15‏/02‏/2009

السنن النفسية لتطور الأمم - جمل مختارة 2

مصدر ما تجده من ضعف كبير في كتب علماء النفس المحترفين هو أنهم حصروا جهودهم في دراسة الذكاء مهملين دراسة الخُلق إهمالاً

إذا ما عارض الانسان عاجله بآجله وكان ذا هدف فسار وراءه بثبات فإنه يكون قد بلغ شأواً بعيداً من الرقي

يتألف الخلق من امتزاج مختلف العناصر التي يطلق عليها علماء النفس المعاصرون اسم المشاعر عادة ( مثل الثبات – النشاط – قابلية ضبط النفس بوجه خاص – استعداد للتضحية في سبيل مثلاً أعلي – إحترام القوانين )

الأدب وليد الخُلق ، لا الذكاء ، والأدب لا يكون وطيداً إلا إذا صار وراثياً ، ومن ثم غير شعوري
عظمة الأمم بوجه عام خاضعة لمستوي أدبها علي الخصوص


الذكاء وجه ثانوي في التطور النفسي ، والخُلق هو المثال الأساسي

خُلق الأمة لا ذكاؤها ، هو الذي يُعين تطورها في التاريخ وينظم مصيرها

وللأخلاق نفوذ ذو سلطان قوي علي حياة الأمم ، علي حين يبدو الذكاء ذا نفوذ ضعيف في الغالب

الخُلق هو الذي يجعل الأمم تشعر وتسير ، والأمم لم تظفر قط بكبير طائل من إعمال عقلها وقدح زناد فكرها كثيراً

من مزاج العروق النفسي يُشتق تصورها للعالم وللحياة ومن ثم سيرها

ويعد الخلق كالصخرة التي تلطمها الأمواج يوماً بعد يوم في عدة قرون قبل أن تتمكن هذه الأمواج من ثلم أطرافها

من السهل أن تنتقل اكتشافات الذكاء من أمة إلي غيرها ، أما الصفات الخُلقية فلا تنتقل ، وهذه هي العناصر اظلساسية الثابتة التي يختلف بها مزاج الأمم العالية النفس

0 التعليقات: