20‏/06‏/2014

حرب المستضعفين 11

حرب المستضعفين 11

ومآل حرب العصابات إلى الفشل، إن لم يكن لها هدف سياسي، أو كان هذا الهدف لا يتطابق مع تطلعات الشعب أو لا يستطيع اكتساب تعاطفه وتعاونه ومشاركته. فحرب العصابات إذن سياسية في جوهرها.


 ومن جهة أخرى، وفي حرب ذات طبيعية مضادة للثورة، تكون أساليب حرب العصابات في غير محلها، لأن حرب العصابات تنبع أصلاً من الجماهير وتتلقى منها الدعم، ولا يمكن أن تتواجد وتدهر إلا بفضل تعاطفها وتعاونها.

إن القواعد المعطاة من قبل ماو ذات صفة بلاغية، وهي في الغالب أقل وضوحاً مما نرغب، وتترك كثيراً من الأسئلة بلا جواب. ويجب أن نتذكر بأن كتاباته هي مراجع سياسية وليست نظاماً لتعليم الثوار. ولا تشكل كتاباته سوى أبجدية حرب العصابات، ولكن دراسة حملاته، التي انتهت بهزيمة جيش يضم ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف رجل ( أكبر جيش عرفته الصين حتى ذلك الحين ) تعلمنا كثيراً من الأشياء الممكن استعمالها في بلاد مثل الصين، لا تمتلك أسلحة أو صناعة، ولكنها تمتلك المقومات الأساسية للحرب الثورية ألا وهي: المجال والزمن والإرادة.


0 التعليقات: