17‏/03‏/2021

تأمل يوما بعد يوم 19

 تأمل يوما بعد يوم 19



الفصل السابع عشر

أن نبقى حاضرين في هذا العالم

 

عليك أن تُطوِّر رُوحًا واسعةً وسعَ الفضاء، حيث يُمكِن للأحداث الجيِّدة والسيِّئة أن تظهر وتختفي دون نزاع، دون مقاومة أو ألَم. اجعل روحك واسعةً كالسماء

علينا ألا نفقد العالم

كي لا ترمِيَنا الآلام الكبيرة خارج الحياة، علينا أن نتمرَّن في حالات الألم الخفيفة على البقاء على صلةٍ مع العالم في أوقات الكآبة واليأس اليومية. علينا أن نتمرَّن في أوقات الحُزن البسيط كي نتهيَّأ قدْر الإمكان أمام المشكلات الكبيرة.

في البداية علينا توسيع وَعْيِنا

علينا أن نحرِص على ألا تكون المعاناة موجودةً بمفردها، وألا يكون انتباهنا مُركَّزًا عليها،

بل أن يكون هناك عناصرأخرى حاضرة في وعْيِنا؛ بإتاحة المساحة لتنفُّسنا، لأحاسيسنا الجسدية، للأصوات حولنا. علينا أن نُوسِّع الوعاء الذي يحتويها، فلا ندَع الألم يأخذ كلَّ مساحة وعْيِنا. ويجب أن ندعو كل قُصاصات الحياة التي ما تزال في مُتناوَل أيدِينا.

علينا بعد ذلك مراقبة أفكارنا، التي ستكون هي أيضًا مُثبَّتة على الألم. علينا أن نجلس، ونُغلِق عيوننا ونتنفَّس، ثم أن نأخذ وقتًا كافيًا كي نرى إلى أين تُحاوِل أن تدفعنا مُعاناتنا؛ بكل الأحوال فإن تلك المُعاناة التي سنتعامل معها بالوعي لن تترك فينا أخاديد جاهزة كي تمرَّ بها آلامنا اللاحقة. إنها لن تكون سوى ذكرى مُزعِجة بعض الشيء، وليس قنبلة موقوتة مُستعِدة للانفجار.

المُواساة

يُوجَد دائمًا إلى جانب معاناتنا، حياةٌ مُستعِدة لاستقبالنا إذا قُمنا بهذا الجهد، فسنكتشِف أنه خلفَ المواساة يُوجَد أيضًا العطف. إنه ليس الدواء الشافي للمصائب، لكنه قارب نجاة. إنه تشجيع على الاستمرار في الحياة رغم كلِّ شيء. إنه يُوسِّع وَعْيَنا لنُدرِك وجود الحب والاهتمام من حولنا.

هل علينا الاستمرار بالبُكاء؟

الدرس السابع عشر

 

حين نُعاني كثيرًا، سنكون تُعساء جدٍّا، وسنفصِل أنفُسنا عن العالم. لن نكترِث له، وسنجده غيرَ مُبالٍ، وحتى عدائي. ولن نري مُساعَدتنا أو إنقاذنا. وكلما عانَينا أكثر يجب أن نتأكد أكثر من بقائنا على تواصُل مع كلِّ ما يُحيط بنا؛ فالمعاناة تزداد قسوة، وتمتدُّ في الزمن أكثر عندما نقطع علاقاتنا ونبتعد عن مُحيطنا، وننطوي على ذواتنا.


0 التعليقات: