22‏/07‏/2019

القانون الخمسون 24

القانون الخمسون 24

مفاتيح الجرأة:

أنھا قاعدة لطبيعة الإنسان ، أن يحتقر الناس من يعاملھم جيدا ويبحثون عن ھؤلاء الذين لا يمنحون اية تنازلا ت.
                                                                             ثيوسيديدز
انتظم معظم أسلافنا البدائيين قبل آلاف السنين في مجموعات بغرض الحماية والقوة . ولكن باتساع حجم ھذه المجموعات ، واجھوا مشكلة مع الطبيعة البشرية لا تزال تتخللنا حتى اليوم :وھي أن الأفراد يمتلكون مستويات مختلفة من الموھبة ، الطموح ، والحزم ، وليس بالضرورة أن تتلاقى مصالحھم في جميع النواحي . وعندما يتعلق الأمر بالقرارات الھامة التي يتوقف عليھا مصير الجماعة ، يفكر الأفراد غالبا بأجندتھم الضيقة الخاصة . دائما ما تكون الجماعة البشرية على حافة التمزق إلى فوضى من المصالح المتشعبة. لھذا الغرض ، اختار الرؤساء القيام بمھمة اتخاذ القرارات الصعبة وإنھاء الخلاف برمته . إلا أن أفراد الجماعة يشعرون
لا محالة بالتناقض إزاء ھولاء الرؤساء : فھم يرون مدى أھميتھم والاحترام الواجب منحه لسلطتھم ، ولكنھم يخشون من أن يجمع مشايخھم وملوكھم الكثير من القوة ويظلموھم.
كما يتساءلون أغلب الوقت حول السبب الذي يجعل فردا أو عائلة معينة تستحق مركزا ساميا كھذا . في الكثير من الحضارات الساحقة القدم ، كان الملك يقتل بشكل طقوسي بعد عدة سنوات للتأكد من أنه لن ينقلب إلى ظالم . أما في الحضارات القديمة الأكثر تطورا ، فھناك ثورات مستمرة ضد
سلطة ھؤلاء  وھي أكثر عددا وأشد عنفا من أي شيء عرفناه
في العصر الحديث.
من بين كل القادة في الأزمنة القديمة الذين كان عليھم التعامل مع ھذه الصعوبات ، لم يبرز أحد أكثر من النبي موسى عليه السلام إذ اختاره الله سبحانه وتعالى ليحرر العبرانيين في مصر من العبودية و يقودھم إلى الأرض الموعودة . و على الرغم من معاناة العبرانيين في مصر ، إلا أنھم كانوا يتمتعون بأمان نسبي . لقد انتزعھم موسى من ھذه الحياة المعتادة وجھزھم للتجوال في الصحراء لمدة أربعين عاما ، حيث قاسوا من شح
الغذاء والملبس و وسائل الراحة الأساسية . مما أدى بھم إلى الشك الدائم في موسى بل و كراھيته ، وخطط البعض منھم لقتله كالملك الذي يحتاجون للتضحية به . و رأوه أيضا كظالم ومجنون . ولأجل تأييد قضيته ، أرسل الله تعالى عددا من المعجزات ليري موسى بأنه مختار ومبارك . إلا أنه سرعان ما تنسى ھذه المعجزات ويعود العبرانيين إلى شكاويھم الدائمة
وتمردھم. من اجل تخطي العقبات في طريقه و التي بدت مستحيلة ، لجأ
موسى إلى حل فريد : وحد القبائل الاثني عشر دائمة التفرق استنادا لسبب واحد بسيط : عبادة رب واحد والھدف المرجو في بلوغ الأرض الموعودة . لم يسع للسلطة أو المجد ، بل لقيادتھم إلى ھذا الحد فقط  الأھداف المرغوبة  كما لم يغب موسى حتى ليوم أو اثنين أو يرخي قبضته . وكانت القبائل
تميل باستمرار إلى التشكيك به ونسيان الصورة الكبرى ، وھو سبب معاناتھم . المصطلح العبري للقيادة يعني( أن تكون في المقدمة ) ، أي أن تقود . عليه أن يكون دائما ھناك في المقدمة ، موحدا إياھم حول تصوره للأرض الموعودة . ويعني ذلك أن يكون قاسيا مع المنشقين في الداخل واعدام كامل العائلات التي تقف في طريق القضية الكبرى.
في الحقيقة ، لقد تعلم موسى أن يلعب دورا معينا بالنسبة للعبرانيين - الرجل الذي يمتلك رؤية من الله ، و روح لا تقھر ، ويسعى للخير الأعظم .
قد يسأل فرد القبيلة العادي نفسه أو نفسھا حول ما إذا كانت الارض الموعودة غير موجودة إلا في عقل موسى فقط ، ولكن قوة إقناعه وعزمه على قيادة الناس نحو تلك الأرض جعل من الصعب التشكيك به . يجب أن يلعب ھذا الدور ليقنعھم بأن مركزه الأعلى شرعي وتم إقراره من الله تعالى . و تعتبر قدرته على قيادة مجموعة عنيدة كھذه لمدة أربعين عاما ، أعظم تحفة في تاريخ القيادة
(القصة المذكورة مترجمة حرفيا على لسان الكاتب ، وھي غير مطابقة لما ورد في الشريعة الإسلامية بشأنھا ، لذلك وجب التنويه).
نعتقد نحن العصريون أننا ابتعدنا كثيرا عن جذورنا القبلية البدائية ، حيث نعيش الان في عالم علماني عقلاني ، يحتاج فيه القائد إلى امتلاك مھارات تقنية وإدارية معينة . ومع ھذا ، فإن ثلاثة آلاف سنة من الحضارة لم تغير طبيعة الإنسان ، فالصعوبات اللانھائية التي تعترض ھولاء القادة أصبحت في الحقيقة أكثر لطفا فقط . و بينما كنا نحن البشر في السابق نفكر في القبيلة اولا ، صرنا في الوقت الحالي نفكر مبدئيا بأنفسنا ، وظائفنا ، ومصالحنا الضيقة . تعتبر سياسات المكتب أقصى نقطة نھاية لھذا الاتجا ه.
أصبحنا أكثر تشتتا الآن أكثر من أي وقت مضى ، بسبب الالاف من فتات المعلومات التي تتنافس لجذب انتباھنا على مدار اليوم ، مما جعلنا أقل صبرا وقدرة على رؤية الصورة الكبرى .
 إذا تمت قيادتنا خارج العبودية فلن نستطيع التركيز على الأرض الموعودة لأكثر من بضع دقائق . كما أننا أشد ارتيابا فيما يتعلق بھؤلاء الذين في السلطة ، حيث لا زلنا نشعر بذات التناقض القديم تجاه الحكام : ولكن بدلا من التضحية بھم ، فإننا نغذيھم إلى حد التخمة ثم نشمت سرا بسقوطھم .

لتصبح قائدا الآن عليك أن تتخطى ھذه الجوانب من الطبيعة البشرية
بينما تحافظ على كونك عادلا ولبقا ، وھي مھمة أقرب إلى المستحيلة.
ومع ذلك يعتبر الناس في الوقت ذاته ھذا الانقسام والأنانية كظاھرة محبطة ، فھم يرغبون بشدة أن يؤمنوا بقضية ما ، العمل من أجل الخير الأعظم ، واتباع قائد يكسبھم حسا بوجود ھدف . لذا فھم أكثر استجابة لنوعية القيادة شبه الدينية التي كان موسى عليه السلام ضمنھا .
 كشخص على القمة ، عليك ان تحرر نفسك من تحيزاتك العصرية وشھوتك للوسائل المادية .
إن كونك قائدا لا يزال يعني بأنك تلعب دورا ما ، أن تتقدم في الامام ، وأن تقود جماعتك قدما بجرأة . اذا فشلت في توحيد الجماعة حول قضية مجيدة معينة ، شيء مشابه للأرض الموعودة ، ستجد نفسك مضطرا لشد وجذب اتباعك الذين سينقسمون دائما إلى فرق . بدلا من ذلك عليك أن تفرض جوا
دينيا ، كما لو اخترت مجرد قيادتھم إلى ھدف أعلى . فأنت تقنعھم باتباعك طواعية ، من خلال استعراض أقل لقوتھم الشخصية مقابل إظھار أكبر للقضية الموحدة لھم . وھذا ما يمنحك سلطة ملاءمة للقيادة وھالة من القوة.
لكي تتقن فن القيادة ، يجب أن تمارس ادوارا معينة تثير إعجاب تابعيك و تجعلھم راغبين أكثر في اتباعك مع الحماس المطلوب .
 ما يلي ھي الأدوار الأربعة الرئيسية التي عليك أن تتعلم تأديتھا:
1 - الحالم :
في بداية القرن العشرين ، اعتبر توماس ألفا اديسون مخترع وعالم امريكا البارز ، و كانت مختبراته مصدرا لعدد من أھم السوابق التكنولوجية للعصر . ولكن الحقيقة أن اديسون نفسه لم يتلق من التعليم النظامي إلا أشھرا قليلة ولم يكن عالما على الإطلاق . بدلا من ذلك فقد كان مزيجا من الحالم ، والاستراتيجي و رجل الأعمال الداھية.
منھجه كان بسيطا : لقد استھدف العالم بأسره متطلعا إلى أحدث التطورات في العلوم والتكنولوجيا . ومع فھمه للتجارة واحدث الاتجاھات الاجتماعية ، فكر طويلا وبعمق حول كيف يمكن تحويل بعض ھذه التطورات إلى منتجات ذات جاذبية تجارية كبيرة تستطيع تغيير طريقة حياة الناس : مدن مضاءة كھربائيا ، ھواتف مطورة تغير مسار التجارة ، وصور متحركة تسلي الجماھير . وعليه ، سيوظف أفضل العقول في ھذه المجالات لإخراج أفكاره إلى الحياة . كل منتج خرج من مختبراته كان لا محالة مختوما برؤية اديسون المحددة وحس التسويق.


افھم ھذا : أي جماعة مھما كان حجمھا لا بد لھا من أھداف طويلة الأمد تعمل جيدا على تحقيقھا . إلا أن طبيعة الإنسان تعد عائقا عظيما لھذا ، فنحن بالفطرة مستنزفون بالمعارك والمشكلات المباشرة ، حيث نجد إنه من الصعب جدا إن لم يكن غير طبيعي أن ننظر بأي عمق للمستقبل . إذ يتطلب
التفكير في القادم عملية معينة قاسية ، تأتي بالتمرين ، أي أن نركز على شيء عملي وقابل للتحقيق على مدى عدة سنوات لاحقة و رسم كيف يمكن تحقيق ھذا الھدف . وكذلك التفكير في التفرعات ، الإتيان بمسارات مختلفة للوصول إليه وفقا للظروف . بالإضافة إلى ما سبق ، يجب ان ترتبط عاطفيا بالفكرة ، بحيث عندما تواجھك آلاف العقبات والملھيات التي
يبدو أنھا ستبعدك بالتأكيد ، ستكون لديك القوة والھدف للمحافظة عليه.
في حالة عدم وجود شخص على القمة يرسم الطريق لھذا الھدف الأكبر ، ستتردد الجماعة ھنا وھناك ، متمسكين بمخططات لكسب المال السريع أو ينقادون للتطلعات السياسية الضيقة لفرد أو لآخر منھم . لن يتحقق أي شيء عظيم أبدا.
أنت كقائد تعد الحصن الوحيد ضد ھذا التردد اللانھائي . يجب أن تتمتع بالقوة لتدمغ الجماعة بشخصيتك و رؤيتك الخاصة ، مانحا إياھا نواة وھوية.
  إذا فقدت رؤية الصورة الكبرى ، فعندئذ ستنتج فقط الأشياء السيئة.
عليك أن تلعب ھذا الدور الحالم مع بعض الميل الدرامي ، مثل اديسون الذي كان مؤديا و مروجا ماھرا . حيث قام بعروض مبھرة لأفكاره ، وأحداث مسرحية من أجل أن يتصدر الصفحات الأولى للصحف . و كما ھو الحال عندما كان موسى يصف الأرض الموعودة ، إذ استطاع رسم صورة جذابة للمستقبل والتي أمكنه صنعھا من خلال اختراعاته . وانعكس
ذلك على كسب المال من المستثمرين والھام الباحثين لديه للعمل بجد أكبر . مستواك الخاص من الاستمتاع والثقة بالنفس سيقنع الناس بأنك تعرف إلى أين انت ذاھب وجدير بالاتبا ع.

2 - الموحد :
عندما استلم لويس الرابع عشر سدة الحكم في فرنسا عام 1661 م ، كان قد ورث وضعا مستحيلا تقريبا . إذ احتفظ دوقات الاقطاعيات و لوردات فرنسا بالحكم بشدة على ممالكھم المتعددة . كما يقوم الوزراء في ذلك الوقت مثل الدوق دي ريتشيلو والكاردينال مازارين باتخاذ معظم القرارات المھمة
التي تقع خارج سلطة اللوردات . كان الملك في معظم الحالات مجرد رئيس صوري يحكم دولة ممزقة بشدة ، والتي ضعفت قوتھا في اوروبا لبعض الوقت.
قرر لويس أن يعكس كل ھذا ، بطريقة قوية و دراماتيكية، في البداية احتفظ بنواياه لنفسه ثم أعلن فجأة لمرة واحدة وللجميع بأنه لن يعين وزيرا لإدارة الدولة ، حيث ستكون ھذه مھمته ھو منذ الآن فصاعدا . وبعد ذلك طلب من
الأرستقراطيين الإقامة في قصر فرساي الذي كان قد بناه مؤخرا . فكلما عاشوا بالقرب منه في القصر ، ازداد التأثير الذي سيحوزون عليه : إذ أنھم إذا بقوا في اقطاعياتھم من أجل التآمر ضده ، سيجدون أنفسھم معزولين عن مركز السلطة الجديد الذي أنشأه.
كانت مناورته ھذه ھي الأكثر براعة ، والأكثر خفاءا على الإطلاق في الوقت ذاته. لقد خلق قضية للفرنسيين ليؤمنوا بعظمة ومجد فرنسا نفسھا ، والتي كانت مھمتھا ان تكون مركز الحضارة والتطور ، كنموذج لأوروبا بكاملھا. ولھذا الغرض ، قاد البلاد إلى حروب عديدة لتوسيع القوة السياسية لفرنسا ، حتى أصبح النموذج البارز لھذا الفن ، جاعلا فرنسا قوة حضارية يحسد عليھا في اوروبا . وبذلك فقد صنع مشاھدا لافتة للانتباه لإبھاج العامة وابعادھم عن تحركاته في السلطة . كما ان النبلاء لم يقاتلوا من أجل لويس بل لأجل عظمة الأمة . حول لويس بھذه الطريقة دولة منقسمة بعمق وشبه فوضوية إلى القوة العظمى لأوروبا.

افھم ھذا : الديناميكية الطبيعية لأية جماعة ھي الانقسام إلى فرق . يرغب الناس في حماية وتعزيز مصالحھم الضيقة ، وعليه فھم يشكلون تحالفات سياسية من الداخل . إذا ارغمتھم على الاتحاد تحت قيادتك ، متخلين عن تفرقھم ، قد تتمكن من القيادة ولكن الأمر سيترافق مع استياء كبيرحيث سينتابھم الشك فطريا بأنك تقوي سلطتك على حسابھم . و اذا لم تفعل
شيء ستجد نفسك محاطا بالدوقات واللوردات الذين سيجعلون مھمتك مستحيلة.
تحتاج الجماعة إلى قوة محورية لاعطاؤھا الوحدة والتماسك ، ولا يكفي وجودك او قوة شخصيتك لتحقق ذلك . إذ يجب أن تجسد قضية معينة بجرأة  قد تكون سياسية ، أو أخلاقية أو متعلقة بالتطور كأن تعمل لتطوير حياة الناس في مجتمعك على سبيل المثال .
من شأن ھذه القضية أن ترفع جماعتك فوق البقية ، حيث تمنحھا ھالة شبه دينية ، نوع من الشعور التعبدي .وعندئذ فإن محاربتك أو الشك فيك من الداخل ھو في حقيقته وقوف ضد ھذه القضية ويجعل من يقوم به يبدو أنانيا ستميل الجماعة مع ھذا النظام الاعتقادي المغروس فيھا إلى ضبط نفسھا واقتلاع مثيري المشكلات . لتلعب ھذا الدور بشكل فعال عليك أن تكون مثالا حيا لھذه القضية ، كما مثل لويس القوة الحضارية لفرنسا في سلوكه المدروس بعناية.

3 - القدوة:
أنت تستطيع قيادة جماعة كبيرة بمفردك ، حيث ستنقلب عندئذ إلى مدير مصغر أو ديكتاتور، جاعلا نفسك مستھلكا و مكروھا . لذلك تحتاج إلى تطوير فريق من الملازمين الذين تشربوا بأفكارك و روحك وقيمك . و عندما تمتلك مثل ھذا الفريق ، يمكنك اعطاؤھم العنوان العريض فقط تاركا إياھم يعملون بمفردھم ، يتعلمون بأنفسھم و يجلبون إبداعھم الخاص إلى القضية.
ھذا ھو النظام الذي أنشأه نابليون بونابرت وتم تقليده من قبل أعظم الجنرالات في العصر الحديث . وذلك بأن يعطى قادة الميدان حسا واضحا بأھداف حملة أو معركة معينة ، مما يعرف ب ( بيان المھمة ) ويتم تخويل ھولاء بلوغ تلك الأھداف بأنفسھم وبطريقتھم الخاصة ، فكل ما يھم ھو النتائج .
الفكرة وراء الأمر ھو أن أولئك الذين يقاتلون على الأرض يتمتعون غالبا بحس أفضل بما تتطلب الحاجة الآن لفعله ھنا وھناك، فلديھم معلومات بين أيديھم أكثر من القادة . ومع درجة من الثقة في قراراتھم ، سيستطيعون التصرف بسرعة والشعور بالمشاركة أكثر في تنفيذ الحرب .
أتاح ھذا النظام الثوري لجيش نابليون التحرك بسرعة أكبر وتأسيس فريق من قادة ميدان بارزين ذوي خبرة عالية . وقد تطلب ھذا شجاعة عظيمة من جانب ليثق بھم وعدم محاولة التحكم في كل شيء في ساحة المعركة.
العمل ب ( بيان مھمة ) ھو طريقة فعالة لتلطيف صورتك وإخفاء مدى سلطتك . حيث يرونك أكثر من مجرد قائد ، فأنت قدوة : تعطي الأوامر، وتحفز وتلھم ضباطك . عند تشكيل ھذا الفريق ، ابحث عن الأشخاص المنفتحين للتعلم و الذين يشاركونك قيمك ولا تنجذب للسير الذاتية البراقة ، فأنت تريدھم قربك ، ليتشربوا روحك و أساليبك في عمل الأشيا ء.
وحينما تشعر بأنھم تلقوا التدريب الملائم ، لا تخف من ترك الزمام لھم ومنحھم المزيد من الاستقلالية . سيوفر عليك ھذا في النھاية الكثير من الطاقة ويسمح لك بالتركيز على الصورة الاستراتيجية الكبرى.



4 - الفارس الجريء :
 كل جماعة تمتلك نوعا من الطاقة الجمعية التي إذا تركت وشأنھا ستميل نحو الركود ، بسبب رغبة الناس القوية في إبقاء الأشياء مريحة ، سھلة ومألوفة . على مر الزمن وفي أية جماعة ، تمثل الأعراف والبروتوكولات أھمية كبيرة في التحكم بسلوك الناس . كلما كانت المجموعة أكبر ، مالت لأن تصبح اشد تحفظا وبالتالي تتضخم الطاقة المعطلة أكثر.
المفارقة ھي أن ھذا الوضع الدفاعي السلبي له أثر محبط على الروح المعنوية ، يشبه كثيرا جلوسك في مكان واحد لوقت طويل جدا ، مما يتسبب في انخفاض معنوياتك.
الاحتمال الراجح إنك ستصعد إلى القمة بفضل جرأتك و رغبتك الشديدة في المضي قدما . فأنت تتحمل المخاطر التي تجعلك ترتفع إلى مستوى الحدث بكل طاقتك وإبداعك ، وھذه الروح الجريئة تجذب الانتباه الإيجابي . إلا أن طاقة الجماعة المعطلة ستقوم بشكل طبيعي بإخماد كل ذلك وتحييد مصدر
قوتك.
في الوقت الذي تصبح فيه أنت القائد ، ستكون الوحيد القادر على تغيير الوضع وضبط وتيرة أكثر حيوية ونشاطا ، و بذلك ستبقى الفارس الجريء والمغامر .
عليك أن ترغم نفسك على إنشاء مشروعات جديدة ومجالات لتغزوھا ، وتتخذ إجراءات استباقية ضد الأخطار المحتملة في محيطك ، احتفظ
بالمبادرات ضد خصومك ، مما يجعلك تحافظ على استمرار مسيرة جماعتك وعلى الجانب الھجومي للقوة ، الامر الذي سيبھجھم ويمنحھم الإحساس بالحركة . في ھذه الحالة انت لا تتحمل مخاطر غير ضرورية ولكن ببساطة تضيف دفعة من العدوانية إلى حياة جماعتك الطبيعية . سيعتادون على رؤيتك في المقدمة و يدمنون على البھجة التي تجلبھا مع كل حملة جديدة.

0 التعليقات: