14‏/01‏/2018

المحارب 31

المحارب 31
8
التغير

فكر الفلاسفة بموضوع التغير وناقشوه كما فعلوا في كافة المواضيع التي تناولوها، وأول شئ أدركه الفلاسفة هو:"لايمكن للحكمة أن تتشكل من تلقاء ذاتها"
وأكدوا علي ضرورة العمل وبذل الجهد لكي يحصل الإنسان علي الحكمة.

هكذا بدأت الأفكار تتمحور حول " التغير من أجل الحكمة" وأعتقد أن أول الموضوعات التي درستها الفلسفة بدأت بطرح سؤال مفاده " هل ما أفعله هو الصواب؟"
بداية طرح الناس هذا السؤال فيما بينهم ثم تحولت هذه الأحاديث إلي نقاشات منهجية وبذلك ولدت الفلسفة.

أعتقد بعض هؤلاء الفلاسفة أنه يتوجب عليهم الانسحاب من المجتمع والانزواء لكي يتمكنوا من التفكير والمناقشة ، وطبعا لم يكن لهذه الفئة من الفلاسفة أي مسعي يتعلق بتغيير الناس، 

اتخذت فئة أخري من الفلاسفة موقفاً مختلفاً حيث كانوا يؤمنون بقدرتهم علي إنتاج فلسفة حقيقية من خلال العيش مع الناس والتحدث معهم وبأن يكون لهم عمل يكسبون قوت يومهم منه مثل باقي الناس ومن خلال الحفاظ علي تواصلهم مع المجتمع.

أي أنها فلسفة داخل الحياة وليست خارجها.

أما الفئة الثالثة من الفلاسفة فقد آمنت بوجود حقيقة مثالية وعملت علي الوصول بالمجتمع إلي حالة تتناسب مع  هذه الحقيقة المثالية. 

ويمكن القول أن عملية التغيير ، أي تغيير المجتمع أمر ضروري بالنسبة لهذه الفئة من الفلاسفة.

ولذلك يجب إجراء التغيير باتجاه محدد علي اعتباره حاجة ضرورية للمجتمع.
لاشك أن لكل فئة من هذه الفئات الثلاث مقاربات مختلفة فيما يخص موضوع التغيير.

فبالنسبة للفئة الأولي: من الفلاسفة قد يتحقق التغيير وقد لا يتحقق ، ولكن المهم بالنسبة لهم هو المشاهدة والملاحظة وفهم لماذا يتحقق هذا التغيير أو لماذا لا يتحقق.

أما فلاسفة الفئة الثانية: فقد آمنوا بضرورة إحداث التغيير من خلال العيش. فقد قالوا لايمكن فهم التغير من الخارج  من خلال ملاحظته، بل يجب العيش ضمن إطار التغير.

أما فلاسفة الفئة الثالثة : فلم يكتفوا بالإيمان بضرورة التغير بل شمروا عن سواعدهم وبذلوا جهوداً حثيثة في الاتجاه الذي يجب تحقيق التغير فيه .
 

0 التعليقات: