حرب المستضعفين 21
وقد انتهت المرحلة الثانية من الحملة في نهاية حزيران 1955، وتبلغ محاربو ( إيوكا ) نشرة بأن النتائج المادية لا تتجاوب مع تقوقعات ( القائد ). فقد سقط بعض القتلى، وبقيت الخسائر الاقتصادية محدودة نسبياً، وربما كان ذلك ما أسماه غريفاس ( النتائج المادية ).
أما على المستوى السياسي، فقد كان النجاح واضحاً تماماً. وبلغت المنظمة أول أهدافها، وكانت قد عُرضت على العالم لتوها، وبصورة مأساوية مسألة تقرير مصير قبرص. وتأثر الرأي العام البريطاني بصورة خاصة بالنتيجة المتوقعة: فسياسة الحكومة التي كانت ترفض التفكير باستقلال قبرص، وإلى الأبد ( - إذا كانت قبرص معتبرة وكأنها لازمة لضمان الأمن العسكري لانجلترا في البحر المتوسط ) وجدت نفسها قابلة للنقاش، وبدأ التفكير بما تعنيه كلمة ( وإلى الأبد ).
وقبل ذلك بعامين، كان البريطانيون قد رفضوا الحديث عن قبرص مع الحكومة اليونانية. ولكن ها هو رئيس الوزراء أنطوني ايدن، يرسل إلى أثينا وأنقرة دعوة إلى لندن للمساهمة في لجنة ثلاثية. وكان الأسقف مكاريوس يرغب في ميدان أوسع، وحلاً أفضل من الحل المتوقع من مثل هذه اللجنة، فتوجه إلى أثينا ليستحث الحكومة اليونانية على الالتجاء إلى الأمم المتحدة. وقبل ذهابه أرسل تهانيه إلى غريفاس، وأضاف:
( لقد أعطت إيوكا لقبرص ولأبعد الحدود، أكثر مما يعطيه نضال يستمر على الورق سبعين عاماً. وبقي اسم القائد لغزاً بالنسبة إلى البريطانيين، وأسطورة أيضاً. وقد دخل إلى سجلات حركة التحرير).
وكان غريفاس يحضر لهجوم عام، يتوافق توقيته مع اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة في الخريف، وحدد لنفسه قبل كل شيء غاية واضحة، وهي إخراج جهاز الشرطة المحلي من الساحة، حتى يجبر البريطانيين على تمديد خطوط قواتهم العسكرية، التي اقتصر عملها حتى ذلك الحين على حراسة الأبنية الرسمية، أو بقيت في ثكناتها لتتدخل في حالة الاضطرابات.
وأعلم رؤساء المجموعات بتعليمات مؤرخة في 28 حزيران:
أن هدف هجومنا المقبل، هو إرهاب الشرطة وشل الإدارة، سواء في المدن أو الريف. فإذا بلغناه ستكون النتيجة ثلاثية الأبعاد:
ستتدهور المعنويات بسرعة، بحيث أن معظم رجال الشرطة، إن لم يفيدونا فعلياً، فإنهم سيغضون الطرف عن نشاطاتنا.
يجب أن يتدخل الجيش، مما سيسبب تفريق القوات وإتعابها، فتنخفض معنويات الجنود، مما سيؤثر على قادتهم.
وأمام أعمالنا القوية، وما تسببه من قلاقل، يصبح من المحتمل جداً أن تقوم الأمم المتحدة ( بوحي من البلدان المهتمة بالمسائل القبرصية ) بالسعي لإيجاد حل.
وسنحصل على ما نسعى إليه من نتائج بواسطة.
1) - هجمات قاتلة على رجال الشرطة، الذين لا يتعاطفون مع وجهات نظرنا، أو يحاولون توقيفنا.
2) - الكمائن لدوريات الشرطة في المدن، والإغارات على مراكزهم في الأرياف.
ولن يحدث النجاح بالهجمات
الضعيفة والمتقطعة، بل بعمل مستمر يستهدف نتائج هامة.
ولن نفترض بأننا سنستطيع بهذه
الوسائل إنزال هزيمة مادية كاملة بالقوات البريطانية، فنيتنا هي أن نسبب لها
هزيمة نفسية، بمواصلة الهجوم حتى تتحقق الأهداف المحددة في الفقرة الأولى من هذا
المشروع.
وقد انتهت المرحلة الثانية من الحملة في نهاية حزيران 1955، وتبلغ محاربو ( إيوكا ) نشرة بأن النتائج المادية لا تتجاوب مع تقوقعات ( القائد ). فقد سقط بعض القتلى، وبقيت الخسائر الاقتصادية محدودة نسبياً، وربما كان ذلك ما أسماه غريفاس ( النتائج المادية ).
أما على المستوى السياسي، فقد كان النجاح واضحاً تماماً. وبلغت المنظمة أول أهدافها، وكانت قد عُرضت على العالم لتوها، وبصورة مأساوية مسألة تقرير مصير قبرص. وتأثر الرأي العام البريطاني بصورة خاصة بالنتيجة المتوقعة: فسياسة الحكومة التي كانت ترفض التفكير باستقلال قبرص، وإلى الأبد ( - إذا كانت قبرص معتبرة وكأنها لازمة لضمان الأمن العسكري لانجلترا في البحر المتوسط ) وجدت نفسها قابلة للنقاش، وبدأ التفكير بما تعنيه كلمة ( وإلى الأبد ).
وقبل ذلك بعامين، كان البريطانيون قد رفضوا الحديث عن قبرص مع الحكومة اليونانية. ولكن ها هو رئيس الوزراء أنطوني ايدن، يرسل إلى أثينا وأنقرة دعوة إلى لندن للمساهمة في لجنة ثلاثية. وكان الأسقف مكاريوس يرغب في ميدان أوسع، وحلاً أفضل من الحل المتوقع من مثل هذه اللجنة، فتوجه إلى أثينا ليستحث الحكومة اليونانية على الالتجاء إلى الأمم المتحدة. وقبل ذهابه أرسل تهانيه إلى غريفاس، وأضاف:
( لقد أعطت إيوكا لقبرص ولأبعد الحدود، أكثر مما يعطيه نضال يستمر على الورق سبعين عاماً. وبقي اسم القائد لغزاً بالنسبة إلى البريطانيين، وأسطورة أيضاً. وقد دخل إلى سجلات حركة التحرير).
وكان غريفاس يحضر لهجوم عام، يتوافق توقيته مع اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة في الخريف، وحدد لنفسه قبل كل شيء غاية واضحة، وهي إخراج جهاز الشرطة المحلي من الساحة، حتى يجبر البريطانيين على تمديد خطوط قواتهم العسكرية، التي اقتصر عملها حتى ذلك الحين على حراسة الأبنية الرسمية، أو بقيت في ثكناتها لتتدخل في حالة الاضطرابات.
وأعلم رؤساء المجموعات بتعليمات مؤرخة في 28 حزيران:
أن هدف هجومنا المقبل، هو إرهاب الشرطة وشل الإدارة، سواء في المدن أو الريف. فإذا بلغناه ستكون النتيجة ثلاثية الأبعاد:
ستتدهور المعنويات بسرعة، بحيث أن معظم رجال الشرطة، إن لم يفيدونا فعلياً، فإنهم سيغضون الطرف عن نشاطاتنا.
يجب أن يتدخل الجيش، مما سيسبب تفريق القوات وإتعابها، فتنخفض معنويات الجنود، مما سيؤثر على قادتهم.
وأمام أعمالنا القوية، وما تسببه من قلاقل، يصبح من المحتمل جداً أن تقوم الأمم المتحدة ( بوحي من البلدان المهتمة بالمسائل القبرصية ) بالسعي لإيجاد حل.
وسنحصل على ما نسعى إليه من نتائج بواسطة.
1) - هجمات قاتلة على رجال الشرطة، الذين لا يتعاطفون مع وجهات نظرنا، أو يحاولون توقيفنا.
2) - الكمائن لدوريات الشرطة في المدن، والإغارات على مراكزهم في الأرياف.
3) - بتقييد حرية جهاز الشرطة
في الجزيرة، بواسطة الكمائن( ضد الأشخاص والمجموعاتوقد حذر غريفاس رجال
الشرطة بما ينتظرهم، بواسطة المناشير الملصقة على الجدران في القرى، أو
الموزعة في شوارع المدن من قبل تلاميذ المدارس. وكانت تقول:
( إلى الشرطة: لقد حذرتكم وسأنفذ ما قلته حرفياً.
إن أياماً عصيبة تنتظر طغاة قبرص، وسيلحق بالخونة قصاص عظيم، فلا تحاولوا قطع
الطريق علينا، وإلا جازفتم بدمائكم. وها هي الأوامر التي أعطيتها
كل من يحاول إلقاء القبض على الوطنينن القبارصة...
سيعدم.
كل من يحاول توقيف أو تفتيش الوطنيين القبارصة... سيقتل.
وطالما بقيتم بعيداً عن طريقنا، فلن تخشوا شيئاً.
إيوكا – القائد
0 التعليقات:
إرسال تعليق