22‏/07‏/2019

القانون الخمسون 17

القانون الخمسون 17

مخالفة المفھوم:
نميل في الثقافة الغربية إلى ربط  قوة الشخصية بالثبا ت.
الأشخاص الذين يغيرون كثيرا من أفكارھم أو مظاھرھم قد يحكم عليھم بأنھم غير جديرين بالثقة أو حتى خبثاء . نحن نقدر أولئك المتمسكين بماضيھم وبقيم معينة خالدة . في الناحية الأخرى ، فإن من يتحدون يغيرون العادات السائدة ينظر إليھم غالبا كنوعيات مدمرة ، على الأقل خلال فترة بقائھم على قيد الحيا ة.
كان الكاتب الفلورنسي العظيم نيكولو ميكافيلي يرى قيم الثبات والنظام كنتائج لثقافة الخوف ، كشيء يجب تغييره . وفقا لوجھة نظره ، ان طبيعتنا الثابتة و توجھنا للتمسك بخط واحد من السلوك أو الأفكار ھو بالتحديد سبب بؤس البشرية وعجزھا . يمكن للقائد أن يتسم بالقوة من خلال التصرفات
الجريئة ، ولكن عندما يتغير الزمن ويتطلب شيئا أكثر حذرا فسيستمر عموما باتجاھه الجريء . إنه ليس قويا بما فيه الكفاية ليتأقلم فھو سجين طبيعته الثابتة ، وما رفعه فوق البقية سيصبح مصدرا لسقوطه.
الشخصيات القوية الحقيقية كما يراھم ميكافيللي ھم الأفراد القادرين على صياغة شخصياتھم واستخراج الصفات الضرورية للحظة ويعرفون كيف يتكيفون مع الظروف . أما ھولاء الذين يبقون موالين لفكرة أو قيمة معينة دون اختبارھا ذاتيا ، فقد ثبت بأنھم أسوأ الطغاة في الحياة . إذ انھم يرغمون
الآخرين على الخضوع لمفاھيم منقرضة ، ويشكلون قوى سلبية تمنع التغير الضروري لأي حضارة لتنمو و تزدھر.
ھذه ھي الطريقة التي يجب عليك ان تتصرف بھا : أن تعمل بجد لتخطي ھذه الطبيعة الثابتة وتجرب عمدا أنماط واتجاھات متنوعة قياسا بالمعتادة لديك لتكتسب حسا باحتمال مختلف.
ستنظر إلى فترات الاستقرار والنظام بعدم ثقة ، كشيء لا يتحرك في حياتك و ذھنك . من ناحية أخرى فإن لحظات التغيير والفوضى الواضحة ھي ما تزدھر فيه ، فھي تجعل ذھنك و روحك يقفزان إلى الحياة . إذا بلغت ھذا المستوى فستتمتع بقوة ھائلة ، حيث لن تخشى من لحظات التحول بل سترحب حتى بصنعھا . وقتما تشعر بأنك متجذر وثابت في مكان ما ، عندئذ يجب أن تخاف حقا.
يرغب الناس في الاستقرار، إلا أنه لا يوجد أي أمل لھم إلا بمقدار ما يبقون غير مستقرين.     رالف والدو ايمرسون

0 التعليقات: