17‏/02‏/2009

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 21

أنواع المنتسبين إلي الفقه في هذا العصر

الفقهاء الذين نصبوا أنفسهم للفتوي في هذا العصر أربعة أنواع وهي:

1- النوع الأول : العلماء بالكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة ، وهؤلاء هم الذين يعنون بالدليل ويرجحون بين الأقوال ، وهم المجتهدون (فلم يخل هذا العصر من هذا الصنف) ولا يتقيدون بمذهب
ومنهم العز بن عبد السلام
ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية
وممن ظهروا في القرون المتأخرة العلامة محمد بن إسماعيل الشهير بالصنعاني صاحب سبل السلام ( ت 1182هـ)
ومنهم محمد بن علي الشوكاني صاحب نيل الأوطار ( ت1250هـ)
والشوكاني والصنعاني كلاهما من اليمن
وإمام الحرمين الجويني

2- النوع الثاني : مجتهد مقيد في مذهب من ائتم به :
وهؤلاء مجتهدون في معرفة إمام مذهبهم ومآخذه وأصوله ، عارفون بها ، متمكنون من التخريج عليها ، وقياس مالم ينص من ائتموا به علي منصوصه
وقد ادعي هذه الرتبة من الحنابلة القاضي أبو يعلي ، ومن الشافعية خلق كثير ،
وقد اختلف الحنفية في أبي يوسف وزفر ابن الهذيل ، والشافعية في المزني وابن سريج ، وابن المنذر، ومحمد بن نصر المروزي
والمالكية في أشهب وابن عبد الحكم وابن القاسم وابن وهب
والحنابلة في أبي حامد والقاضي : هل هؤلاء مستقلين بالاجتهاد أومتقيدين بمذاهب أئمتهم ؟ علي قولين

ورتبة هؤلاء دون رتبة الأئمة في استقلال الاجتهاد.

3- النوع الثالث : من اجتهد في مذهب من انتسب إليه مقرر له بالدليل
متقن لفتاويه ، عالم بها ، لكن لا يتعدي أقواله وفتاويه ولا يخالفها، وإذا وجد نص إمامه لم يعدل عنه إلي غيره البته، وهذا شأن أكثر المصنفين في مذاهب أئمتهم ، وهو حال أكثر علماء الطوائف

4- طائفة تفقهت في مذاهب من انتسبت إليه ، وحفظت فتاويه وفروعه ، وأقرت علي نفسها بالتقليد المحض من جميع الوجوه ،فإذا ذكروا الكتاب والسنة يوماً ما في مسألة فعلي وجه التبرك والفضيلة لا علي وجه الاحتجاج والعمل ، وهؤلاء إذا وجدوا حديث صحيح مخالف اً لقول من انتسبوا إليه أخذوا بقوله وتركوا الحديث قائلين : الإمام أعلم بذلك منا ، ونحن قد قلدناه فلا نتعداه ولا نتخطاه ، بل هو أعلم بما ذهب إليه منا

0 التعليقات: