المحارب 26
الشخص الذي لايتحمل المسؤولية هو الشخص الذي
لم تتبلور لديه حدوده المتعلقة بماذا سيفعل ومتي وكيف سيفعل وبحجم ما سيفعله ،
وأكثر من ذلك إنه لا يهتم بموضوع عدم تبلور الحدود لديه ومن جديد نري أن عنصر
التبعية هو الذي يقف وراء هذا الموضوع.
في القهوة
أنظر حولي فأري العديد من الأشخاص وأدرك
أمراً ما : كل هذا العدد الضخم من البشر يأتي ليجلس هنا، نعم يأتون لمجرد الجلوس،
إنهم يضيعون وقتهم دون إنتاج أي شئ.
أحيانا أنظر إليهم بدهشة متسائلاً:" كيف
يمكنهم فعل ذلك، كيف يمكنهم أن يكونوا لا مبالين إلي هذا الحد؟"
ومن جهة أخري يحز في نفسي هذا السلوك وأتساءل
:"كيف يستطيع هؤلاء رمي حياتهم بكل هذا الفتور وبكل هذا الفتور وبكل هذه
السهولة في سلة المهملات؟".
جهة أخري في داخلي تشعر بالغبطة حيال هؤلاء ،
الجلوس كشجرة أو كحجر أو كعشب والنظر ذات اليمين وذات اليسار ومواصلة حياتهم بهذه
الطريقة .
ما الذي كان يمكن لهؤلاء الناس القيام به من
أجل حياتهم خلال هذا الوقت الذي يضيعونه هنا ؟! وما هي الأشياء التي بقيت ناقصة لم
تكتمل في مجتمعهم وفي عائلاتهم وفي حياتهم لأنهم لم ينجزوا الأعمال التي كان يتوجب
عليهم إنجازها؟
لايبدو أن أحداً من هؤلاء مدرك لهذه النقطة ،
ثم هل يعلمون أن الشئ الذي نطلق عليه اسم الحياة هو الزمن وبأن الزمن هو الكنز
الحقيقي؟!!.
كيف سيعرف المحارب الأشياء التي يعتبر
مسؤولاً عنها؟
يقرر المحارب هذا الأمر بشكل استراتيجي ضمن
نواياه الصافية ووعيه للمستقبل الذي يرغب بخلقه.
يجب أن تكون هذه النية دليلك في حياتك ، وأن
تحدد الأشياء التي ستوليها اهتمامك وفي الوقت ذاته أن تحدد الأشياء التي يجب ألا
تهتم بها ، يجب أن تكون نيتك بمثابة البوصلة التي توجه حسبها حياتك . ولذلك يجب أن
تضع خططاً استراتيجية لكافة طاقاتك ولكل وقتك ضمن إطار وعيك بهذه النية.
يجب أن تهتم بكل ما من شأنه توفير الامكانيات
اللازمة لتطوير طلابك وزملائك المعلمين فإذا كانت الأشياء التي ستقوم بها من
الأشياء التي يمكنك القيام بها بشكل مباشر ، أي إذا كانت واقعة ضمن المدي المجدي
لسلاحك فستكون مسؤولا عنها مسؤولية مباشرة ، أما إذا كانت من الأشياء التي يمكنك
التأثير بها بطريقة غير مباشرة فإن مسؤوليتك عنها تكون مسؤولية غير مباشرة.
" ياربي هبني القوة والشجاعة التي
تساعدني علي تغيير الأشياء التي يمكن تغيرها وهني النضج الذي يساعدني علي تقبل
الأشياء التي من غير الممكن تغييرها، كما هي
وهبني ياربي المعرفة التي تساعدني علي
التمييز بين الحاليتين.
فالمحارب يعرف الأِياء التي يريد تغييرها ضمن
نواياه الصافية ويعطيها ذاته ووقته وضمن إطار قوته.
هل هناك حاجة لأي إنسان آخر ؟
الإنسان في كل زمان ومكان عبارة عن مخلوق
تابع من جهة ويسعي لتحقيق ذاته من جهة أخري لهذا السبب إذا كان الشخص الذي يقول
أنا إنسان مسؤول عن حياتي ينظر إلي الآخرين علي أنهم رتوش تجميلية لا حاجة له بهم
فهذا يعني أنه يعاني من وجود ثغرة هامة في إدراكه لحقيقة حياته .
فالإنسان الذي يقول أنا مسؤول يعلم جيداً
وقبل كل شئ أنه مسؤول عن الحقائق التي يعيشها.
فشخص كهذا عبارة عن إنسان وصل إلي مستوي من
الوعي الذي يمكنه من تحقيق التوازن في حياته بين التبعية وتحقيق الذات.
الأهم أن يتعلموا تحمل مسؤولية المعني الذي
يعطونه للأحداث ويا لقلة الناس الذين يمتلكون هذا الوعي في بيئتنا.
السعادة خياري وقراري أنا ، فمصدر السعادة
موجود في وعي وليس نابعا من الأحداث الخارجية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق