17‏/02‏/2009

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 20

التدوين الفقهي في عصر التقليد

في هذا العصر دونت مجموعة من الكتب الفقهية وهي من أعظم المدونات الفقهية التي تعني بذكر أقوال السلف وعلماء الأمصار وأقوال أصحاب المذاهب وهي تعني بأقوالهم كما تعني بأدلتهم ، وتبين الصحيح والضعيف من الأدلة ، وتبين الراجح من الأقوال ، وتنصف في الترجيح ، وأشهر هذه المدونات:

1- المحلي لابن حزم الأندلسي(384-465هـ)
2- المغني لابن قدامة المقدسي(541-620هـ)
3- المجموع للنووي الدمشقي (631-676هـ)
4- كتب ابن تيمية وخاصة فتاويه

فائدة هذا النوع من المصنفات:

1- أنها كتب في الفقه المقارن ، وفقه الإسلام العام.
2- يناقش هذا النوع من المؤلفات الآراء دون تعصب ، ويرجحون ما يرون قوة دليله.
3- هذه الكتب تسوق الأحكام بأدلتها في كثير من الأحيان
4- أن المتلقي لأحكام دينه من فقه أي مذهب من المذاهب المدونة يخرج باطلاعه علي أدلتها في هذه الكتب من ربقة الجمود علي التقليد المحض المذموم.
5- مسلك هؤلاء ينشر الود والسماحة بين المسلمين علي اختلاف مذاهبهم ، ويستأصل شأفة العصبية والعداوة من نفوسهم ، وإن جاوز ابن حزم الطريق في هذا الجانب .
6- ذكرهم لأدلة الآراء الفقهية يؤكد استقلال الفقه الإسلامي ، ويبطل ادعاء أنه مستمد من القانون الروماني.
7- ذكرهم مسائل الإجماع والخلاف يعين الدعاة إلي الله بمعرفة ما اختلف فيه ، فلا يتصدون لانكاره ، علي أحد .

القواعد الفقهية

تنبه المسلمون منذ بداية الأمر إلي أن كثيراً من آيات القرآن آيات جامعة ، تحمل المعاني الكثيرة في الالفاظ القليلة
وقد أُوتي رسول الله صلي الله عليه وسلم جوامع الكلم
ومن هذه الأحاديث في الأحكام تعد أصولا وقواعد جامعة مثل حديث " إنما الأعمال بالنيات " فيري الشافعي أنه يدخل في 70 بابا من الفقه

وقد أخذ الفقهاء بعض هذه الأحاديث بلفظها وجعلوها قواعد فقهية ، كحديث " لا ضرر ولاضرار " وأحياناً يصوغون هذه الأحاديث صياغة قريبة أو بعيدة ، وتصبح قاعدة فقهية ، كالقاعدة العظيمة" الأمور بمقاصدها" فإنها مأخوذة من حديث " إنما الأعمال بالنيات "

ومن أمثلة هذه القواعد :
1- اليقين لايزال بالشك
2- الأصل براءة الذمة
3- الأصل في الأشياء الاباحة حتي يدل دليل علي التحريم
4- المشقة تجلب التيسير
5- الضرورات تبيح المحظورات
6- الأصل في الكلام الحقيقة
7- لا اجتهاد مع نص
8- درء المفاسد أولي من جلب المصالح
9- الغنم بالغرم


فائدة العلم بهذه القواعد :

تعد هذه القواعد هي الأصول التي بنيت عليها الأحكام الشرعية ، ومن يتمرس بها يطلع علي كثير من أسرار الأحكام الشرعية
يقول القرافي " وهذه القواعد مهمة في الفقه ، عظيمة النفع ، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف "
بل قيل الفقه معرفة الأشباه والنظائر.

إنحراف بعض الفقهاء في هذا المجال

أصبح نظر كل فقيه قاصراً علي فروع الأحكام التي في مذهبه فذهب يستقرئ هذه الاحكام ويصوغ منها قواعد عامة ويتكلف في ذلك تكلفا شديداً


كتب القواعد :
الاحناف هم أكثر من عنوا بالتأليف في قواعد الفقه
ومن أشهر كتب القواعد هي:

1- تأسيس النظر للدبوسي (ت 430هـ)(حنفي)
2- الأشباه والنظائر لابن النجيم (ت 970هـ) (حنفي)
3- تخريج الفروع علي الأصول للزنجاني (ت656هـ)(شافعي)
4- الأشباه والنظائر للسيوطي(ت911هـ) شافعي
5- قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام (ت660هـ) مالكي
6- الفروق للقرافي (ت684هـ) شافعي
7- القواعد الكبري والصغري للطوفي (ت710هـ) حنبلي
8- قواعد ابن رجب الحنبلي (ت795هـ)

الفرق بين القواعد الفقهية والقواعد الأصولية:

قواعد الأصول تضع المناهج ، وتبين المسالك التي يلتزم بها الفقيه لا ستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، أم ا القواعد الفقهية فهي من قبيل المبادئ العامة في الفقه الإسلامي التي تتضمن أحكاماً شرعية عامة تنطبق علي الوقائع والحوادث التي تدخل تحت موضوعها .


كتب الفتاوي:

وهي عبارة عن مجموع فتاوي عالم
ومن خير كتب الافتاء فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية (ت728هـ)

0 التعليقات: