تأمل يوما بعد يوم 3
في كلِّ مرة
نقِف
فيها
مشدوهِين
أمام
الجمال،
نكون
في
حالة
وعي
كامل. إنها تلك
اللحظة التي تسرق
كلَّ
حواسِّنا.
المعجزة هي أن
تسير
على
هذه
الأرض.
أن نعيش حالة وعي كامل هذا يعني أن نُعطي اهتمامًا مُنتظِمًا وهادئًا للَّحظة الحاضرة.
قد تُغيِّر هذه الحالة من طبيعة علاقتنا مع العالم بشكلٍ جذري، وتُخفِّف من معاناتنا وتزيد من ابتهاجنا
مقدمة
الحُضور…لا الفراغ
أن نتأمَّل، يعني
أن
نتوقَّف
هذا يعني أن نتوقَّف عن الفعل، عن الحركة، عن البلبلة. ننسحِب قليلًا، نبتعِد مُنفرِدين عن العالم.
في البداية سيبدو لنا الأمر غريبًا؛ هناك فراغ (فراغ الحركة والفعل)، وانشغال (اضطراب الأفكار والأحاسيس التي نعي فجأةً وجودها). هناك شيءٌ ما ينقُصنا؛ معاييرنا، لكن، فيما بعد، يظهر ارتياحٌ آتٍ من هذا الفراغ.
و الأشياء التي يجِب القيام بها هنا لا تجري الأمور كما في الخارج حيث تتمسَّك رُوحنا بعددٍ من الأشياء أو المشاريع، أو ربما القيام بفعلٍ ما، أو التفكير بموضوع مُعيَّن، حيث يبقى انتباهُنا مُنشغِلًا بمسألةٍ ما.
في هذه التجربة التأمُّلية الخالية من الفعل الظاهري، نحتاج إلى وقتٍ كي نعتادَها، لتكون رؤيتُنا أكثر وضوحًا؛ نكون حينها قد وصلْنا إلى دواخِلنا الحقيقية بالفعل. لقد كانت قريبة جدٍّا منَّا، لكنَّنا لم نُجرِّب الذهاب إليها. كنا نتسكَّع في الخارج؛ في زمن الضغوط الحثيثة والتنبيهات المُتعِبة، حيث يبقى التواصل بذواتنا بورًا، ودواخلنا مهجورة، بينما كلُّ ما هو خارجنا كان أسهلَ في الوصول إليه وأكثرَ وضوحًا.
في التجربة التأمُّلية، سنجِد في دواخلنا غالبًا أرضًا بلا طُرق مُعبَّدة.
إنها أول خطوة علينا تجاوُزها؛ أن نبقى صامِتِين، دون حركةٍ ما يكفي من الوقت إلى أن يأتي نوع من الهدوء يُغطِّي ثرثرة روحنا الداخلية، ما يكفي كي نرى بوضوحٍ أكثر، دون إصرار، أو رغبة بأن يتحقَّق الأمر فورًا؛ لأن ذلك قد يدفعنا إلى الفوضى. إذن؛ علينا ترْك كل شيء كي يأتي تلقائيٍّا من دواخلنا.
كيف يُمكِن أن
نرى
بوضوحٍ
أكثر؟
أن نكون حاضرين
بوعي
كامل
تقتضي حالة الوعي الكامل تكثيف حضورنا في اللحظة الراهنة؛ التوقُّف وتشرُّبها بدلًا من
الهروب منها أو محاولة تغييرها، عبر الفعل أو التفكير.
الجزء الأول
أن نُدرِك أنَّ الوعيَ الكامل حالة ذهنية
أن نعيش اللحظة الحاضرة
حالة الوعي الكامل،
هي
أن
نكون
بكل
بساطة
حاضرين
في
هذه
اللحظة
من
النعمة،
هذه
اللحظة
العادية
والمُضيئة.
فلسفة اللحظة ليست أن نقول إن الحاضر أكثر أهمية من المستقبل ومن الماضي، وإنما أكثر هشاشة، وعلينا حمايته. هو ما سيختفي من وَعيِنا حالَما يهزُّنا شيء، أو يشغلنا أمر.
يجِب أن نُعطيه مساحة أوسع؛ كي يُوجد.
أن نشعُر أكثر
من
أن
نُفكِّر؛
الوعي
المغمور
الدرس الأول
العَيش هو عيش اللحظة الحاضرة. لا نستطيع العيش في الماضي، ولا في المستقبل. لا نستطيع سوى التفكير بهما، تحليلهما، الشعور بالندم، بالخوف، أو الأمل تجاههما.
وأثناء ذلك لن نكون موجودين بشكلٍ فعلي. أن نعيَ بشكلٍ مُتكرِّر غِنى اللحظة الحاضرة يعني أن نعيش أكثر.
إنَّنا نعرف ذلك، هذا شيء أكيد، فقد قرأناه وسمعناه، حتى إننا فكَّرنا به. إن كلَّ هذا ليس سوى ثرثرة، يجب أن نقوم بذلك الآن، بشكلٍ فعلي.
فلا شيء يحلُّ محلَّ عيش اللحظة الحاضرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق