تأمل يوما بعد يوم 5
الفصل
الثالث
أن نتواصَل مع أجسادنا
نجد في كلِّ مُقاربات الوعي الكامل تمارين تُركِّز على الجسد، نستعرض أثناءها باهتمامٍ هادئ أجزاء جسدنا، جزءًا بعد جزء.
إذ يجب أن يُصبِح جسدنا مركز جاذبية اللحظة الحاضرة.
أحيانًا ننسى أجسادنا ظانِّين أنفسنا
أذهانًا
فقط. نُعامِله كأداة. ننتظر منه
الصمت
(عندما
يكون
بصحَّة جيدة)، والمُتعة
(في
الحواس
والأعضاء)،
والإذعان
(ليخدُمنا
وينقلنا
من
مكانٍ
إلى
آخر). هذا جيِّد،
لكنه
كثير. فجسدنا أكثر
أهميةً
من
كل
ذلك.
الجسد: باب الدخول
إلى
الروح
الجسد والروح ليسا
شيئًا
واحدًا،
كما
أنهما
ليسا
شيئَين
مُنفصِلَين؛
إنهما
حقيقتان مختلفتان،
لكنهما
مُرتبِطتان
بشدَّة
الفرق بين ممارسة
التأمُّل
وممارسة
الاسترخاء:
فالتأمل لا يسعى، في أولوياته، للوصول إلى الراحة الجسدية أو الاسترخاء، وإنما إلى حالة
وعي، بكل سهولة، لما يحدُث داخلنا. وأحيانًا يكون ما يحدُث مُؤلِمًا. يدعونا الوعي الكامل
إلى مُراقَبة وقبول وحتى استضافة هذه الآلام بدلًا من الهروب منها.
الفوائد
نحن نعلم منذ وقتٍ طويل أننا حين نقوم بما هو جيِّد لأجسادنا، فإننا نُقدِّم ما هو جيِّد لأذهاننا؛ على سبيل المثال، التمرينات البدنية، الراحة والاسترخاء، وأيضًا الضحك، والوضعيَّات المُريحة. كل ذلك يعود بالفائدة على الذهن، وله تأثير تراكُمي على المدى الطويل.
إن كلمة السر هي إذن ( إتاحة
الفرصة
)
إن إتاحة الفرصة شيء مُهم؛ لأنه، منذ عدة سنوات، بدأ الخبراء يرَون أن الجسد قادر علي إصلاح نفسه.
انتبهوا، فالأمر لا يعني الشفاء من الأمراض أو الوصول إلى الأبدية.
وهذه القدرة تزداد عندما نمنحه المُتعة والسعادة، ولكن أيضًا عندما نُعطيه حيزًا من تفكيرنا؛ عندما نستمع إليه، ونسمح له أن يُعبِّر عن نفسه .
يبدو أن للتأمل دورًا في إبطاء شيخوخة الخلايا، بتأثيره على التيلوميرات، تلك القلنسوات الموجودة في نهايات الصبغيات.
إن إعطاءَ وقتٍ كافٍ بشكل مُتكرِّر لأحاسيسنا الجسدية دون شكٍّ يعود بالفائدة على صحتنا.
الدرس
الثالث
يُوصينا الوعي الكامل بأن نقوم بزياراتٍ ودية لجسدنا، وذلك بالتواصل مع ما يُقدِّمه لنا من أحاسيس، والقيام بتفقُّده، باستعراض أجزائه بلُطف، قبل أن نخلد إلى النوم، عند الاستيقاظ، وفي وقت الراحة. علينا أن نُراقِب ما يحدث، وكالعادة، دون البحث عن حلٍّ أو محاولةِ تسكينِ ألمٍ ما. فقط علينا مراقبته. وسيكون لذلك، بوصفه بداية، فائدة كبيرة، وهي أن نُعطي جسدنا مكانًا داخل إدراكنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق