القانون الخمسون 29
مخالفة المفھوم:
العلم والطرق
العلمية قوية جدا ، والمتابعة التطبيقية للمعرفة أصبحت تحكم جانبا كبيرا من
تفكيرنا خلال القرون القليلة الماضية . ولكنھا ولدت انحيازا غريبا ، حيث أنه من
أجل فھم أي شيء يجب أن ندرسه على بعد مسافة وبمفھوم منفصل.
على سبيل المثال
، نميل إلى الحكم على كتاب مليء بالإحصائيات والاقتباسات من دراسات متنوعة على أنه
يحمل ثقلا أكثر ، لأنه يبدو متمتعا بالسمو و الموضوعية العلمية المطلوبة . إلا أن
العلم مع ذلك يتعامل غالبا مع المادةوھي
أما أن تكون جمادا أو شيء لديه حياة عاطفية ھامشية لذلك فإن دراسة ھذه الأشياء من مفھوم منفصل ھو
أمر منطقي ويؤدي إلى نتائج عميقة ، ولكن الامر لا يترجم بشكل جيد عند التعامل مع
الناس والمخلوقات التي تستجيب من جوھر عاطفي ، إذ أن معرفة ما الذي يجعلھم مميزين
من الداخل مفقودة.
وعليه ، تكون
دراسة ھذه الأمور من الخارج مجرد تحيز ، وتنتج غالبا من الخوف إن التعامل مع خبرات الناس وذاتيتھم ھو أمر
فوضوي مبعثر ، فالمسافة أوضح وأسھل.
لقد حان وقت
إعادة تقييم ھذا التصور، ورؤية الأشياء من المنظور المقابل إن معرفة الطبيعة
البشرية والعوامل الاجتماعية وھو العلم
الذي يكون غالبا الأكثر أھمية بالنسبة لنا
يعتمد على معرفة الناس والتنظيمات من الداخل واكتساب الإحساس بما يعايشونه
.
الطريقة المثلى
للحصول على ھذا ، ھي بواسطة الانضمام والمشاركة المكثفة خلافا للوضع العلمي المزيف
الناتج عن الإدمان العقلي على الدراسات ، الاقتباسات ، والأرقام ، والتي صممت
جميعھا لدعم المفاھيم المسبقة. ھذا النوع الآخر من المعرفة والذي ينبع من الداخل
يجب عليك
تقديرھا أكثر من
جميع الأمور الاجتماعية الأخرى ، فھي التي تمنحك القوة للتأثير في الناس . إذا
بلغت الحد الذي تشعر فيه بأنك مبتعد وفي الخارج ، عليك أن تخبر نفسك بأنك لا تفھم
ما تقوم بدراسته أو محاولة الوصول إليه
فأنت تفتقد الدليل وھناك عمل يجب إتمامه.
الرجل الذكي حقا
ھو من يشعر بما يقتصر الرجال الآخرين على معرفته فقط. (بارون دي مونتسكيو )
0 التعليقات:
إرسال تعليق