17‏/02‏/2009

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 13

الدور الرابع عصر التدوين والأئمة المجتهدين

ابتدأ هذا العصر وشمس الدولة الأموية تؤذن بالمغيب ، واكتمل وازدهر شمس الدولة العباسية تتألق في سماء الأمة الإسلامية ، وتوقف وانتهي عندما تجزأت الخلافة العباسية في منتصف القرن الرابع

وقد تلقوا القرآن مكتوباً محفوظاً ، ولم ينته هذا العصر حتي دونت السنة ، ووضع علم الجرح والتعديل وقواعد مصطلح الحديث

وأهم سمات هذا العصر في الجانب التشريعي:
1- تدوين السنة النبوية
2- تدوين المسائل الفقهية
3- المدارس الفقهية
4- المذاهب الفقهية
5- اتساع دائرة الخلاف


1- تدوين السنة :

لما رأي الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الخطر الذي يتهدد سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان رحمه الله من ذوي البصيرة في دين الله أمر بتدوين السنة ، فإنه كان يعلم أن علماء الصحابة والتابعين عزفوا عن تدوين السنة لحكمة وجدت في زمانهم وزالت تلك الحكمة في زمانه، فتغيرت الفتوي بتغير الزمان
فكتب رحمه الله إلي أبي بكر بن عمرو بن حزم أن يجمع السنن ، ويكتب إليه بها ، فتوفي عمر وقد كتب ابن حزم كتباً قبل أن يبعث بها إليه وقد أفاد ابن حجر أن الذي قام بتدوين السنة بأمر عمر بن عبد العزيز هو ابن شهاب الزهري ، وأبو بكر بن عمرو بن حزم كان والي عمر علي المدينة

وبالتالي فتح الباب لتدوين السنة
وكان أول كتب دونت في السنة سنة 120 هـ أو 130 هـ كما يقول أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب

طريقة تدوين الحديث :

1- وضع كل باب علي حدة
2- مزج الحديث بالفقه مرتباً علي الأبواب ( مثل الموطأ)
3- التصنيف علي المسانيد ( أي تجريد أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم عن كلام الصحابة والتابعين) كمسند أحمد وطريقته أن تذكر أحاديث كل صحابي علي حدة
4- التصنيف علي الأبواب والمسانيد ( كما فعل أبو بكر بن أبي شيبة)
5- تدوين الصحيح المجرد من الحديث دون غيره ( أول من جرد الصحيح البخاري)


مميزات كل طريقة :

تصنيف الأحاديث بطريقة المسانيد تفيد في ضبط الأحاديث لتحفظ وتستنبط منها الأحكام ، وطريقة التدوين علي الأبواب أجود لأمرين :

1- سهولة الرجوع إلي الحديث ، فالانسان قد يعرف المعني الذي يطلب الحديثلأجله ، ولا يعرف راويه، وربما لا يحتاج إلي معرفة الراوي ، فإذا أراد حديثاً يتعلق بالصلاة طلبه من كتاب الصلاة
2- أن الحديث إذا ورد في كتاب التيمم مثلاً علم الناظر فيه أن ذلك الحديث هو دليل ذلك الحكم من أحكام التيمم ، فلا يحتاج أن يتفكر فيه ليستنبط الحكم منه، بخلا ف الأول .

وطريقة تدوين الصحيح من أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم في مؤلف دون غيرها تعطي الثقة بالكتاب وتنشر الصحيح وتقلل من الاعتماد علي الضعيف خاصة للذين لا يميزون بين الصحيح والضعيف

0 التعليقات: