ما الأدب؟ 10
الكاتب نفسه يحترق منذ زمن طويل , وقد
صار رمادا .
والحاجة ماسة إلى ضحايا أخر لتغذية اللهيب , وخاصة من النساء .
التمرد يكون بطلب المنفعة الخاصة ضد
منفعة الأمة أو الوطن أو الطبقة التى ينتمى إليها المتمرد .
أما الثورة فهى طلب
تغيير النظام إلى ما هو خير فى نظر الثائرين باسم مصلحة الوطن أو القومية أو الخير
الذى يشمل فئة ينتمى الثائر إليها . وفى مكان أخر يطيل المؤلف فى أنه لا يقر التمرد
, ولكن الثورة مشروعة .
العالم ملتف فى كفنه ليتنفس التاريخ .
يظل الماء الراكد فى يوم صائف محتفظا
بذكرى التجاعيد التى عبرت سطحه .
القانون على حد تعبير هيجل هو الصورة
الهادئة للتغيير ثم اليس التغيير وهو الصورة الشخصية للأحدوثة .
إذا اراد – عن خبث بين الحين والحين – أن
يحتفظ لقصته بطابع لا يخلو من الإقلاق , عادل – بعناية – بين العناصر الثابتة فى
التغير , كما فى قصص الأوهام العجيبة , حيث يترك المؤلف للقارئ فرصة الظن فى وجود
نظام مسبب وراء ما لا يستطاع شرحه من أحداث , به يمكن تأسيس نظام العالم على أسس
عقلية .
أحاديث المجتمعات المرحة الاهية ؛ فمن
تعجب , الى سخرية , الى استفهام , الى استجواب لسامعيه .
يمكن ضغط الذكرى الى ما لا نهاية له ,
حتى لتمكن حكايتها فى جملة , كما تستطاع حكايتها فى مجلد , على حسب الحاجة الى
تبرير القصة .
بالنسبة للكاتب يظل هو الشئ المباشر .
فهو بذلك يسترد ملكية العالم , ولكن بضياع نفسه .
صار فى القرن الثامن عشر السلبية المجردة
قبل أن يصبح – فى شيخوخة القرن التاسع عشر وفى اوائل القرن العشرين – السلبية
المطلقة , وفى نهاية هذا التطور قطع كل صلاته بالمجتمع , حتى لم يعد له من جمهور .
والمذاهب حرية فى دور التكوين , واضطهاد
عندما يتم تكونها .
أن العمل الفنى – إذا نظر إليه فى مجموع
مطالبه - ليس مجرد وصف للحاضر , بل هو حكم
على هذا الحاضر باسم المستقبل .
ليس العالم موضع جدال لمجرد انه مجال
استهلك , بل لأنه مجال الامال والالام ممن يسكنونه .
وهكذا يكون الأدب غير
التجريدى تركيبا للسلبية , بوصف هذه السلبية قوة انتزاع من الواقع ومن المشروع ,
وبوصف هذا المشروع صور إجمالية لنظام مقبل .
ويكون الأدب هو العيد , وهو المراّة
من لهب تحرق كل ما ينعكس فيها , وهو العمل النبيل , أى الاختراع الحر والهبة .
ولكن إذا كان على الأدب أن يتمكن من الجمع بين هذين المظهرين المتكاملين .
القلب الدائم لكل نظام حين ينزع الى
الجمود .
وبالاختصار : يكون الأدب فى جوهره هو الذاتية لمجتمع فى ثورة دائمة .
حرية القول النظرية وحرية العمل
متكاملان . ويجب استخدام إحداهما للمطالبة بالأخرى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق