17‏/01‏/2018

المحارب 40

المحارب 40



بُعد الحدود
تتشكل حدود الفرد من كل شئ موجود ضمن فينومينته. ويستطيع أن يصفها بقوله:" هذا مكاني، هذه أغراضي، هذه معلوماتي، هذه مشاعري

تتغير الحدود النفسية للإنسان حسب نوع العلاقة القائمة بينه وبين الآخرين ، ولكن هناك حدود لايمكن تجاوزها حتي ولو كان الشخص من أعز المقربين.

هذه الحدود غير مرئية ، إنها حدود نفسية .

نحن لا ننتبه إلي هذه الحدود ما لم يتم انتهاكها. وعندما تُنتهك حدود الإنسان ينتبه لوجودها.
سبب توجيه نظرك للأرض أو السقف في المصعد مع شخص لا تعرفه هو أنه غالبا ما تنتهك حدود الناس في المصاعد لأن هذا الوضع يخلق حالة عدم توازن ضمن فينومينة الفرد وتستمر
حالة التوتر هذه حتي تزول حالة عدم التوازن. 

أي حتي خروجهم من المصعد.

إن حماية الشخص لحدوده والاعتراف بها من قبل الآخرين هي واحدة من الحاجات الهامة للإنسان .
وإن أي انتهاك لهذه الحاجة يخلق عدم توازنات هامة وإذا لم يتم إزالتها فإنها تترسخ في حياة الإنسان علي اعتبارها أعمالاً لم تنجز.

بعد المسؤولية
المسؤولية واحدة من الأبعاد الأساسية للوجود فالإنسان يرغب في إنجاز كافة الأمور التي يري أنها واقعة ضمن ساحة مسؤوليته.

الأعمال غير المنتهية في مكان العمل تخفض من سرعة عمل المؤسسة وقد تكون في كثير من الأحيان سبباً هاماً في انهيار المؤسسة والقضاء عليها.

بُعد شعور الفرد بأنه إنسان طبيعي
هناك بعد آخر من أبعاد الوجود الأساسية وهو بعد أن يكون الفرد جديرا بالمحبة، أي أن يشعر الإنسان داخل فينومينته بأنه جدير بأن يشتاق إليه الآخرون ويحبونه ويرغبون بالعيش معه. وبأن ينظر إلي نفسه علي أنه إنسان يستطيع أن يشتاق للآخرين ويحبهم ويرغب بالعيش معهم.

وهناك بعداً آخر يتمحور حول رغبة الفرد بأن يري نفسه جزءاً هاماً من هذا الكل الكبير، وبأنه جزء ذو قيمة ولا يمكن الاستغناء عنه ويُطلق علي هذا البعد مصطلح 

(بُعد رغبة الإنسان بأن يكون ذا قيمة )
آخر بعد من أبعاد الوجود الأساسية هو رغبة الفرد بأن يمتلك القدرة التي تمكنه من تحقيق كل رغباته، أطلق علي هذا البعد مصطلح بُعد الثقة.

فالإنسان يرغب بأن يكون واثقاً من انه يمتلك القدرة التي تمكنه من تحقيق رغباته وبتلبية هذه الحاجة يؤمن الإنسان ويثق بأنه يمتلك القدرة التي تمكنه من تطبيق أفكاره وتحقيق رغباته ومتطلباته.
فالأعمال التي لم تنجز تحول الماضي إلي سجن يحبسنا خلف قضبانه.

الإنسان عبارة عن مخلوق يدرك باستمرار ، وإذا استمر بالحفاظ علي إدراكه يقظاً فإنه سيدرك فوراً حالة عدم التوازن التي تحدث في حياته لحظة حدوثها. ويبذل كل ما بوسعه من أجل إعادة التوازن إلي أفضل شكل ممكن ويُتمم عمله الذي لم ينجز

سيكو- دراما تضعك في وضع تنظر للأحداث بعين الغير
عندما يعذر الإنسان تنتهي الأعمال التي لم تنجز
ولذلك يعتبر العذر والعفو سلوكاً سليماً جداً طبعا لا أقصد هنا العفو الخارج من بين الشفتين بل أقصد ذاك النابع من القلب والعقل والذي يحتاج لثراء عاطفي ، إذ أن هذا السلوك لا يمكن ان يقوم به إنسان تضخم لديه الأنا الموضوعي.

كل شئ فرصة للتعلم وفرصة للتطور
وهذه أساساً نية المحارب.

0 التعليقات: