تأمل يوما بعد يوم 7
الفصل
الخامس
أن نراقب أفكارنا
هناك عمليتان لا يُمكِن للإنسان إيقافهما ما دام هو حيٍّا؛ تنفُّسه، وتفكيره.
في الحقيقة، إننا نستطيع إيقاف تنفُّسنا فترة زمنية أطول من قُدرتنا على إيقاف أفكارنا. ومن ثَم، فإن هذا العجز عن إيقاف أفكارنا هو قيدٌ مُخِيف.
ثرثرة روحنا
عقلنا أداةٌ مُذهِلة لإنتاج الأفكار؛ مُذهِلة لكن من الصعب إيقافها. حالما نستيقظ تبدأ أفكارنا بالظهور.
سنُحاوِل في حالة الوعي الكامل أن نمتنع عن محاولة الهرَب من أفكارنا أو السعي لإيقافها. وسنختار مُراقبتها، وكأنَّنا نقوم بخطوة جانبًا؛ أن نُفكِّر ونُراقِب أنفسنا ونحن نُفكِّر
مشاهدة أفكارنا وهي
تعبُر
في حالة الوعي الكامل، نستطيع أن نُقرِّر بأنفسنا إنْ كنَّا سنتَّبِع أفكارنا (إذا أردنا ذلك) أو سنختار أمرًا آخر.
لكن الأفكار ستأتينا من جديد، وسنُدرِك ذلك فنقوم بالعودة إلى التمرين، وهكذا. إن هذه الحركية هي القاعدة الأساسية في تمارين الوعي الكامل. أفكارنا ليست هي المشكلة، وإنما المشكلة هي ألا نكون مُدرِكين لبعثرة وهياج الذهن، وخاصةً هذا الخلط بين الأفكار والحقيقة، وهذا الاستعداد لاعتبار كل الأفكار مهمة.
وليست المشكلة أيضًا في محتوى الأفكار، أو حركيِّتها بقدر ما هي علاقتنا بها. يجب عدم محاولة منعها أو طردها، ولكن أيضًا يجب عدم اتِّباعها، أو الخضوع لها أو إطاعتها. علينا
أن نستقبلها ونُراقِبها في إطار إدراك أوسع (من هنا، أهمية الرسُو والثبات في اللحظة الحاضرة باستخدام النفَس، والجسد والأصوات). وبكل بساطة علينا التوقُّف عن تغذِيَتها.
أن نتحرَّر من
أفكارنا
إنه يعني أن نفهم أنَّ أفكارنا ليست سوى أحد عناصر الإدراك وليس الإدراك كاملًا؛ وألا نعتمد كُليٍّا على أفكارنا، دون أن نرفضها في نفس الوقت؛ ببساطةٍ علينا أن نُنشئ علاقة مختلفة معها.
وهكذا فإنَّ هناك فرقًا بين القول إنني أعيش حياة حزينة و إنني بصدد التفكير أن حياتي حزينة.
حين نعتبر أفكارَنا ظواهرَ ذهنية، سنرى بشكلٍ أفضل أنه يسكنها كثيرٌ من الأحكام القِيَميَّة، والأفكار التلقائية، والانفعالات، التي لسْنا بالضرورة مُوافِقين عليها.
الدرس
الخامس
0 التعليقات:
إرسال تعليق