ما الأدب ؟ 7
لمن نكتب ؟
الطبقة البرجوازية عاملة ولكنها غير منتجة
, لأنها وسيط بين العامل والمستهلك .
يبدو أن ثمار الموز أطيب مذاقا عقب القطاف
: وهذا شأن ما ينتجه الفكر , يجب أن يستهلك فى موضوع إنتاجه .
سيستهوى قوما القول بأن كل محاولة لتفسير
عمل الفكر – عن طريق الجمهور الذى يتوجه به إليه – محاولة زائفة مفتعلة تتناول
العمل تناولا غير مباشر .
ألا يكون الأمر أيسر وأقوم وأدق إذا أخذنا ظروف الكاتب
نفسه عاملا حاسما فى إنتاجه ؟
ألا يكون من الأوفق القول بفكرة (تين) فى تأثير
البيئة ؟
غير أنى أجيب هؤلاء بأن التفسير بالبيئة حاسم حقا من حيث إن البيئة تنتج
الكاتب , ولذا لا أعتقد فى ذلك التفسير .
إذ الشأن فى الجمهور أن يكون على النقيض
من ذلك , لأنه يهيب بالكاتب , أى يضع أسئلة يتوجه بها إلى حريته .
من الكتاب فريق هو أكثرهم عددا يزودون
بمصنع من أسلحة الحيلة أى قارئ يريد أن يستمرئ نوم الراحة .
ليس هناك إنسانا مضطر إلى اختيار مهنة
الكتابة لنفسه , وإذن فالحرية هى الأصل فيها ؛ فأنا أولا مؤلف بمقتضى مشروعى الحر
فى الكتابة .
ولكن لا يلبث أن يتبع ذلك أنى أصير إنسانا ينظر إليه الاخرون أنه
كاتب , أى عليه أن يستجيب إلى بعض المطالب , فقد قلده الاخرون – أراد أو كره –
وظيفة اجتماعية .
شقاء الضمير هذا هو ما يهبط إلى أدنى
درجات وجوده عندما ينعدم عمليا الجمهور الإمكانى , وحين يصبح الكاتب فى عداد
الطبقة ذات الامتياز بدلا من أن يكون على هامشها .
وفى هذه الحالة يتوحد الأدب مع
أحلام الحاكمين .
الكنيسة والملكية – لا يرجون إلا الثبات
والاستقرار , إذن كان العامل الفعال فى الزمان هو الماضى , والماضى تدرج فى مظهر
(الأبدى) ؛ والحاضر خطيئة مستمرة لا عذر منها إلا بعكس صورة عصر من العصور الماضية
على خير ما يمكن أن تكون .
ويجب أن نبرهن الفكرة على أنها قديمة كى تقبل , وأن
يستلهم العمل الفنى من نموذج قديم كى يروق .
0 التعليقات:
إرسال تعليق