15‏/03‏/2021

تأمل يوما بعد يوم 11

 تأمل يوما بعد يوم 11


الجزء الثاني



 

وأن تكون هذه هي فلسفة حياتنا اليومية

لم أفعل شيئًا هذا اليوم.

  ماذا؟ ألمْ تعِش؟

ذلك ليس أساسيٍّا فقط، بل إنه أيضًا أكثر أنشطتك مكانة.




الفصل التاسع

أن نري كل ماهو عادي


لقد توقَّفتَ لأن هذه اللحظة لا مثيلَ لها. أنك لن ترى مُجدَّدًا هو بالضبط ما أنت بصدَد رؤيته الآن، ولن تعيش هذه اللحظة مرة ثانية أبدًا. نعم، هذا هو الأمر، لقد فهمتَ؛ توقفتَ لأنَّ ما هو أساسي تبدَّى لك؛ إنك بصدَد لمس قطعة من ثوب الحياة.

كيف يُمكِننا أن ننسى ذلك معظم الوقت؟

 ننسى أننا محظوظون بعيش هذه الحياة، وأن كل لحظة في حياتنا هي معجزة.

لقد غلبت الليل، وغلبت الموت، وغلبت العدم. كيف يُمكِننا أن ننسى ذلك؟

 

إنارة ضوء وَعْيِنا فتراتٍ أطول

يستيقظ وعْينا في كل مرة نكون فيها على موعدٍ مع الجَمال، مع كل ما هو مُؤثِّر وغير مُتوقَّع. لكننا نظلُّ فيما تبقَّى من الوقت ليس أكثر من رجال آليِّين نعمل ونحن غائبو الحضور. ومن فترة لأخرى نستيقظ؛ فقد نظَّم هذا العصر حياتنا واضعًا كثيرًا من العلامات الإرشادية في كلِّ مكان لتدلَّنا على الطريق تفضَّلوا مِن هنا مِن هناك والإعلانات (الآن انظروا! اسمعوا! استمتعوا) واللحظات المُحدَّدة بدقة التي يجب أن تُذهِلنا أو تُقلِقنا (سينما، مسرح، متحف) إنها لحظات حتمية، مُحدَّدة لنا...

لكن حياتنا ليست زيارة يقودُنا فيها دليل!

ومن كثرة ما سمحنا لأنفسنا أن نُقاد بهذه الطريقة صار ذِهنُنا فارغًا، وروحنا ميِّتة أو في حالة سُبات.

أحبِّوا ما هو عادي وبسيط.  انتبهوا إلى هذه اللحظات. احترِموها. اشحذوا وعيَكم بها. افتحوا ذواتكم لكثافة البساطة.

ألَّا نفعل، بل أن نكون حاضرين

لكن أن نكون حاضرين بدلًا من أن نكون فاعِلين، ليس بالأمر الجيِّد مُطلَقًا. إنَّنا نحتاج لكلتا الحالتَين ولأنَّنا نحتاجهما كلتَيهما علينا أن ننتبِهَ إلى أنَّ طريقة عيشنا تُنسينا أو تُبعِدنا دون قصدٍ عن حالة أن نكون حاضرين لهذا يهمس لنا الوعي الكامل .

بأن علينا الخروج من حالة الفعل وأن ننتقل ولو للحظاتٍ قليلة إلى حالة الحضور

لنكُن حاضرين : لنعتَبِر الحياة كأنها تمرين تأمُّل وعي كامل

دع كلَّ ما هو بسيط وعادي يلمسك ويهزُّك. ودع كل ما هو طبيعي وغير ذي أهمية يُضيء لك الطريق، ودعِ الحياة تُبهِجك وتُسعِدك.




الدرس التاسع

علينا أن نكون حسَّاسين وحاضرين لكل ما لم نعُد نراه؛ لكل ما هو مألوف وعادي؛ لكل ما لم يعُد يُثير اهتمامنا. علينا أن ندَعَه يلمسنا بدلًا من استعباده أو وطئه بأقدامنا دون انتباه .

. يجب أن ندعو العالم لدخول ذواتنا كي نكتشف رقَّته وتنوُّعَه، بدلًا من التركيز

في يومِنا على المُتطلَّبات الآنيَّة

هذا ليس صعبًا؛ يكفي أن نُحقِّق ثلاثة شروط: الإرادة (أن نقصد العيش في العالم الموجود وليس الافتراضي)، وإتاحة الفرصة (بتخفيف العبء عن أذهاننا، وتوسيع وعْيِنا)، والممارسة (أن نرفع رءوسنا، ونفتح عيوننا، وننظر بحق).

0 التعليقات: