15‏/03‏/2021

تأمل يوما بعد يوم 8

 تأمل يوما بعد يوم 8


الفصل السادس


أن نعطي مساحة لمشاعرنا 

 التجربة الشعورية

لا تتكلَّم مشاعرنا، لكنها تُعبِّر عن ذاتها عن طريق الأحاسيس الجسدية، والسلوك، والأفكار

التلقائية الحدية والمُبسَّطة.

إننا نعرف الآن أن الكلمات لن تستطيع بالضرورة تهدئتها أو تخفيفها، وإنما يجب المرور عبر الجسد (التنفس) والسلوك (السَّير إذا كنا قلِقين أو حزانى، والاستلقاء إذا كنا غاضبين).

 

الفوضى العاطفية

الوضوح العاطفي: قبول ما نشعُر به

إن المشاعر المُضنية هي المصدر الذي يُفعِّل الأفكار السلبية؛ إنها تُعطي هذه الأفكار قوَّتها وتُساعِدها على أن تكون أكثر صلابة. إنَّ قبول مشاعري كما هي يسمح لي بتفكيك الطاقة التي تُمارِسها على الأفكار وتدفعها أمامها مُتخفِّية. وهكذا أستطيع بسهولة أكبر مراقبةَ وتحليلَ أفكاري الغاضبة لو أنا أدركتُ وقبلتُ أولًا حالة الغضب التي تنتابُني الآن، وأستطيع التفكير بالتداعيات المُقلِقة حين أعترف لنفسي وأقبَل حالة القلق.

 

إعطاء أنفسنا الوقتَ كي نشعُر

وهذا ما قد يُفاجِئنا، إننا بقبول أحاسيسنا المُؤلِمة، بالاكتفاء بقبولها وهي تعبُرنا، سنكتشف أن ما يحدُث يُشبِه عبورنا للغيمة؛ ففي النهاية، نجد أن لا شيء صلبٌ داخلها، وعندما نخرُج ستُنير الشمس من جديد.

 

 

الوعي الكامل للمشاعر

يُوجَد في الوعي الكامل مهارتان أساسيَّتان كي نستطيع السير نحو التوازن  العاطفي؛

تقتضي الأولى: أن نخلق مساحةً داخلية تسمح لنا أن نكون حاضرين في اللحظة الحاضرة.

أما الثانية: فهي أنَّ علينا تلقِّي واستقبال هذا الحضور كما هو؛ أن ندعه يُوجَد.

كي نتجاوز ألمًا أو انزعاجًا ما، يجِب أولًا أن نقبل بوجودهما داخلنا. إنَّنا لا نستطيع ترك مكانٍ ما لم نقبل قَبْلًا أنَّنا وصلنا إليه. ولن نستطيع التخلص من مُعاناةٍ ما لم نعترِف بها أصلًا.

 

لا تنمو بذور الطمأنينة إلا على أرض تجلِّي الوعي، وليس على الإنكار والكذب على الذات. ولكي يكون الكلام المُطَمئِن مُطَمئنًا فعلًا، يجب أن نُعطي الوقت الكافي لتلقِّيه، للإنصات إليه، والشعور به، وحتى عيشه. علينا أن ندعه يحيا داخلنا. بالضبط كما فعَلْنا قبلًا مع مشاعرنا المُؤلِمة، علينا، بالتأكيد، أن نُعطي مساحة أيضًا للمشاعر الإيجابية لأن ذلك ليس مستحيلًا.

الدرس السادس

عندما أكون في حالة اضطراب، ارتباك أو قلق، من المهم ألا أحُاوِل التفكير أو الانشغال بأمرٍ آخر ظانٍّا أن ذلك سيُحرِّرني ويُريحني. بالعكس، فإذا كان لديَّ قليل من الوقت، يجب أن أرُاقِب ما يحدُث داخلي. ما هي العاطفة التي تسكُنني؟ بأيِّ اتجاهٍ تدفعني؟

يبدو ذلك سهلًا، لكن في الحقيقة ليس الأمر بهذه السهولة؛ فكما في حالة أفكارنا، تسعى مشاعرنا أيضًا لفرض نفسها علينا. إنها لا تُقدِّم نفسها على أنها ظواهر نسبية، وإنما تريد فرْض ذاتها على أنها بديهيات، حقائق لا تقبل النقاش. إذن يجب ألَّا أحُاوِل تغيير ما أشعُر به أو أسعى جاهدًا أن أهُدِّئ من روعي أو أوُاسي نفسي. وإنما يكفي أن أكون حاضرًا. ويجب أن أتنفَّس بشكلٍ جيِّد ومُريح؛ فلا أسعى وراء شيء آخر غير التمسُّك بتنفُّسي مُراقِبًا ما يحدُث داخلي.


0 التعليقات: