04‏/02‏/2009

الحضارة - جمل مختارة 7

سؤال مهم أثاره الكاتب المبدع جون شتاينبك وهو :

ها هم إكتشفوا قنبلة تقتل مدينة ، فهل يبتكرون عقاراً يلقي في هيئة قنبلة فيقضي فى ثوان علي وباء كالملاريا مثلا إذا إجتاح بلداً ما

واجاب بقوله :

إنه لا يستبعد أن يكتشفوه ولكنه يستبعد أن يذيعوه ، لأنهم لا يربحون من قنبلة شافية واحداً علي ألف ممما يربحونه من أدوية معبأة في زجاجات وعلب ، قد تشفي وقد لا تشفي ولكنها قطعاً تجلب أرباحاً تغرق أصحابها في المال غرقاً

إندفاع الرجل الغربي في الاستكشاف لم يكن له غرض سوي السيطرة علي تجارة الدنيا وتخريب معالم الحضارة فيما وصلوا إليه من البلاد ، حتي لا تكون هناك حضارة إلا حضارتهم ، ومن الأمثلة المعروفة لذلك أن الانجليز عندما دخلوا الهند قضوا علي صناعة النسيج التقليدية فيها تماما ، كي لايلبس هندي ثوباً إلا من صنع الانجليز .....

وجدير بالذكر أن التغيير الحاسم في نظرة الغرب إلي غير الغرب وموقفه منه جاء عندما تمكنت الشعوب غير الغربية من الحصول علي السلاح الناري ، بل وصنعته، فلولا أن العرب والصينيين وأهل الفيتنام ثم أمريكا اللاتينية حصلوا علي السلاح الناري وعرفوا سره واستملوه ما غير الغرب وأهله من موقفهم قيد أنملة ، وما أخرج الانجليز من مستعمراتهم إلا الثائرون الذين حملوا السلاح وبدأوا حملات إغتيالات ثم حرب عصابات


يحكم الحضارة قانون التحدي والاستجابة
والعبره فيه بالروح والقوة الكامنه والإقدام علي مواجهة الصعاب


الركود الثقافي

هو تأخر التطور الثقافي والفكري والمعنوي عن التطور المادي

وهذه الحقيقة هي سبب تلك الكوارث التي تصيب الانسانية ، كلما بلغ بها التقدم المادي مبلغاً يجاوز التطور المعنوي بكثير ، فيضر ذلك بالكيان الانساني ويخرجه عن طبعه ، وهذه الظاهرة تبدو في أيامنا هذه أوضح مما ظهرت فيه في أي حقبة ماضية ، وهي في صميمها انعدام التوازن بين التقدم المادي الشاسع المدي والتقدم الانساني الاخلاقي
ومن مظاهر اختلال التوازن انتشار الرذيلة واتساع الادمان علي المخدرات واستعمالها وضلال الشبان في متاهات التمرد علي المجتمع واتخاذ الغريب من الملابس والازياء وتشبه الرجال بالنساء واختراع ما يسمي بالجنس الموحد واتساع نطاق الجريمة
ومن مظاهر التأخر الثقافي هو تلك التعقيدات التي تخلقها الحضارة والتي كان الماضون يبترونها دون تردد ، ففي إنجلترا مثلا في القرن السابع عشر كان السارق لما قيمته فوق الشلنين يُقتل وتنتهي مشكلته ، أما اليوم فإن سارق المليون جنيه (والمليار) لابد من محكمة ودفاع وإجراءات تطول وتتعقد وقد يبرأ في النهاية فهي من جانب تقلل إحتمال وجود أخطاء ولكنها في نفس الوقت تزيد جرأة المجرمين وتهون عليهم العدوان علي مال الناس وتكلف الجماعة الثمن الباهظ وهذا من اختلال القيم في مجتمعنا الراهن


الثقافة

الثقافة هي ثمرة كل نشاط إنساني محلي نابع عن البيئة ومعبر عنها أو مواصل لتقاليدها في هذا الميدان أو ذاك

الثقافة هي مجموعة المعلومات التي يقوم عليها نظام حياة أي شعب من الشعوب فهي علي هذا أسلوب حياته ومحيطه الفكري ونظرته للحياة ، ولابد أن تكون خاصة به ، نابعة من ظروفه وإحتياجاته وبيئته الجغرافية وتطور بلاده التاريخي والحضاري ، فهي إذن محلية

الثقافة هي كل ما يميز الانسان عن غيره ويجعله إنساناً ، وفي الطرف الثاني ، هي كل ما يميز شعباً عن شعب

ثقافة الأمة هي علمها غير الواعي الذي تتوارثه الاجيال وتسير به في شئون حياتها ، أي هي طريقتها في الحياة

الثقافة هي جهد إنساني يعطي الانسان شعوراً بالكرامة


0 التعليقات: