25‏/02‏/2009

فن القول - جمل مختارة 4


المحدثين الغربيين

حسبنا من حديث المنهج ( منهج تدريس البلاغة ) عند غيرنا ، أن نصف أسلوب الدرس البلاغي ، الذي يؤثره الغربيون جملة ، والطريقة التي بها يتناولون هذه الأبحاث ويعلمون هذه المادة الأدبية ، لندرك ما يمتاز به منهجهم ، وما انتفعوا به فيه بمستحدث دراساتهم النفسية والفنية ، إلي تجاربهم في التربية ورياضة النشء وتقدير قواهم المختلفة

ومن هذا نلحظ :
1- الصلة الوثقي بين البلاغة والفنون
2- تنسيق العناصر الأدبية
3- ربط هذا الدرس بالثروة الأدبية لللغة المدروسة
4- إقامة الدرس علي أساس وجداني ذوقي لإيقاظ قوة الملاحظة الفنية (يعرضوا قطعتين أدبيتين لوصف شيئ واحد ، وقد صيغتا من كلمات واحدة)



منزلة اللغة:

الصلة وثيقة بين وجودنا السياسي وحياتنا اللغوية ، وبين كياننا العالمي ووجودنا اللساني، وبين كرامتنا الدولية ومكانتنا الأدبية ، فتلك كلها وشائج متواصلة وأواصر متداخلة

مشكلات الفصحي من العامية:

لقد سببت العامية للفصحي الآلام شتي آلام مادية وهي ان العامية تغتصب من الفصحي أماكنها في الحياة ، فتغتصبها عن الأفواه وتجنبها الألسن ، وبذلك تحول دون قربها من القلوب وتعلق الأهواء ، فتزيدها ضعفاً علي ما أضعفتها به المنافسات الإجتماعية ، من لغات غالبين ظافرين وحاكمين مسيطرين ، قديما وحديثاً ،

أما الآلام المعنوية ، ذلك ان اللغة بما هي أداة التفاهم تكون سجل حياة الأمة ، وديوان عواطفها ومشاعرها ومتحفاً صوتياً لحضارتها وماضيها ، تحفظ الآثار التاريخية المادية أو أكثر وتكون صلة وثقي بين ماضي الجماعة السحيق ، وحاضرها الشاهد ، تربط الأولين السابقين والخالفين اللاحقين ، برباط نفسي كتلك الروابط العقلية والتقليدية ، أو هو اوثق وأظهر فقد أفسدت العامية هذا كله علي الفصحي ، إذ حالت بينها وبين مزاولة الحياة ، والتغلغل في جوانبها المختلفة وأطرافها ، فلم تهيء لها المقدرة علي التدرج الدائم والتجدد المستمر والنماء المساير لأوضاع هذه الحياة كلها شيئا فشيئا


الهدف من إعادة الفصحي وتقريبها

هي أن نقرب الفصحي في ذوقها الصوتي ، والموسيقي من آذان أبناء اليوم ، وأن تخف في وزنها وصوغها علي ألسن اليوم ، وأن تتسع ةتمرن لحاجات أبناء اليوم ، وأن تستجيب وتسعف ، من فروق المعاني وسائغات الصيغ التي جلبتها حياة اليوم ، هذا ما نريد
وليس أن نرد هذه الفصحي إلي صورة لها قديمة بدت بها أو راجت في عصر قد مضي ، وعلينا ان نستفيد ما بين الفصحي والعامية من نسب وسبب واقتراب واتفاق

أصل عام

وهو ألا يشعر متعلم العربية الفصحي حين يبدأ تعلمها أنه يتعلم لغة أخري أجنبية ، تختلف إختلافا جوهريا ، عن لغة الحياة ، التي يستطيع الطفل أن يعتمد عليها قبل دخوله المدرسة ويجد فيها وفاء حياته اللسانية وحياة قومه و أهله


بسبب عزلة الفصحي ظهرت :
1- كلمات مستحدثة لمعان مستحدثة
2- كلمات مقربة قد واتاها الاستعمال حتي بدت عامية وهي فصحي
3- كلمات مهملة قد أخطأها الاستعمال
4- كلمات ترف (المراد بها المترادفات )


الرغبة في ترويج فصحي صالحة لعصرها ، لا فصحي من قواميسها وماضيها ومخلفاتها ، ثم نزاول ذلك غير معادين للعامية ولا ناسين ما فيها من مادة الفصحي وخصائصها

وتنقسم الفصحي إلي ثلاث
1- متن اللغة ( المفردات)
2- النحو
3- البلاغة


الشعور بغرابة الفصحي وأجنبيتها هو أساس العقدة النفسية في تعلمها ، يجب أن يشعر الطفل حين يتعلم العربية والفصحي أنه إنما يتعلم الرقة والأناقة في الحديث والكلام الذي يليق بتلميذ المدرسة المتعلم المهذب

هدف عام

هو الغرض الاجتماعي من تعلم الفصحي


ثلاث نواح للحياة الوجدانية تلتقي في أفق واحد وتتنفس في جو واحد وهي:
الدين والفلسفة الفنية والفن العملي

غاية البلاغة في أمة ، تتصل بغاية تلك الأمة في حياتها وتتجه نحو هدف تلك الجماعة في وجودها

الفن القولي قوة في الدعوة الدينية كما هو قوة في النضال الدنيوي

غاية البلاغة صناعة الجيد وإدراك الجيد إلا أن هذا الادراك للجيد ليس هو النقد صناعة واحترافا أو رياضة وتعليماً ، بل هو استمتاع روحي ، وتلذذ وجداني ، يسعد النفس ويرفع مستوي الحياة
لابد من تخليص الحياة من تلك المواجهات اللاهوتية ، في أضيق معانيها وهاتيكم التحكمات التي ينعزل أصحابها عن الحياة ، ويريدون - عبثاً – ليقودوا الحياة ويوجهوها من هذا المعزل المنقطع ، فينتهي بهم الأمر إلي أن يخسروا جهدهم في هذا السبيل ويخسروا الناس أشياء كثيرة ثم لا يظفرون بما حاولوه وطمعوا فيه من توجيه الحياة إلي وادي الموت


الحياة الإنسانية قد صارت موضع دراسات مختلفة ، في سبيل استكمال قوي الانسان النفسية ، ليكون أقوي ما يستطاع إنتاجاً ، وأقدر ما يمكن تمثلاً للحياة ، وانتفاعاً بما في الكون حوله من منح ونعم


البلاغة التي نريد:

هي الدرس الذي يعلم الأحسن والأجمل من الكلام

وهي في ترتيب المعرف والثقافات فن من الفنون الجميلة ، أساسه القول الممتاز ، وأداته الكلمة
وفي تدرج الدرس اللغوي تكون مرحلة من الحسن ، تجيئ بعد الصحة
درس فني ، شقيق وصنو سائر أفراد الأسرة الفنية ، من سمعية وبصرية إذ هي تعبير عن الإحساس بالجمال ، تتصل من ذلك بأرقي وأنبل وأصفي ما تستطيعه الروح الإنسانية


0 التعليقات: