القانون الخمسون 37
مخالفة المفھوم:
بالنسبة لمعظمنا
، تفسر كلمة ( الذات ) و (الذاتية ) بشيء سلبي غالبا . إذ يمتلك الأشخاص
المتمركزين حول ذواتھم رأيا مبالغا فيه حول أنفسھم ، وبدلا من الأخذ في الاعتبار
ما يھم المجتمع أو الجماعة أو الأسرة ، فإنھم يفكرون أولا وغالبا بأنفسھم ويتصرفون
بناء على ذلك .
رؤيتھم محدودة
بالنقطة التي يرون فيھا كل شيء انطلاقا من حاجاتھم و رغباتھم. ولكن ھناك طريقة
أخرى للنظر إلى الأمر ، كلنا لدينا ذات ،
أو إحساس بمن
نكون ، وھذه الذات أو العلاقة الذاتية إما أن تكون قوية أو ضعيفة.
لا يتمتع
الأشخاص ذوي الذوات الضعيفة بالشعور بالأمان بشأن أھميتھم أو إمكانياتھم . حيث
يلقون انتباھا مضاعفا لرأي الآخرين ، و ربما يعتبرون أي شيء كاعتداء شخصي أو إھانة
، كما يحتاجون اھتماما دائما وتقييما من الآخرين . ومن أجل تعويض أو إخفاء ھذه
الھشاشة ، فإنھم يضعون واجھة من الغرور والعدوانية . ھذه الأنواع المحتاجة ،
الاتكالية ، والمھووسة من الذوات ھي التي نجدھا مزعجة ومثيرة للاشمئزاز.
اما الذات
القوية فمختلفة تماما . الأشخاص المتمتعين بإحساس ثابت بقيمتھم الذاتية ويشعرون
بالثقة بشأن أنفسھم ، لديھم استعداد لرؤية العالم بموضوعية أكبر . ويمكنھم أن
يكونوا مراعين لغيرھم وجديرين بالثقة بسبب قدرتھم على الخروج من ذواتھم . كما يضع
أصحاب الذوات القوية حدودا ، فإحساسھم بالفخر لا يسمح لھم بتقبل التلاعب أو السلوك
الجارح . نحن عموما نحب التواجد حول مثل ھذه الشخصيات ، ذلك أن ثقتھم وقوتھم معدية
. يجب أن يكون امتلاك مثل ھذه الذات القوية غاية لنا جميعا.
الكثير من
الأشخاص المتمتعين بمستويات مرتفعة من القوة ، كالمشاھير على سبيل المثال ، يجب
عليھم وفقا لثقافتنا أن يظھروا تواضعا وحياءا زائفا ، كما لو كان كل ما فعلوه
ومھما كان المستوى الذي بلغوه بفعل الصدفة وليس الذات أو الطموح .
فھم يريدون
التصرف كما لو أنھم لا يختلفون عن أي أحد آخر ، ويكونوا غالبا محرجين من قوتھم
ونجاحھم . كل ھذه ھي من علامات الذات الضعيفة . أنت كصاحب ذات من نوع قوي ، عليك أن
تھتف فرحا بفرديتك وتشعر بالفخر الكبير لانجازاتك . إذا لم يستطع الآخرين تقبل ذلك
أو اعتبروك مغرورا ، فتلك مشكلتھم ھم وليس أنت.
نحن أحرار عندما
تصدر تصرفاتنا من كامل شخصيتنا ، وتعبر عنھا ، حينما تظھر ھذا التشابه الغير قابل
للتفسير معھا والذي نجده أحيانا بين الفنان وعمله
ھنري برجسون
0 التعليقات:
إرسال تعليق