16‏/02‏/2009

تاريخ الفقه الإسلامي - جمل مختارة 5

إجتهاد الرسول:

أجمعت الأمة علي أنه يجوز لنبينا محمد ولغيره من الأنبياء الاجتهاد فيما يتعلق بمصالح الدنيا وتدبير الحروب ونحوها، حكي هذا الإجماع ابن حزم وغيره.
وجمهور العلماء علي أنه يجوز للأنبياء الاجتهاد في الأحكام الشرعية والأمور الدينية ، وخالف ابن حزم والظاهرية.
وقالوا: إذا جاز لغيره من الأمة أن يجتهد بالإجماع مع كونه معرضاً للخطأ فلأن يجوز لمن هو معصوم عن الخطأ بالأولي ، وكونه صلي الله عليه وسلم يسكت في بعض الأحيان عندما يسأل فلأنه لم يظهر له الحكم .
واستدلوا علي ذلك بوقوع الاجتهاد منه مثل قبوله الفدية من أسري بدر
قال تعالي :" ما كان لنبي أن يكون له أسري حتى يثخن في الأرض..." الأنفال67
واجتهاد الرسول حق لأن الله يقره عليه، أو ينزل الوحي يغيره أو يعدله.

إجتهاد الصحابة:

كان الصحابة إذا عرض لأحدهم عارض وهو بعيد عن الرسول اجتهد رأيه فقد اجتهد بعضهم عندما أجنب في ليلة باردة فتمرغ كما تتمرغ الدابة ثم صلي ولم يغتسل ولم يكن يعرف التيمم.
واجتهدوا في فهم النص كما في قوله : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة" فمنهم من نظر إلي المعني فلما حضرت الصلاة صلها في وقتها ومنهم من تنظر إلي اللفظ ولم يصل حتى وصل إلي بني قريظة ولم يخطئ الرسول واحدا من الفريقين.
وقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يمرن أصحابه ويرشدهم إلي الاجتهاد ، كقوله لما سئل عن الزكاة في الحمير: "ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفذة (فمن يعمل مثقال ذرةٍٍ خيراً) فبين لهم بهذا الجواب كيفية اندراج الجزئي في الكلي، وأن العام حجة، وأنه يعمل به قبل البحث عن مخصص.

0 التعليقات: