ما الأدب ؟ 4
من المستطاع أن يهرب المرء من الواقع
بالرهبانية , أو الجنون , أو الموت , كما يمكن التغلب بقوة السلاح .
تعاون المؤلف والقارئ فى مجهودهما هو
الذى يخرج إلى الوجود هذا الأثر الفكرى , وهو النتاج الأدبى المحسوس الخيالى فى
وقت معا
الأصل فى الشعر أن يخلق فى الإنسان
أسطورة , فى حين يرسم النثر صورته .
فلماذا إذن ,
يختار المرء الكتابة دون غيرها , فيسجل كتابة مظاهر هربه من الحقيقة أو مواطن
انتصاره ؟
متى أعد اللوحة من لوحات رسمى كاملة ؟
فأجابه : فى الوقت الذى تتطلع إليها دهشا قائلا فى نفسك : أنا الذى فعلت هذا !! .
قد يرى الكاتب الكلمات حين تتألف تحت قلمه
, ولكنه لا يراها كما يراها القارئ , إذ هو يعرفها قبل قراءتها .
وليست وظيفته هى
الوقوع بعينه على الكلمات النائمة المنتظرة للقراءة كى يوقظها بنظراته .
كثيرا ما يحدث له أن ينتظر عودة خاطره ,
أو كما يقولون : ينتظر الإلهام .
ولكن المرء لا ينتظره خاطره كما ينتظر إنسانا أخر
.
فإذا تردد الكاتب فهو فى تردده على علم بأن المستقبل لم يخلق بعد , وأن عليه هو
أن يصنعه .
إذا اتخذ كتاب ما فى نظر صاحبه يوما مظهر
الموضوعية , فذلك لأن عهد مؤلفه به قد تقادم , فنسيه وأصبح غريبا عنه بتفكيره ,
وربما لم يعد قادرا على كتابته .
وهذه هى حال روسو حين استعاد قراءة العقد
الاجتماعى فى آخر حياته .
0 التعليقات:
إرسال تعليق