تأمل يوما بعد يوم 6
الفصل
الرابع
أن نُغمِض عيونَنا ونُنصِت |
أصواتٌ من كل
نوع، ما
الفرق
بين
الضجة،
والأصوات،
والموسيقى؟
الضجة: هي كل ما يصل إلى آذاننا؛ أي كل إحساس صوتي.
أما الصوت: فهو ضجة لها معنًى(صوت شخص أو رنين جرس)؛ أي أنه ضجة مُنتظِمة، مُحدَّدة، قام ذهننا بالتعرُّف عليها.
أما الموسيقى: فهي مجموعة من الأصوات المُتراكِبة المُنتظِمة والمُتناغِمة.
إننا بحاجة إلى هذه الأصوات، خاصةً تلك الأصوات الحقيقية النابعة من الحياة، ومن الطبيعة. إنها الغذاء الطبيعي لآذاننا والذي يُقدِّمه لنا بكرمٍ كلٌّ من البحر والجبل والريف. لهذا السبب فهي تمتلك قوةً مُهمَّة في تهدئة روعنا
لنسمع، ونُنصِت، ونفكر
حين نسمع نكون في حالةِ تلقٍّ؛ إنها حالة سلبية بالأحرى لا نكون عندها في حالة تدخُّل.
في الإنصات يكون انتباهنا في حالة استعداد، يُراقِب بشكلٍ إرادي هذه الأصوات ويُحاوِل تحليلها. وهنا يبدأ تفعيل الخواطر والأفكار.
التلقِّي الهادئ للأصوات
إنَّ أخْذ مكان المُراقِب
الهادئ
هو
جوهر
الممارسة
في
الوعي
الكامل.
الصمت
مليءٌ بالقوة هذا الصمت، وكذلك قريبه الهدوء. وجودهما لا يعني غياب كلِّ الأصوات، وإنما غياب للأحاديث غير المُهمة، والتداخُلات المُتكلَّفة. بهذه الطريقة يستطيع كلٌّ من الصمت والهدوء مساعدتنا على الإنصات إلى موسيقى الحياة.
الدرس
الرابع
علينا أن نتوقَّف، ونُغمِض عيوننا ونُنصِت. لنتلقَّى كل الأصوات حولنا؛ المرغوبة منها (غناء عصفور) وغير المرغوبة (ضجيج مُحرِّك). وأيضًا تلك الأصوات داخلنا؛ المُريحة (صوت تنفُّسنا)، والمُزعِجة(طنين الأذن، وصوت أمعائنا).
ليس الهدف من تمارين الوعي الكامل السمعي هذه الشعورَ بالراحة بشكلٍ مباشر، وإنما أستطيع القول إنَّ الهدَف منها هو فتح رؤيتنا على هذه العوالم الصوتية حولنا، وما تُحدِثه لدَينا من مشاعر وأفكار وانفعالات، وبالتأكيد الاستمتاع بالصمت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق