المحارب 44

المحارب 44

12- يمكن للمحارب أن يوقف الحديث الداخلي وقت ما يشاء

الموقف العاطفي للمحارب

كما تري يمكن التغلب علي الخوف إن شاء الإنسان ذلك.

والأصح يمكن أن يتصرف الإنسان دون خوف بالرغم من أنه خائف فالمحارب هو الذي يحدد الوضع العاطفي الذي يعيشه.

فكرته الأساسية تتمحور حول أن المحارب يعرف نيته ويدرك الوضع بصفاء نيته ، يفسره ويعطيه المعني وبعد أن يفكر بكل شئ ويراجع كل شئ يختار الممارسة التي تكون ملائمة أكثر للمستقبل الذي يريد تحقيقه..

لنفترض أن المحارب متزوج ويعيش حياة صعبة مع زوجته

فالمحارب يدرك أولاً هذا الزواج ضمن صفاء نيته ويتساءل: ما الذي أريد تحقيقه من هذا الزواج وما الذي أريد أن أخلقه وما هو المستقبل الذي نذرت نفسي لأجله؟

وبذلك يدرك الوضع من خلال طرح هذه الأسئلة ثم يفسره ويعطيه المعني.

بعد ذلك يفكر بالمستقبل الذي يريد خلقه ثم يفكر بالقيم التي يريد خلقها في علاقاته مثل المحبة والأمن والثقة والتقبل والدعم المتبادل والتفاهم وكيف سيجعلها تحتل مكاناً في زواجه.

بعد ذلك يختارالممارسة المناسبة المتكاملة مع شخصيته والتي تصب في سياق المستقبل الذي يريد خلقه ثم يختار العاطفة الممناسبة لهذه الممارسة ويبدأ التنفيذ .

يصبح شخصاً متسامحاً وغير غضوب يعطي قيمة لزوجته ويصغي لما تقوله بجدية ويستمع إليها بآذان صاغية ويحترمها ويكون مستعداً لرؤية الأحداث بعينيها . ويضفي علي علاقته مع زوجته القيم نفسها التي أراد أن ينشرها بين أفراد عائلته مثل المحبة والثقة والأمن والتقبل والدعم المتبادل والتفاهم ويصمم علي مواصلة حياته ضمن هذه القيم.

حسناً. وما هو العمل الذي عليه القيام به؟

الاستماع، فالاستماع من أهم عمليات التواصل

تبني الإنسان لموقف دفاعي عندما تقول له زوجته أشياء معينة غالباً ما يعيق عملية الإصغاء السليم.

أجل ... المحارب لا يتخذ موقفاً دفاعياً.

الأشياء التي يقوم بها الآخرون لن تستطيع تعذيب روحنا ما لم نسمح نحن بذلك.

يتخذ المحارب موقفا عاطفياً مناسباً في كل حالة لكي يمنع أي شئ من شأنه تعذيب روحه.

في الليلة الماضية طاردك الأسد ولم يخطر علي ذهنك أن تنزعج أو تغضب منه ولم أسمعك تشتمه أو تقول ليس من حقه مطاردتنا. وكان يمكن لهذا الأسد أن ينقض عليك وان يفتتك حتي الموت . ومع ذلك لم تغضب أو تنزعج وأنت تصارع كي تنجو من هذا الأسد . وكان هدفك هو الهرب من هناك والنجاة. وقد نجحت بذلك بشكل جيد . فالمحارب يشكل موقفه العاطفي بخيار واع منه وليس حسبما يقوله أو يتصرفه الآخرون.