17‏/01‏/2018

المحارب 36

المحارب 36

ما الذي يحاول المحارب تحقيقه؟
يسعي المحارب إلي مواصلة حياته من خلال الوصول إلي أعلي درجة من التطور تمكنه من تطوير وعيه وعيش حياته ضمن هذا الإطار.
ولكن لماذا؟
لأن العمل الأكثر معني في حياته هو ذاك العمل الذي يؤمن له فرصة لتطوير وعيه.

قال أرسطو علي ما أذكر إن جوهر الأِياء هو الذي يحدد نوعية التغير الذي سيطرأ علي هذه الأشياء  ونحن نطلق في أيامنا هذه علي هذا الجوهر مصطلح الطاقة الكامنة.

الإنسان العادي هو الذي يعيش الحياة التي يختارها له الآخرون لأنه لايجرؤ علي خلق حياة خاصة به ولهذا السبب لايتمكن من تحقيق طاقاته.

عنصر التبعية هو الأطروحة التي جاءت مع المحارب بالولادة . فقد كان تابعاً عندما كان لايزال في بطن امه وفي مرحلة الطفولة يبقي الإنسان تابعاً لأنه مرتبط بالآخرين و تابعاً لهم .

وبعد ذلك يضطر للاعتراف بنفسه ضمن علاقاته مع الآخرين . 

والأطروحة المضادة لعنصر التبعية هي عنصر تحقيق الذات أو الاستقلالية التامة أي ما نطلق عليه مصطلح ( الأنا) وفي هذه المرحلة ينزع الفرد إلي فعل ما يريده فقط دون الإهتمام بأحد.
وفي كلتا الحالتين السلوك غير سوي.

نعم في كلتا الحالتين السلوك غير سوي لأنهما لا تمثلان حقيقة الإنسان.

هذا صحيح، لأن حقيقة الإنسان تتضمن الحالتين : التبعية من جهة وتحقيق الذات من جهة أخري.
يجب أن يوجد العنصران في آن واحد وهذا ما استطاع المحارب الوصول إليه.

هذا التركيب يمثل وعي المحارب فثمة وعي مراقب يقف وراء التبعية من جهة وتحقيق الذات من جهة أخري . ولذلك نستطيع أن نري لدي هذا النوع من البشر تحقيقاً كاملاً لطاقة الإنسان.
 

0 التعليقات: