تأمل يوما بعد يوم 21
الفصل التاسع عشر
أن
نقبل
الغموض
الحقيقة أرضٌ بلا طُرق.
( رحلة الحياة
الكبيرة
)
،
تيتسيانو
تيرتساني
علينا أن نتمسَّك
بإنسانيَّتنا
رغم
المُعاناة
إن تجربة اليأس تجربةٌ تُعمي الأبصار؛ لأنها تُضيِّق رؤيتنا وأفُقنا، فلا نرى سوى طوفان الِمحَن الذي يحلُّ بنا. إنها تنزع عنَّا إنسانيَّتنا؛ فنصير حيواناتٍ يملؤها الألم، ونُصبِح مجنوني مُعاناة.
( ثلاث قدرات
سلبية)
أريد أن أكُلِّمكم عن القدرة السلبية؛ هي عندما يكون الرجُل في حالةٍ من عدم
اليقين،
والغموض،
والشك لكنه لن يركض ساخطًا للبحث عن توضيح أو منطق
عدم اليقين، والغموض،
والشك … كيف يُمكِننا أن نُطوِّر قدرتنا على تحمُّل فقد السيطرة على دواخلنا، أو فقد الوضوح، دون أن نُحاوِل فورًا التعلُّق بما هو منطقي ومُحدَّد؟
كيف نتحمَّل عدم اليقين؟
كيف نتحمَّل الشك؟
علينا أن نقبل المرَّات التي لا نعرف فيها كيف نُفكِّر أو ماذا نفعل، وأن نعدِل عن هذه الحاجة إلى التعلُّق بأحكام أو أفعال ثابتة، أو تبنِّي أفكارٍ غير فعَّالة لكنها مُريحة؟
كيف نتحمَّل الغموض؟
ألا نطرح أسئلةً عندما نكون في خِضمِّ المعاناة. ربما من الأفضل حينها أن نتنفَّس، وأن نفتح روحنا
اللحظة الحاضرة والفوضى
ولكن لِنَنتبِه؛ إذ يجب ألا يكون هذا هو سلوكنا الأول في كلِّ مرة. علينا أحيانًا من دون شك، أو حتى في مُعظم الأوقات، البدء بالبحث عن حلول.
ولكنَّنا إذا لم نجد حلولًا، أو أنه رغم وجودها، عادت المشكلات، فقد يعني ذلك حينها أن طريق الخروج يكمن في مكانٍ آخر.
إن ذكائي ومنطقي هما الضوء الذي يُنير لي ويُساعِدني على فَهم مشكلاتي، وإيجاد حلولٍ لها.
ولكن أحيانًا، قد لا يكفي هذا الضوء، أو حتى إنه سيسجنُني ويحجب عنِّي طُرقًا أخرى.
فعندما تسطع الشمس، يُعطينا نورها انطباعًا أنه يكشف لنا كلَّ ما هو موجود أمامنا. ولكنها عندما تغيب ويحلُّ الليل، نفهم فجأة، أمام هذا العدد الهائل من النجوم أنه تُوجَد أشياء أخُرى لم نرَها بسبب ضوء الشمس.
الدرس التاسع
عشر
يجب ألا نضع أنفسنا في حالة ضعفٍ أو عجز. لكنَّنا لا نملك الخيار دائمًا. إذن هل نستطيع أن نُهيِّئ أنفسنا للحظاتٍ كهذه؟ ربما.
عندما نُمارِس التأمُّل بالوعي الكامل بشكلٍ مُتكرِّر، سنُعرِّض أنفسنا حينها إلى ذهنٍ لا يفعل إلَّا ما يحلو له، وإلى مشاعر وأحاسيس تُؤلِمنا. ولكننا عندما نُقرِّر البقاء هنا، رغم كلِّ هذا؛ أن نبقى بالتمرين رغم عدم الراحة والفوضى، فإننا سنملك قُدرة مهمة؛ إنها قُدرتنا على تحمُّل الإحساس بالفوضى وفقد السيطرة. أن نبقى رغم الألم ليس نوعًا من محاولةِ جَلْد الذات، أو حبِّ تعذيبها؛ بل هو فقط أن نقبل إمكانية حدوث ذلك يومًا ما في حياتنا، وأن نكون مُستعِدِّين لذلك ولو قليلًا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق