17‏/03‏/2021

تأمل يوما بعد يوم 25

 تأمل يوما بعد يوم 25

الفصل الثالث والعشرون

 

أن نُحِب

 

أنَّنا كائنات تعتمِد على التواصُل والحُب. فبِدُون هذا الغذاء العاطفي، سنكون في

خطر، فلن نكبُر، ولن نزدهر. وبدونِ حبٍّ سنعيش الألم؛ سنتصلَّب، ونغُوص في الجنون والمرض.

 

يُوجَد حولي عددٌ هائل من الأشخاص الذين يُحِبونني، ويُساعِدونني، ويضحكون في

وجهي ويُعطونني. هم يقومون بذلك الآن، وسيقومون به غدًا. عليَّ أن أكون واعيًا لهذا

الدَّين، وأن أفرح به وأعُبِّر عنه بالامتنان. ويجب أن أبُقِي وعيي بشكلٍ مُتكرِّرٍ حاضرًا

لذلك، حتى الشعور به جسديٍّا؛ إنه تأمُّل الامتنان.

يُوجد ثلاث خطوات في تأمُّل الامتنان:

1-   إدراك أهميته،

2-   والتوقُّف للحظة كي نذهب أبعدَ من التفكير به فقط،

3-    وتركه ينتشر في جسدنا، بوصفه شعورًا وليس فكرةً فقط؛ ثم بالتأكيد التعبير عنه أمام هؤلاء الذين يُحِبوننا ويُساعِدوننا. فهو فكرة، وشعور، وسلوك.

وبشكلٍ أوسع أيضًا، إنه لَأمرٌ جوهري أن نَعِيَ الأهمية القصوى والمُطلَقة للحُبِّ بكلِّ

أشكاله (الإيثار، والإعجاب، والحنان، واللُّطف، والعطف، والكرم )

 

أيَّ نوعٍ من البذور نريد أن نزرع في دواخلنا؟

 

نستطيع أن نصير أبطالًا في اللامُبالاة، والحسد والغيرة، والأنانية في مشاعرنا.

يكفي ألا نقوم بأيِّ جهدٍ عندما تظهر هذه المشاعر داخلنا وأن نترك لها كلَّ المكان، وأن تملأ بشكلٍ كاملٍ وعْيَنا. حينها سنكون مُتأكِّدين أنها ستصير أكثر قوة وحضورًا.

أن نتركها حرةً داخلنا لن يُهدِّئها؛ بالعكس ستُشبِّث جذورها عميقًا في أرواحنا.

إن التنفيس لن ينفع عندما يتعلق الأمر بالمشاعر المُثيرة للاضطراب.

لكنَّنا نستطيع أيضًا أن نصير أبطالًا في الغَيرية، وتمنِّي الخير للآخرين، والتعاطُف

ورَباطة الجأش. يكفي أن نقوم بشكلٍ مُتكرِّر وعميق بإعطاء كل هذه المشاعر مكانًا في دواخلنا.  وهذا كل ما في الأمر.

 

الدرس الثالث والعشرون

يُعطي التأمُّل بالوعي الكامل تجسيدًا لنِيَّاتنا الجيِّدة. ستزداد دوافعنا الخيِّرة تجاه القريبين

منَّا والبعيدين عنَّا عندما نُعبِّر عنها بالسلوك والكلام. ويُمكِنها أيضًا أن تكتمل في السر

في دواخلنا. علينا أن نأخذ الوقت الكافي، وبشكلٍ مُتكرِّر، كي نشعر بالحب،وبالعطف،

وبالشكر، وبكل العواطف الجميلة .. يجب ألا يكون هذا على هيئة نيَّات غير واضحة (يجب أن أقول له ذلك ) أو أفكار سريعة ونفعيَّة (من حُسن حظي أنَّ  هناك مَن يُحِبني) وإنما حالات تأملية طويلة، ومُتكرِّرة ومُتجذِّرة في أجسادنا. وسيُغيِّر ذلك كلَّ شيء.

رابط تحميل مختصر تأمل يوما بعد يوم كاملا

 http://4ira.net/edu/mod/resource/view.php?id=380



0 التعليقات: