تأمل يوما بعد يوم 23
الجزء الرابع
أنْ نكون أكثر انفتاحًا ويقظةً ونُدرِك أنَّ ذلك هو أكثر الأسفار بُعدًا
جسدُك اليوم حقيقيٌّ أكثر من روحك، وغدًا روحك ستكون حقيقيةً أكثر من جسدك.
الوهم الخصب ) جوستاف تيبون(
الفصل الحادي والعشرون
أن نعمل
إن تمرين الذهن بشكلٍ يوميٍّ لَهُوَ سلوكٌ صحِّي؛ إنه بالضبط كرياضة الجمباز لوَعْينا.
إنه يُنظِّف أيضًا كلَّ الأوساخ الاجتماعية؛ فهو بمنزلة ترتيبٍ داخليٍّ مُتكرِّر لذَواتنا
الممارسة هي أيضًا نوعٌ من الزُّهد؛ فوراءَ بساطة الممارسة تكمُن صعوبة المواظبة.
هي أيضًا مدرسة في الصبر؛ إذ يجِب دومًا العدول عن الحصول على نتيجة آنيَّة. وهي أيضًا مدرسة في التواضع؛ فالممارسة لن تضمَن لنا شيئًا.
الانتكاسات التي تُصيب المُمارسين هي القاعدة، إنها جزء أساسيٌّ من الطريق؛ فبعد نجاحاتك وحماستك، ستسقُط من جديد،
التمرين والممارسة
تتألَّف التمارين المنهجية من تمارين طويلة الأمد، يجب ممارستها بشكلٍ مُتكرِّر؛
بشكلٍ يومي بالنسبة للمُبتدئين، ثم مرة كلَّ أسبوع وبعدَها مرة في الشهر. نتعلَّم في بعضها أن نُمرِّر في الذهن كامل أعضاء الجسم، دون محاولة تغيير الأحاسيس الموجودة فيها وإنما
فقط إدخالها في إطار إدراكنا بهدوءٍ واحترام؛ هذا ما نُسمِّيه ب
التصوير الطبقي للجسم لو استعَرْنا المصطلح الطبي.
في تمارين أخُرى نتواصل مع حركات تنفُّسنا، أو مع الأصوات
حولنا والحركية الدائمة لأفكارنا؛ هذا ما نُسمِّيه ب الوعي الكامل للأصوات والأفكار
العيش بوعي كامل
أن نعبُر أكبر عددٍ مُمكِن من لحظاتنا وعيونُ وعْيِنا مفتوحةٌ على مصراعَيها. إنها أن نتوقَّف بشكلٍ مُتكرِّر لثوانٍ، أو لدقائق، أو أكثر لنشعر — بكثافة ودون أي كلمة — كل ما يحدُث داخلنا وحولنا؛ وكأننا في حالة مضْغ وهضمٍ هادئ لوجودنا بدلًا من التهام وابتلاع كل لحظات حياتنا دون وعي.
ويكون ذلك في اللحظات التي تبد عادية
أو تلك المُهمَّة؛ .
مَلاذ ونقطة
مراقبة
يُساعِدنا الوعي الكامل على فهمِ أن السعادة تُشبِه الزهور، يجب استنشاقها ثم تركها. هي لا تُشبِه القِطَع الذهبية، نتمسَّك بها ونُجمِّعها. إنها زهورٌ رائعة وهشَّة وسريعة الزوال مثل حياتنا.
إنه يُساعِدنا على العيش، بكلِّ بساطة، وأن نعيَ في كلِّ تمرينٍ أننا أحياء وأن ذلك شديد الرَّوعة.
الدرس الحادي
والعشرون
ينصحنا مُمارِسو التأمُّل الخبراء أن نبدأ يومنا ونُنهِيَه بالبقاء بضع لحظاتٍ بحالة وعي
كامل؛ عندما نفتح أعيُننا في الصباح، وفي المساء عندما نتهيَّأ لإغماضهما، علينا أن نعِيَ لحظتَنا الحاضرة(جسدنا، وتنفُّسنا، وثرثرة أفكارنا، وحركية عواطفنا …) وعلينا أن نقوم أثناء يومِنا بإدخال لحظاتٍ مُتكرِّرة من الوعي الكامل عندما نكون في قاعة انتظار، أو بين نشاطَين. وأخيرًا، وإذا أردْنا الذهاب أبعد، يجب أن نقوم بتمرينٍ منهجي طويل مرةً كلَّ أسبوع، على مدى نصف ساعة أو ساعة كاملة، وسيكون ذلك أكثر سهولةً إذا قُمنا به ضمن مجموعةٍ وبحضور مُعلِّم خبير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق