المحارب 28
7
وعي الموت
أساسأ كل لحظة في حياتي متميزة وفريدة.
وعي الإنسان للموت يشكل أساسا لتحمله مسؤولية
حياته.
إن كون الحياة محدودة ينقذني من سلاسل الماضي
ويطلق يدي نحو المستقبل ، فإذا ما اقتنعت بأن الموت قد يأتي في كل لحظة وفي كل
مكان فإنني سأتخلص من كسلي المتعلق ب ( الآن وهنا) والناجم عن أنانيتي . فمن خلال
وعيي بأنني سأبقي في هذه الدنيا فترة قصيرة ، أري أنه لاسبيل لدي إلا البدء فوراً
، الآن وهنا ، بكل ما أريد القيام به في هذه الحياة ، ولكن ما الذي أفعله عموما؟
أؤجل الحياة الحقيقية ، إلي زمن ما في
المستقبل وأواصل كسلي المتعلق ب ( الآن وهنا) الذي يصبح الطريق الوحيد الذي أمامي
.
فكرة الموت هي الشئ الوحيد التي تنظم روح
الإنسان وتبعدها عن الفوضي.
لكنني لازلت أتخذ القرارات التي أشعر معها
بالندم.
عندما أتأمل نفسي أري أن السبب الأساسي كامن
في النواقص التي يعاني منها الوعي الذي
أحضره إلي الوسط.
عندما اتخذ قرارا ما فإنني اتخذه بسرعة دون
التفكير بعمق ودون إجراء ملاحظات دقيقة حول الموضوع الذي ساتخذ قرارا بشأنه.
يكمن سبب ذلك في عدم امتلاكي وعيا حول
الماهية الحقيقية لنيتي في الموضوع الذي اتخذ قرارا خاصا به. فكثيرا ما أقوم
بإنجاز أعمال وفي أعماق نفسي لا تعني لي أي شئ ولكنني أقوم بها لكي أرضي الآخرين .
وعندما أبدأ باستيعاب أن ما قمت به لا معني
له أشعر بالندم.
عنصر التبعية هو العنصر السائد في رقصة
التبعية وتحقيق الذات في ثقافتنا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق