمكن
تحويلھا إلى
نقائضھا لتكون مميزات اوفرصا . ھكذا سيواجه الان العقبات التي تبدو شبه مستحيلة
التذليل في طريقه.
قرر الاختفاء
عدة أشھر والبقاء في بيوت اصدقاءه العديدين ، وبدأ بإعادة تكوين ذاته و مھنته
الموسيقية . مع عدم وجود موزعين ليسترضيھم أو يقلق بشأنھم يستطيع دفع أغانيه و
موسيقاه القوية إلى أبعد حد يريده . كان صوته قد تغير نتيجة لوجود شظايا رصاصة
مستقرة في لسانه ، لديه الآن نوع من البحة . كان لا يزال تحريك الفم مؤلما له لذا
عليه أن يغني ببطء أكثر . بدلا من محاولة استعادة صوته الطبيعي قرر أن يجعل صوته
الحالي ميزة له و سيكون نمطه الحديث من غناء الراب أكثر جرأة وتھديدا : ھذه البحة
ستذكر المستمعين بالرصاصة التي عبرت فكه ، سيلعب على كل ھذه الأوتا ر.
في صيف عام 2001
عندما بدأ الناس بنسيانه ، أطلق فيفتي فجأة اغنيته الأولى للشوارع ، عنوانھا عليك اللعنة
وتلخص كلماتھا
شعوره نحو قاتليه وكل شخص أراد التخلص منه . مجرد إخراج الأغنية كان رسالة كافية -
انه يتحدى قتلته صراحة وعلنا . لقد عاد مرة أخرى وعليھم إنھاء مھمتھم لكي يخرسوه .
الغضب الواضح في صوته و اللحن العميق الصعب للأغنية جعلھا تعكس الشعور الموجود في
الشوارع . لقد جاءت أيضا مع إيقاع إضافي لأنه أراد أن يبدو داعيا للمزيد
من العنف ، و
كان على العامة أن يلتقطوا كل شيء أنتجه قبل حادثة القتل صنعت زاوية الحياة والموت
ھذه مشھدا مقنعا.
بدأت الأغنية
الآن تفيض بما في داخله ، حيث غذاھا بكل الغضب الذي شعر به وجميع الشكوك التي
راودت الناس حوله كما كان مستنزفا أيضا بحس طوارئ لأنھا كانت فرصته الأخيرة لفعل
ذلك ، ولذا فقد عمل ليلا ونھارا لانجازه . أخذت اسطوانات فيفتي المنوعة تغزو
الشارع بسرعة الغضب.
سرعان ما أدرك
أعظم ميزة امتلكھا في ھذه الحملة إلا وھي إحساسه الذي بلغ القمة وعدم خوفه من
فقدان شيء . استطاع ھز الصناعة الغنائية والسخرية من خجلھا ، و قرصن معظم الاغاني
المعروفة التي تذاع في الراديو و وضع عليھا كلماته الخاصة ليصنع محاكاة ساخرة منھا
، غير مكترث بالعواقب.
كلما فعل ذلك
أكثر ، استجاب جمھوره أكثر . لقد أحبوا تجاوزه للحدود ، كان كحملة مقدسة في مواجھة
جميع التفاھات المزيفة في الراديو ، و كان الاستماع إلى فيفتي يعد مشاركة في الأمر
اصبح يقوم مرارا وتكرارا بتحويل كل حدث سلبي يمكن وقوعه إلى إيجابي . و من أجل
تعويض نقص المال اللازم لتوزيع اسطواناته المنوعة على المدى البعيد الواسع ، قرر
تشجيع المھربين
على قرصنة أغانيه ونشرھا كالفيروس.
مع استمرار
المطالبة برأسه لم يستطع عمل حفلات أو الظھور في عروض علنية ولكنه بطريقة ما
إستطاع تحويل حتى ھذا الوضع إلى أداة تسويق : الاستماع الى أغانيه في كل مكان مع
عدم القدرة على رؤيته لم يؤد إلا لزيادة الغموض و تركيز انتباه الناس الموجه له .
ساھمت الشائعات وتناقل الكلام في تشكيل نوع من الأسطورة لفيفتي الذي بدوره جعل
ظھوره أشد
ندرة ليغذي ھذه
العملية.
الميكانيكية
الآن اصبحت مدمرة ، لا تستطيع المضي بعيدا في نيويورك دون تسمع انتقادات على أغانيه
صادرة من زاوية ما .بعد ذلك بفترة وجيزة طرقت إحدى اسطواناته المنوعة سمع ايمنيم
الذي قرر بأنه ھذا ھو مستقبل الھيب ھوب . وسريعا قام بتوقيع فيفتي في بدايات عام
2003 على اتفاقية معه ومع إحدى علاماته الغنائية المعروفة . الأمر الذي اعتبر
استراحة
ظليلة بعد العنف
، ثم استكمالا لواحدة من أسرع فرص إعادة البناء وأشدھا لفتا للنظر في العصر
الحديث.
0 التعليقات:
إرسال تعليق