17‏/03‏/2021

تأمل يوما بعد يوم 20

 تأمل يوما بعد يوم 20


الفصل الثامن عشر

أن نستمرَّ بالتقدُّم رغم جروحنا

 

 

يجِب ألا نسعى إلى إلغاء كلِّ معاناة، أو تخفيفها وإنما يجب ألا نتأثَّر بوجودها.

( الجاذبية والنعمة ) ، سيمون فاي

الجروح المَخفيَّة

هناك الجروح الجسدية الظاهرة. وهناك أيضًا جروح الروح، وحالات الضَّعف الناتجة عن الفقد، أو مآسي الماضي. إنها هي غير مرئية، ولكنها مُسجَّلة في أرواحنا وأجسادنا. قد نعيها أحيانًا، وأحيانًا أخرى تكون نائمة. هذه الهشاشة تجعل منَّا أناسًا يعيشون بين عالمَين؛ طبيعيَّين في الظاهر، ومريضَين في السر.

استيقاظ الشياطين القديمة

إذا كنَّا قد عانَينا من الاكتئاب، أو من القلق، أو من اضطرابات عاطفية أخرى، فإن آثارها ستبقى نائمة داخلنا، ونكون حينها فيما يُسمَّى مرحلة نقاهة لأنَّ الوقتَ يمضي ولأننا تغيَّرنا، وربما لأن الحياة صارت أكثر لينًا. لكنها عندما تقسو من جديد، ستُفتَح عندها الجراح ويعود إلينا الإحساس بأننا قد ننهار، هكذا أمام الجميع. إن هذه الفترات التي يمتصُّنا فيها من جديدٍ كلُّ ما هو مُؤلِم داخلنا، هي فترات تُشبِه مَفارق الطُّرق؛ وسيكون بمقدورنا أن نتصرَّف ونُواجِه، حتى لو لم نكن نُؤمِن بذلك.

عندما نعي الأفكار المُضنية حين تعود إلى نشاطها تحت تأثير الصَّخَب اليومي، فإن ذلك سيُساعِدنا على عدم الخضوع لها.

التقدُّم خطوةً خطوة، مترًا مترًا

والأهمُّ ألا نقطع تواصُلنا مع العالم.

التقدُّم حتى الوصول إلى ذلك الملجأ    

 

الدرس الثامن عشر

أحيانًا نُعاني لدرجةِ أننا نلجأ إلى الفعل فقط. نصير حيوانات تعمل بجُهد كثيف للاستمرار بالحياة؛ دون تفكير لأننا نعرف أن التفكير في ظلِّ الألم قد يُسبِّب مزيدًا من البؤس والعمى. أن نفعل يعني أن نعرف ما هو جيِّد وأساسي بالنسبة لنا، وهذا يعني أننا قد فكَّرنا قليلًا ومن ثَمَّ تصرَّفْنا، وبتواضُعٍ كامل. إننا نفعل لأننا نعرف أن ذلك سيُساعِدنا على الاستمرار. يُمكِن أن نمشي، أن نهتمَّ بنباتات الحديقة، أن نُرتِّب، أن نُصلِح، وأن نذهب إلى العمل. إننا نفعل ليس للهرَب أو للشعور بالراحة، ولكن لأنَّنا لا نستطيع القيام بشيءٍ آخر، وإن لم نفعل شيئًا، سننهار. قد لا يبعث هذا الكلام على الراحة أو الشجاعة، لكن تُوجَد لحظات كهذه في حياتنا.


0 التعليقات: