11‏/02‏/2021

قوانين الطبيعة البشرية 20

 قوانين الطبيعة البشرية 20


مفاتيح فك الرموز والإشارات

 

تذكر أن الناس بصفة عامة یحاولون أن یظهروا بأفضل مظهر ممكن للآخرین، وهذا یعني أنهم یضمرون مشاعر الخصام المحتملة عندهم، ویكتمون رغباتهم في التحكم أو التفوق، ویوارون محاولاتهم في التملق، ویسترون مخاوفهم وتوجساتهم؛ فیستخدمون كلماتٍ تغیِّب مشاعرهم، فیلهونك عن الحقیقة، مستغلین تعلق الناس مِن حولهم بالكلمات، كذلك فهم یستخدمون بعض تعابیر الوجه التي یسهل علیهم رسمها على وجوههم، والتي یعتقد الناس أنها تعابیر للمودة. والواجب فیك أن تنصرف عن إلهاءاتهم، وتكون عالمًا بهذه الإشارات التي تتسرب منهم عفویا، لتكشف شیئًا من العاطفة الحقیقیة المختبئة وراء القناع، وتندرج الإشارات المهمة التي تراقبها وتحددها في الناس، في ثلاثة أصناف هي: الكراهية والإعجاب، والتسلط والخضوع، والخداع.

 

علامات الكراهية والإعجاب :

تخیل القصة الآتیة: هناك من یبغضك بین أفراد فریق أنت فیه، إما لأنه یحسدك، أو لأنه لا یثق بك. إلا أنه داخل بیئة الفریق لا یمكنه أن یعبر عن ذلك جهارًا، وإلا فسیبدو بمظهر سیئ؛ لا یعمل بروح الفریق الواحد؛ لذلك تراه یبتسم في وجهك، ویشاركك الحدیث، ویظهر علیه أیضًا أنه یؤازرك في أفكارك، لكنك في بعض الأوقات تشعر بما یریب، إلا أن الإشارات الدالة على الریبة دقیقة ومرهفة، وسرعان ما تنساها مأخوذًا بالمظاهر التي یتزین بها مبغضك. ثم فجأة، وعلى حین غرة فیما یبدو، یقوم بإعاقتك، أو إظهار موقف بشع تجاهك؛ لقد انكشف القناع. ولن یقتصر جزاؤك على صعوبات تلاقیها في عملك أو في حیاتك الشخصیة، بل سیكون لذلك أیضًا

آثاره العاطفیة فیك؛ التي ربما تركت فیك جرحًا لا یندمل.

 

الاستنتاج: تصرفات الناس في الممانعة والعدائیة لا تأتي مطلقًا على حین غرة؛ فهناك دائمًا إشارات تدل علیها قبل حدوثها، فهناك إجهاد كبیر جدا یتحملونه في كبت هذه العواطف القویة، ولا تكمن المشكلة في أننا لا ننتبه للإشارات وحسب؛ بل هي تكمن أیضًا في أننا بحكم طبیعتنا لا نحب فكرة الخلاف والنزاع؛ فنفضل تجنب التفكیر فیها، ونفترض أن الناس یقفون في صفنا، أو هم على الحیاد في أقل تقدیر، ونحن نشعر في أغلب الأحیان، بأن هناك ما یریب في الشخص الآخر، لكننا نتجاهل هذا الشعور، والحري بنا أن نتعلم الثقة بهذه الاستجابات الحدسیة، ونبحث عن الإشارات التي تجعلنا نقوم بالتفحص الدقیق في الدلیل الباعث لتلك الاستجابات.

وهناك دلالات واضحة یبثها الناس بلغة أجسادهم، تعبر عن العداوة والبغضاء، ومن ذلك النظر شزرًا على نحو مفاجئ عندما تقول شیئًا ما؛ ومن ذلك الحملقة فتح العینین؛ وزمُّ الشفتین إلى الداخل حتى تكادان تختفیان؛ وتصلب الرقبة؛ وابتعاد الشخص الآخر عنك بجذعه أو قدمیه بینما تسرد حدیثك؛ وتكتیف الیدین وضع إحدى الذراعین فوق الأخرى مع طي الیدین عند المرفقین عندما تحاول أن تبین وجهة نظرك؛ والتوتر الذي یشمل الجسم بمجمله. والمشكلة هي أنك عادة لا ترى هذه الإشارات، إلا إذا أصبح استیاء الشخص منك قویا، لدرجة أنه ما عاد بوسعه كبته مطلقًا، والحري بك لتتجنب ذلك أن تدرب نفسك على البحث عن التعابیر الصغرى، والإشارات الدقیقة الأخرى، التي تصدر عن الناس.

 

وتعد التعابیر الصغرى اكتشافًا حدیثًا بین علماء النفس الذین استطاعوا توثیق وجودها عن طریق أفلام تصویریة، وكانت مدة الواحد منها أقل من ثانیة، وكانت التعابیر الصغرى فیها صنفین: في الصنف الأول منها نراها تظهر عندما یكون لدى أحدهم شعور سلبي یحاول كبته، إلا أنه یفلت منه في جزء من الثانیة. ویظهر الصنف الآخر عندما نكون غیر عارفین بعداوة الشخص الآخر لنا، لكن هذه العداوة تظهر في خطفات سریعة، نلمحها على وجهه، أو في جسمه. وستدهشك كثرة تكرار هذه الخطفات؛ لأنه من المستحیل تقریبًا التحكم الكامل بعضلات الوجه، وكبت الإشارات في الوقت نفسه؛ فعلیك أن تكون مسترخیًا ومتنبها، ولا تكن واضحًا في بحثك عنها، بل التقطها بطرف عینك، فإذا بدأت تلاحظ هذه التعابیر، فستجد أنه من السهل علیك كشفها.

 

وبالقدر نفسه من التعبیر، نرى الإشارات الدقیقة التي تدوم بضع ثوانٍ؛ فتكشف التوتر والجفاء، فعلى سبیل المثال: عندما تقترب لأول مرة من شخص یكنُّ أفكارًا سلبیة عنك، فتفاجئه بالدنو منه من زاویة، فسترى بوضوح علامات الاستیاء من مقدَمك قبل أن یأخذ وقته في وضع قناعه اللطیف؛ فهو لیس سعیدًا برؤیتك، وسیبدو علیه ذلك لثانیة أو ثانیتین، أو لعلك تشرح رأیًا وجیها وتأخذ عیناه بالدوران، وسرعان ما یحاول التستر على ذلك بابتسامة.

 

ویمكن للصمت المفاجئ أن یخبرك بالكثیر، فإذا قلت شیئًا یثیر حزازة من حسد أو بغضٍ في نفس شخص آخر فإنه یحارُ ردا علیك، ویلوذ بالصمت والإطراق. وربما حاول إخفاء ذلك بابتسامة وهو یتلظى في داخله، وعلى النقیض من إشارات خفیف الخجل، والعيِّ عن القول، قد تكتشف إشارات واضحة للتوتر، وفي هذه الحالة، یحسُن بك أن تلاحظ هذه الإشارات بضع مرات قبل أن تخلُص إلى استنتاجاتك.

 

وغالبًا ما یكشف الناس عن أنفسهم بإشارات مختلطة؛ فتجد أحدهم یعطیك من طرف اللسان حلاوة لیلهیك عن شيء من إیماءات جسمه السلبیة الواضحة، وهذا الأمر یخفف عنهم التوتر الناتج من أن علیهم دائمًا - بما فرضوه على أنفسهم- ارتداء قناع اللطف والدماثة، وتراهم یراهنون على حقیقة أنه یستمیلك التركیز على الكلمات، فتتغافل عن تجهمهم أو ابتسامتهم المائلة، واحذر أیضًا من الصورة المخالفة، حیث ترى أحدهم یقول شیئًا ساخرًا ولاذعًا یوجهه إلیك، إلا أنه یقوله وهو یرسم ابتسامة على شفتیه، ویصطنع نبرة الدعابة في صوته، كأنه یرید أن یدل بذلك على أن الأمر كله لیس إلا دعابة لطیفة، وسیكون من قلة التهذیب ألا تأخذه على هذا المحمل، إلا أن الحقیقة -وبخاصة إذا تكرر الأمر بضع مرات- أن علیك أن تنتبه إلى الكلمات لا إلى لغة الجسد، فتلك هي طریقته المكبوتة في التعبیر عن عدوانیته، وانتبه أیضًا للناس الذین یمتدحونك ویطرونك دون أن تكون عیونهم مشرقة، فقد تكون هذه علامةً على الحسد.

 

وهناك مقیاس ممتاز لكشف العداوة، یتمثل بمقارنة إیماءات الناس تجاهك بإیماءاتهم تجاه غیرك؛ فقد تكتشف أنهم أكثر ودا ورقَّة مع الآخرین، ثم تراهم یضعون قناع التهذیب في حدیثهم معك، ولا یمكنهم في حدیثهم معك أن یحولوا دون ظهور خطفات سریعة في عیونهم من نفاد الصبر والحنق، لكنها لا تظهر إلا عندما تأخذ دورك في الحدیث، وتذكر أن الناس یغلب أن تتسرب منهم كثیر من مشاعرهم الحقیقیة، وبخاصة مشاعر العداوة، عندما تدور الثمالة برؤوسهم، أو یخامر النعاس أجفانهم، أو یثقِل الإحباط كاهلهم، أو یشتعل الغضب بین جوانحهم، أو تنوء الضغوط بهم، ثم یغلب علیهم أن یعتذروا عما بدر منهم، وكأن تلك الشخصیة التي صدرت عنها تلك التسریبات في تلك اللحظات، بعیدة عنهم كل البعد، والحق أن تلك الشخصیة فعلیا كانت أقرب ما تكون إلیهم، في كل حیاتهم.

 

ومن أفضل الطرق في البحث عن هذه الإشارات، إجراء الاختبارات؛ إلى حد نصب الشِّراك للناس، وكان ملك فرنسا لویس الرابع عشر خبیرًا في ذلك، فكان أن وقف في صدر فناء في قصر فرساي، امتلأ عن آخره بالنبلاء، الذین تضطرم فیهم نیران العداوة والاستیاء منه، ومن الحكم المطلق الذي یسعى إلى فرضه علیهم، لكنهم في عالَم قصر فرساي كان علیهم جمیعًا أن یكونوا ممثلین بارعین، ویخفوا مشاعرهم الحقیقیة، وبخاصة مشاعرهم تجاه الملك؛ فخرج علیهم فجأة، دونما إشعار مسبق بوصوله، ونظر في تعابیر وجوههم الفوریة. وطلب من أحدهم أن ینتقل مع أسرته إلى قصر فرساي مع علمه بأن ذلك الطلب سیكلف النبیل تكالیف باهظة، ولن یسر به. وتناول الملك فردًا آخر من حاشیته بالسوء، وكان حلیفًا لبعض النبلاء، وبات یلاحظ استجاباتهم الفوریة، فرأى وفرة من علامات الانزعاج، كانت كافیة لتدله على ما

یبطنونه له من عداوة.

 

فإذا اشتبهت بشخص ما بأنه یشعر تجاهك بالحسد فاذكر أمامه آخِر أخبارك الطیبة، دون أن تُظهر التباهي بها، ثم انظر في التعابیر الصغرى على وجهه؛ الدالة على خیبة أمله، واستخدم اختبارات مشابهة، تسبر بها حالات الغضب والاستیاء المستترة؛ تثیر بها استجابات لدى الناس لا یستطیعون كبتها بسرعة، وبصورة عامة، إما أن یود الناس رؤیة أفعالك، أو هم لا یودون رؤیتها، أو هم غیر مبالین إلى حدٍّ ما، وربما یتأرجحون بین الحالات الثلاث، إلا أن الغالب فیهم أنهم سیتجهون باتجاه إحداها، وهم یكشفون عن ذلك في سرعة ردهم على رسائلك بالبرید الإلكتروني أو رسائلك العادیة، وفي الإیماءات التي تبدو منهم أولَ ما یرونك، وفي نبرة صوتهم إجمالًا في حضورك.

 

وتكمن قیمة اكتشافك المبكر لعداوة محتملة، أو مشاعر سلبیة، في أنه یزید من خیاراتك بعیدة المدى، ویعطیك مجالًا للمناورة؛ فبإمكانك أن تنصب شرَكًا للناس، تقصد منه إثارة عدوانیتهم، ودفعهم إلى القیام بعمل عدواني یحرجهم لأمد طویل، وبإمكانك العمل بجهد مضاعف لتحیید كرههم لك، أو حتى كسبهم إلى صفك عن طریق الهجوم الساحر فتأسرهم بجاذبیتك أو بتملقك، أو بإمكانك ببساطة أن تجعل بینك وبینهم مسافة فاصلة، فلا توظفهم عندك، أو تطردهم من العمل إن كانوا موظفین عندك، أو ترفض التآثر معهم، وفي نهایة المطاف فإنك ستجعل مسارك في الحیاة ممهدًا بتجنبك للمعارك الفجائیة والتصرفات المدمرة.

 

وعلى الجانب الآخر من المسألة، تقلُّ حاجتنا عمومًا إلى إخفاء عواطفنا الإیجابیة عن الآخرین، لكننا في الوقت نفسه لا نحب أن تصدر عنا إشارات واضحة تدل على البهجة والانجذاب، وبخاصة في ظروف العمل، أو حتى في المغازلة. فالناس یفضلون غالبًا إظهار أنفسهم بمظهر اجتماعي فاتر؛ لذا فإن هنالك قیمة كبیرة في أن تكون قادرًا على كشف الإشارات التي یظهرها الناس متأثرین بك.

 

ووفقًا لما تذكره الأبحاث عن علامات الوجه التي قام بدراستها علماء النفس؛ مثل

E. H. Hess وإیكهارد هیس ،Paul Ekman بول إكمان، وغیرهم؛ فإن الناس الذین یشعرون بعواطف إیجابیة تجاهك تبدو علیهم إشارات واضحة من استرخاء عضلات الوجه،

وبخاصة عند خطوط الجبین، وما حول الفم؛ وتكون الشفتان عندهم مكشوفة بصورة أكبر، وتكون المساحة المحیطة بالعینین أكثر اتساعًا. وهذه كلها تعابیر لا إرادیة تدل على الراحة والانفتاح، فإذا كانت المشاعر أكثر شدة -كحال المحبین فإن الدم یندفع إلى الوجه، لیحرك قسماته كلها، وفي هذه الحالة الجیاشة تتوسع حدقة العین، وهي استجابة تلقائیة للعین لتفسِح لأكبر قدر من الضوء الدخول إلیها، وتلك علامة أكیدة على أن الإنسان مرتاح، ویحب ما یراه. ویضاف إلى توسع الحدقتین، ارتفاع الحاجبین، فتبدو العینان أكبر حجمًا، ولا ننتبه في العادة إلى حدقة العین؛ لأن النظر المتعمد في عین شخص آخر له إیحاء جنسي واضح، فعلینا أن ندرب أنفسنا على أن نلمح حدقة العین بنظرة خاطفة عندما نلاحظ توسعًا في العینین.

 

ولعل أبلغ دلالة على العواطف الإیجابیة إنما تأتینا من الصوت، حیث ترى الناس عندما  یشتركون معك بالحدیث، ویأخذهم الحماس فیه، ترتفع نبرة أصواتهم، فیدل ذلك على تهیج عاطفي، وحتى لو كان الناس انفعالیین فإن نبرة أصواتهم في العادة تكون رقیقة وطبیعیة، بخلاف الرقة الكاذبة عند موظفي المبیعات، وبإمكانك أن تكشف ما یشبه صفة الخرخرة في الصوت؛ ویشبِّهها بعضهم بابتسامة صوتیة، كذلك فإنك ستلاحظ غیاب التوتر والتردد مع وجود العواطف الإیجابیة.

 

وفي النهایة، نذكر أن مراقبة العلامات غیر الصوتیة هي عملیة جوهریة في محاولاتك للتأثیر في الناس وإغوائهم أو تضلیلهم وتلك أفضل طریقة لك في قیاس الدرجة التي یخضع فیها شخص ما لتأثیرك؛ فعندما یبدأ الناس بالارتیاح لوجودك، فإنهم یقفون على مقربة منك، أو یمیلون في وقفتهم، ولا تكون أیدیهم في وضعیة التكتیف، ولا یظهر علیها أي توتر. فإذا كنت تلقي خطابًا أو تروي قصة، وتكررت من مستمعیك إیماءات الرأس بالموافقة، ونظرات التحدیق المنتبهة لحدیثك، والابتسامات الحقیقیة، فاعلم أن ذلك دلیل على أنهم یوافقونك فیما تقوله، وقد تخلوا عن أي ممانعة لك، وتراهم یتبادلون النظرات معك بوتیرة عالیة، ولعل أفضل العلامات وأكثرها إثارة هي مزامنة تعابيرك، حیث ترى الشخص الآخر یعكس صورتك بلا قصد منه، فتراه یضع رجلًا على رجل بالزاویة نفسها التي تضعهما فیها، وترى رأسه یَمیل كما تُمیل رأسك، وابتسامتك تستجلب ابتسامته؛ وفي أعمق مستویات المزامنة  -بالنحو الذي اكتشفه میلتون إریكسون- ستجد أن أنماط التنفس تمضي على الإیقاع نفسه، وهو ما یمكن أن ینتهي

أحیانًا بتواقت كامل للقُبلة بین المحبین.

 

وبإمكانك أیضًا أن تدرب نفسك على عدم الاقتصار على مراقبة هذه التغیرات التي تظهر تأثیرك، بل تستمیلهم أیضًا بإظهارك إشارات إیجابیة منك. فتبدأ بالوقوف تدریجیا، أو تمیل إلیهم، فتكشف عن إشارات دقیقة تدل على الانفتاح، وتومئ برأسك موافقًا، وتبتسم، والآخرون یتحدثون، وتعكس تصرفاتهم، وأنماط تنفسهم كما المرآة.

وبینما تقوم بذلك، تراقب إشارات العدوى العاطفیة؛ ولا تَمضِ أبعد من ذلك حتى تكتشف انهیار ممانعتهم تدریجیا.

 

أما خبراء الإغواء الذین یستخدمون جمیع العلامات الإیجابیة لتقلید مظهر المحبین، سعیًا منهم لإدخالك تحت سیطرتهم أكثر فأكثر، فتذكر عندما تتعامل مع أحدهم أن قلة قلیلة جدا من الناس یكشفون بصورة طبیعیة عواطفهم الجیاشة في وقت مبكر جدا. فإذا كان تأثیرك المفترض فیهم یبدو سریعًا جدا إلى حدٍّ ما، أو ربما ملفقًا، فأخبرهم بأن علیهم التمهل، وراقب وجوههم بحثًا عن تعابیر الإحباط.

0 التعليقات: