11‏/01‏/2018

المحارب 21

المحارب 21
ثلاثة أنواع من القوة:
قوة الشخصية
وقوة التواصل
والقوة الناجمة عن المستقبل الذي ينذر المرء نفسه في سبيل تحقيقه

قوة الشخصية : تتعلق بكيفية إثبات الناس وجودهم في الوسط الذي يعيشون فيه.
هذه القوة نابعة من امتلاك أشخاص كهؤلاء شخصية متكاملة ، فنظرة الشخص الذي يمتلك مستوي عال من تكامل الشخصية ، وطريقة جلوسه ومواقفه تدل علي قوة خاصة به كما أن نظرة هذا الشخص وكلامه ووجوده يجعل الناس الآخرين الموجودين في وسطه ذوي قيم وكبرياء.
لايمتلك الإنسان قوة إلا بقدر ما يمتلك من تكامل الشخصية.
قوة التواصل: تنبع من معرفة الشخص مع من وماذا ومتي وكيف يتكلم. وهذه القوة تتعلق بمقدار الوعي الذي سيحضره الشخص إلي الوسط الذي يعيش فيه.

لكي يجيب المرء علي سؤال مع من سأتحدث ؟ يجب أن يمتلك توقدا ذهنيا يؤهله لكي يدرك كل الناس الموجودين في بيئته أي يجب أن يراقب بواسطة وعيه المراقب وليس بواسطة أناه الموضوعيه ego
ولكي يجيب علي سؤال عن ماذا أتكلم ؟ يجب أن يكون مدركاً لنيته ومطالبه ورغباته ووضعه وقيمه وأن يكون قادرا علي الاطلاع عليها جميعا
ولكي يجيب علي سؤال متي أتكلم ؟
يجيب أن يكون واعيا للوحة الكبيرة  إذ أن وعي اللوحة الكبيرة يجلب معه معرفة تتعلق بزمن البوح بالمعلومة وقبل أي سبب وبعد أي سبب تأتي.

والأهم من كل ذلك هو هل الكلام الذي قاله خرج من فمه وحسب أم أنه عبر عنه بكل وجوده فالرسالة الأهم هي الإنسان ذاته
ولهذا السبب فإن تكامل الشخصية هو من يقف وراء هذه القوة.

من أجل إلقاء الضوء علي القوة الناجمة عن المستقبل الذي نذرت نفسك في سبيل تحقيقه
ستكون قوتك بحجم إيمانك بهذين الهدفين اللذين وهبتهما فؤادك وبقدر ما تمتلك من تكامل في الشخصية . حيث ستنبع هذه القوة من العمل الذي تنجزه ضمن شعورك بالمسؤولية .
من هذه النقطة بالذات يأتي المصدر الأكبر للقوة التي يتمتع بها القادة العظماء الذين تركوا بصماتهم في هذا العالم.

فإذا ما درست حياة غاندي فستجد أن هذه القوة الناجمة عن المستقبل الذي نذر نفسه في سبيل تحقيقه هي التي تقف وراء النجاحات التي حققها.

عندما نقول قوة المحارب فإننا ندرك مباشرة هذه الأنواع الثلاثة من القوة مجتمعة مع بعضها البعض، فالمحارب بمزاياه الشخصية هذه قوي كالصخرة يعيش ضمن تكامل حي قادراً علي إدراك أجواء التواصل وإدراك عالمه الداخلي لأنه استطاع الوصول إلي الوعي المراقب فقد نذر قلبه وعقله في سبيل مستقبل ما ومحور حياته حول هذا المستقبل . 

0 التعليقات: