22‏/07‏/2019

القانون الخمسون 11

القانون الخمسون 11
الإتجاه الجريء:
كل سلبي ھو إيجابي . الأشياء السيئة التي حدثت لي جعلتھا بطريقة ما جيدة  ھذا يعني أنه لن تستطيع فعل أي شيء لتجرحني.
50 سنت
الأحداث في الحياة ليست سلبية ولا إيجابية ، إنھا حيادية تماما .لا يكترث الكون بنيتك ، إذ انه لا يختلف الأمر بالنسبة للعنف الذي قد يصيبك أو الموت نفسه ، الأشياء تحدث لك و حسب .عقلك ھو الذي يختار تفسيرھا كسلبية أو إيجابية . ولأنك تحمل عوامل من الخوف كامنة بداخلك ، تتجه تلقائيا إلى تفسير العقبات المؤقتة في طريقك على أنھا أشياء أكبر من ذلك
نكسات وأزمات.
في مثل ھذا الإطار الذھني فإنك تبالغ في تقدير الأخطار . إذا ھاجمك أحدھم أو أذاك بطريقة ما ، تركز على المال أو المركز الذي خسرته في المعركة و الصيت السلبي أو العواطف القاسية التي نتجت عنھا . ھذا ما يجعلك تغدو حذرا ، متراجعا و راغبا في المحافظة على نفسك عن المزيد من ھذه الأمور السلبية . تخبر نفسك بأنه وقت وسيمر و عليك أن تبقى
منخفضا وتنتظر الأشياء لتتحسن . انت بحاجة للسكون والأمن ما لا تدركه ھو أنك تجعل الوضع أسوأ دون قصد ، حيث يزداد خصمك قوة بقدر تراجعك وتصبح السمعة السلبية قطعا مرتبطة بك . ثم ينقلب التحفظ إلى عادة تنصرف إلى أوقات أقل خطرا و يكون التحول إلى وضعية الھجوم أصعب فاصعب .في الواقع انك تختار قولبة منعطفات الحياة الحتمية كفرص على أنھا صعوبات و تعطيھا ثقلا وتعتبرھا لا تستحق.
ما تحتاج لفعله ، كما اكتشفه فيفتي ھو اتخاذ الاتجاه المعاكس .بدلا من أن تكون محبطا وياءسا نتيجة لأي نوع من التراجع عليك ان ترى ھذا كنداء استيقاظ ، كتحدي ستقوم بتحويله إلى فرصة للقوة . حيث ترتفع مستويات طاقتك وتتحرك للھجوم مباغتا اعداءك بجرأة . ستكترث أقل لما يعتقده الناس عنك وھذا ما يجعلھم على خلاف المتوقع يعجبون بك ، و تنقلب
السمعة السيئة إلى نقيضھا . لن تنتظر الأمور لتتحسن بل ستتمسك بھذه الفرصة لتثبت نفسك . ذھنيا ، فإن صياغة حدث سلبي كنعمة مبطنة يجعلك تتخطاه بسھولة ، ھو نوع من الخيمياء العقلية : تحويل القذارة إلى سكر.

افھم ھذا : نحن نعيش في مجتمع يتسم بالرخاء النسبي ولكن ذلك يؤدي بطرق كثيرة إلى إلحاق الضرر بأرواحنا . نشعر بأننا فطريا نستحق الأشياء الجيدة لكوننا نتمتع بامتيازات معينة خاصة بنا في مجتمعنا . عندما تحدث المصاعب فإننا نعتبرھا غالبا إھانة شخصية أو عقاب ، كيف يمكن لھذا أن يحدث ؟ نتساءل . إما ان نلوم الآخرين أو أنفسنا وفي كلتا الحالتين
نخسر وقتا ثمينا ونصبح عاطفيبن أكثر من اللازم.
في أماكن مثل الأحياء الفقيرة أو أي نوع من البيئات المحرومة ماديا تختلف الاستجابة للمصاعب كثيرا . الأشياء السيئة ھناك مفترضة كوضع طبيعي ، كجزء من الحياة اليومية ، حيث يفكر المحتال كالآتي : يجب أن استفيد إلى أقصى حد مما أملك حتى السيء منه ، فالأمور لا تتحسن من تلقاء ذاتھا . من الحماقة الانتظار ، فالغد قد يأتي بقذارة أكثر . لو كان فيفتي قد انتظر كما نصحوه ، سيكون مجرد مغني راب آخر ممن يحصلون على لحظة من النجاح ثم يتلاشون سريعا ، حيث سيستنزفه ظاھر الأمر.
عقلية المحتال ھذه أكثر واقعية وفاعلية . الحقيقة ھي أن الحياة بطبيعتھا قاسية وتنافسية . لا يھم مقدار المال أو الموارد التي جمعتھا ، حيث سيحاول أحدھم أخذھا منك او ستدفعك تغيرات غير متوقعة في الحياة إلى الخلف . إنھا ليست ظروف معاكسة ولكن الحياة بطبيعتھا المجردة ھكذا . ليس لديك وقت للخوف أو الاكتئاب ولا تملك رفاھية الانتظا ر.
سلك معظم الأشخاص الأقوياء في التاريخ بطريقة أو بأخرى ھذا الاتجاه الجريء في مواجھة المحن . إنظر إلى جورج واشنطن ، كان من ملاك الأراضي الأثرياء ولكن اتجاھه نحو الحياة تشكل بفعل سنوات الحرب بين بريطانيا و فرنسا و الحرب الھندية و كذلك نتيجة العيش ضمن البيئة لقاسية على حدود امريكا . في عام 1776 ، استحدث واشنطن منصب القائد الأعلى للجيش الثوري الأمريكي . بدا ھذا المنصب للوھلة الأولى كلعنة . لم يكن الجيش سوى حشد شبه منظم ، بلا تدريب ، قليل الأجر والتجھيز ومعنوياته منخفضة - لم يصدق معظم الجنود حقا بأنھم يستطيعون قھر البريطانيين الأقوياء.
على مدار عام 1777 ، قامت القوات البريطانية بإزاحة ھذا الجيش الأمريكي الضعيف من بوسطن إلى نيويورك ، إلى أن تم إجبار واشنطن في نھاية العام على الرجوع إلى نيوجيرسي .كانت ھذه ھي اللحظة الأشد سوادا في مھنته وفي حرب الاستقلال . تضاءل جيش واشنطن إلى بضعة آلاف رجل،  كان لديھم القليل من الطعام وملابس رثة أثناء واحد من أشد
فصول الشتاء قسوة في الذاكرة . كذلك تخوف مؤتمر القارة الأمريكية من كارثة وشيكة الحدوث ستتحول من فيلادلفيا إلى بالتيمور.
لتقييم ھذا الوضع ، يختار الرؤوساء الحذرون الانتظار إلى نھاية الشتاء وجمع المزيد من القوات مع تمني حدوث تغيير ما في الحظ . ولكن عقلية واشنطن كانت مختلفة حيث تصور الوضع كالتالي : بريطانيا ستعتبر جيشه أضعف جدا من أن يشكل أي تھديد ، ولكونه صغيرا سيتمكن من التحرك دون علم العدو و البدأ بھجوم مسببا صدمة وكأنه خارج من العدم.
سيثير التحرك للھجوم القوات حاصدا المزيد من الدعاية الإيجابية.
استنادا للتفكير بھذه الطريقة ، قرر أن يقود غارة على حامية الأعداء في ترينتون ، التي أثبتت أنھا ستحقق نجاحا عظيما ، واتبع ذلك بھجوم على الإمدادات البريطانية في برينستو ن.
ھذه الانتصارات الجريئة أسرت اھتمام الرأي العام الأمريكي وأعادت الثقة في واشنطن كقائد وفي الجيش الأمريكي كقوة شرعية.
منذ ذلك الحين شن واشنطن حرب عصابات ممزقا بذلك البريطانيين بالمسافات الواسعة التي يجب عليھم تغطيتھا.
انقلب كل شيء إلى نقيضه - قلة الأموال والخبرات قادت إلى طريقة أكثر إبداعا في القتال ، حيث أتاح له صغر حجم قواته تعذيب الخصوم بالمناورات المرنة عبر التضاريس القاسية.
لم ينتظر إلى ما لا نھاية من أجل حشد المزيد من القوات أو المال أو تحسن الظروف بل استمر بالھجوم بما يملكه ، لقد كانت حملة كبرى للجرأة تحولت فيھا جميع السلبيات إلى مزايا ھذا حدث شائع في التاريخ : كل الانتصارات العسكرية والسياسية العظيمة تقريبا تكون مسبوقة بنوع من الأزما ت.
ذلك أن النصر الكبير يأتي فقط في لحظة الخطر والأذى ومن دون ھذه اللحظات لن يواجه الزعماء أي تحد ولن تكون لديھم الفرصة لإثبات أنفسھم  إذا كان الطريق سلسا جدا سيصبح ھؤلاء مغرورين و يرتكبون أخطاءا مميتة .
 تتطلب الشخصيات الجريئة نوعا من المصاعب تجاه ما تعودوا أن يقيسوا قدراتھم عليه . يستخرج التوتر الناتج عن ھذه اللحظات العصيبة ابداعھم وحس الاستعجال لديھم ، الأمر الذي يجعلھم يرتقون إلى مستوى الحدث ويعكسون اتجاه الحظ من الھزيمة إلى نصر عظيم.
عليك أن تعتمد اتجاھا مناقضا لما يعتقده معظم الناس ويتصرفون طبقا له . عندما تسير الأمور بصورة جيدة ، ھنا بالتحديد عليك أن تبقى مھتما ويقظا  انت تعلم أن ذلك لن يدوم وستقع في مأزق دون أن تكون مستعدا له . ولكن عندما تسوء الأوضاع فھذا ھو الوقت الذي غالبا ما تكون فيه شجاعا
وجريئا . و ختاما ، سيكون لديك أداة للارتداد القوي وفرصة لإثبات ذاتك والتي تنتج فقط من الأخطار والصعوبات التي تستطيع أن تتخطاھا . عندما تتقبل اللحظة ببساطة كشيء إيجابي وضروري فإنك تكون قد حولتھا فعلا إلى ذھب. 

0 التعليقات: