القانون الخمسون 17
مخالفة المفھوم:
نميل في الثقافة
الغربية إلى ربط قوة الشخصية بالثبا ت.
الأشخاص الذين
يغيرون كثيرا من أفكارھم أو مظاھرھم قد يحكم عليھم بأنھم غير جديرين بالثقة أو حتى
خبثاء . نحن نقدر أولئك المتمسكين بماضيھم وبقيم معينة خالدة . في الناحية الأخرى
، فإن من يتحدون يغيرون العادات السائدة ينظر إليھم غالبا كنوعيات مدمرة ، على
الأقل خلال فترة بقائھم على قيد الحيا ة.
كان الكاتب
الفلورنسي العظيم نيكولو ميكافيلي يرى قيم الثبات والنظام كنتائج لثقافة الخوف ،
كشيء يجب تغييره . وفقا لوجھة نظره ، ان طبيعتنا الثابتة و توجھنا للتمسك بخط واحد
من السلوك أو الأفكار ھو بالتحديد سبب بؤس البشرية وعجزھا . يمكن للقائد أن يتسم
بالقوة من خلال التصرفات
الجريئة ، ولكن
عندما يتغير الزمن ويتطلب شيئا أكثر حذرا فسيستمر عموما باتجاھه الجريء . إنه ليس
قويا بما فيه الكفاية ليتأقلم فھو سجين طبيعته الثابتة ، وما رفعه فوق البقية
سيصبح مصدرا لسقوطه.
الشخصيات القوية
الحقيقية كما يراھم ميكافيللي ھم الأفراد القادرين على صياغة شخصياتھم واستخراج
الصفات الضرورية للحظة ويعرفون كيف يتكيفون مع الظروف . أما ھولاء الذين يبقون
موالين لفكرة أو قيمة معينة دون اختبارھا ذاتيا ، فقد ثبت بأنھم أسوأ الطغاة في
الحياة . إذ انھم يرغمون
الآخرين على
الخضوع لمفاھيم منقرضة ، ويشكلون قوى سلبية تمنع التغير الضروري لأي حضارة لتنمو و
تزدھر.
ھذه ھي الطريقة
التي يجب عليك ان تتصرف بھا : أن تعمل بجد لتخطي ھذه الطبيعة الثابتة وتجرب عمدا
أنماط واتجاھات متنوعة قياسا بالمعتادة لديك لتكتسب حسا باحتمال مختلف.
ستنظر إلى فترات
الاستقرار والنظام بعدم ثقة ، كشيء لا يتحرك في حياتك و ذھنك . من ناحية أخرى فإن
لحظات التغيير والفوضى الواضحة ھي ما تزدھر فيه ، فھي تجعل ذھنك و روحك يقفزان إلى
الحياة . إذا بلغت ھذا المستوى فستتمتع بقوة ھائلة ، حيث لن تخشى من لحظات التحول
بل سترحب حتى بصنعھا . وقتما تشعر بأنك متجذر وثابت في مكان ما ، عندئذ يجب أن
تخاف حقا.
يرغب
الناس في الاستقرار، إلا أنه لا يوجد أي أمل لھم إلا بمقدار ما يبقون غير مستقرين.
رالف والدو ايمرسون
0 التعليقات:
إرسال تعليق