14‏/01‏/2018

المحارب 33

المحارب 33

هيجل
يقول هيجل : يُعبر تغير الفئات عن نفسه مع مرور الزمن كعملية طبيعية ، فهذه الفئات تتغير من جهة وتتابع من جهة أخري اتصالها مع أضدادها.
يطلق هيجل علي هذه العملية مصطلح الديالكتيك، وقد أخذ هذا المصطلح عن أفلاطون ، فقد كان أسلوب سقراط التعليمي يتضمن تواصل علي شكل سؤال وجواب وقد أطلق علي هذا الأسلوب مصطلح الجدل/ الدياليكتيك، وقد أستخدم هيغل المصطلح ذاته لتحديد عملية تأثير الأشياء فيما بينها .

يتشكل الجدل / الدياليكتيك علي الشكل التالي: تدخل الأطروحة ، وهو الاسم الذي يطلقه هيغل اسم الأطروحة المضادة .
ويتم حل هذا الصراع الدائر بين الأطروحة والأطروحة المضادة من خلال بزوغ فكرة جديدة أو أطروحة جديدة يطلق عليها اسم : تركيب.
فهيغل يدعي وجود وعي في جوهر هذا الكون وهذا الزعم هام جداً إذ أنه يتكلم كما يتكلم الرسول .(كلام خطأ فلينتبه نقلناه كما هو )
فالاغتراب يتشكل عندما تكون الأفكار مجزأة ومشتتة ومنسلخة عن بقية الأفكار الأخري.
فإذا كانت فكرة ما لا تري نفسها كجزء من اللوحة الكبيرة فإنها تنسلخ عن الكل ويحدث الاغتراب.

تعتبر الفردية والفردانية من القيم الموجودة بقوة في الولايات المتحدة الأمريكية .
في أمريكا لا أحد يصدق من يقول : أنا أفعل هذا الشئ من أجل الوطن والشعب من جهة ومن جهة أخري يعتبرون أن سلوكاً كهذا ليس واقعياً وليس سليماً، إذ يُنتظر من الفرد في أمريكا إجراء توازن بين مصالحه ومصالح الوطن بدلاً من إنكار مصلحته كفرد ، أما هنا فينتظر من الشخص دائماً أن يقول :" أنا لا مصلحة لي بذلك وكل ما أقوم به هو لمصلحة الوطن".
أي أن أحدهم يولي أهمية للتبعية والآخر يوليها لتحقيق الذات.
الفردية تعني تلبية الشخص لكافة احتياجاته بشكل أناني دون التفكير بأحد سواه .
أي يتمحور علي مصطلح "أنا المركز" وأما الفردانية فتعني انطلاق الشخص من مصطلح " نحن المركز" وتلبية احتياجاته ضمن وعيه لحدوده ومسؤولياته ومتطلباته وحماية وضعه.

يوجد في الفردانية توازن بين التبعية وتحقيق الذات .


الإنسان قبل أن يُولد كان مخلوقاً تابعاً مئة بالمئة وأول عمل مستقل قام به بعد الولادة هو التنفس.
هذا أول سلوك مستقل ومع مرور الزمن تتسع دائرة الاستقلالية وعندما يصل إلي الرابعة أو الخامسة عشر من عمره يصل إلي مرحلة يقول فيها: " أنا لا أحتاج لأحد، فلا تقدموا لي النصائح، وإن شئتم أقدم أنا لكم النصائح".
أي أنه يدخل في مرحلة عبور من التبعية إلي الاستقلالية التامة.
وبعد ذلك عندما يستوعب أن الحياة عبارة عن تفاعل وتواصل تتحول فكرة " أنا موجود" إلي فكرة " أنا موجود وأنت أيضاً موجود"
ففي الأزمنة الغابرة كان الأتباع والرقيق والعبيد بشراً أشبه ما يكونون بالسلع، يتم شراؤهم وبيعهم ويحق للملك أو السلطان أو لمالك الرقيق، الذي يملك القوة  التصرف بهؤلاء الناس كما يشاء.
بعد ذلك تجلت أهمية الفرد وازدادت أفكاره قوة وتجلت أهمية العمل الذي يقوم به وبدأ بعد ذلك بالدفاع عن حقوقه حتي وصلت عملية التغير هذه في بعض البلدان إلي نقطة استطاع فيها الفرد أن يقول للدولة  " أنت موجودة من أجل خدمتي، ودون ذلك لايوجد أي معني لبقائك"
.

من الخطأ القول " تأثير" والأصح القول " تفاعل"

التغيرات التي تطرأ علي وعي شخص بمفرده قد تؤدي إلي تغيرات في كل المجتمع وفي كافة أنحاء العالم .

الفوضي
ماذا يقول مصطلح الفوضي؟

يقول: الفراشة التي تطير في بكين قد تؤدي بعد ستة أسابيع إلي هبوب عاصفة في نيويورك.
وأقول: فيلسوف يكتب في ألمانيا يستطيع أن يؤثر علي مصير الملايين في الصين.
فإذا ما نظرنا إلي الأحداث ضمن إطار " حقيقة شبكة التفاعلات " فإننا سنجد أنه يمكن لأي تغيير يطرأ في مكان ما من هذه الشبكة أن يخلق إمكانية التأثير علي كافة أنحاء الشبكة .
 

0 التعليقات: